مقال جديد بانوارما 2012

أولها تخبط وختامها ركود

اُفتتح عالم رأس المال لسنة 2012 من منتدى دافوس ومن ثم تتالت الأزمات مدوية، فالنمو في الاقتصاد الأمريكي لم يتجاوز 2.7% على الرغم من أن جزءاً هاماً من هذا النمو جاء من الإنفاق على الدفاع ومن نمو القطاع العقاري.

البطالة التي كادت تطيح بأوباما تراجعت إلى 7.8% بعد أن فاقت ال8% في عام 2011، وهو ما يعني مراوحتها تقريباً عند أعلى المعدلات التي وصل إليها الاقتصاد الأمريكي منذ أزمة عام 1929.

قمة الثماني التي جاءت في الربع الثاني من العام المنصرم والمنعقدة في كامب ديفيد، أكدت عمق التناقضات التي تستند عليها الحلول الاقتصادية، حيث طالبت ألمانيا بضرورة اعتماد سياسة النمو عوضاً عن سياسة ضخ الأموال في السوق، بينما أصرت معظم القوى على ضرورة إنقاذ منطقة اليورو ولو كانت على حساب المراكز كألمانيا وبريطانيا وهو مادفع البريطانيين .

حدث ماتوقعه البريطانيون حيث لم يحقق اقتصادهم أي نمو يذكر بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأوروبي سوف ينكمش بنسبة 7،8% بحلول عام 2015.

قدرت مؤسسة بحثية ارتفاع معدل البطالة في بريطانيا بنهاية العام من 8.3% إلى 9% وأوضحت أرقام وبيانات مكتب الإحصاء الوطني الأسبوع الماضي أن الاقتصاد البريطاني انكمش بنسبة 0.2% في الربع الأول من العام الجاري وعاد للركود، وفي إسبانيا بلغ معدل البطالة 24% وهي نسبة هائلة جداً تنذر بالكثير.

ظل الاقتصاد الألماني حجر الزاوية في منطقة اليورو، إلا أن وكالة موديز هددت ألمانيا بسحب تصنيفها الأعلى «ايه ايه ايه» الذي يعكس متانتها المالية، بسبب «الغموض المتزايد» الذي يحيط بإمكانية الخروج من أزمة الديون في منطقة اليورو كما شمل التهديد كل من هولندا ولوكسمبورغ اللتين تتمتعان بالتصنيف  ذاته.

عادت الأزمة إلى الملعب الأمريكي بقوة، وجاء ذلك رغم أحاديث وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايتنر، إن الأزمة المالية في أوروبا أثرت بشكل كبير على التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة، وكان غايتنر قد حذر من تبعات تباطؤ الاقتصاد الأوروبي على الاقتصاد الأمريكي، لأن أوروبا شريك اقتصادي كبير للولايات المتحدة لاستحواذها على 15% من الصادرات الأمريكية.

حصل المحظور ووقعت الولايات المتحدة في مايعرف بالهاوية المالية، والتي تعني بلوغ الدين العام لمستويات قياسية مما يتطلب تخفيض الانفاق العام لخفض عجز الموازنة في حين تستدعي ضرورات النمو ضخ المزيد من كميات النقود في الاسواق لانعاش النمو الاقتصادي.

توافقات المرحلة السياسية

على الصعيد الأمريكي كانت أهم النتائج السياسية هي فوز أوباما كرئيس ذي برنامج توافقي، على منافسه الجمهوري رومني، حيث لا يعد هذا النصر انتصاراً لبرنامج الديمقراطيين الذي أمل بالتوسع في الانفاق على مجالات الرعاية الاجتماعية وخفض الإنفاق الدفاعي لانعاش الاقتصاد وزيادة الضرائب على الشركات وتخفيض الإنفاق على الفئات الوسطى، فالكونغرس ظل تحت سيطرة الجمهوريين مما يعني أن لا إمكانية للحسم في أي اتجاه، حيث يصر الجمهوريون على ضرورة تخفيض الإنفاق على المجالات الاجتماعية مقابل التوسع في الإنفاق الحربي وإعفاءات ضريبية على الشركات، ومثّل التوافق على مشروع « الهاوية المالية» الحل الوسط بين الاتجاهين .

لم ينجح أولاند في القارة العجوز أيضاً رغم انتصاره على منافسه ساركوزي، بتطبيق ضريبة الـ75% على كبار الأغنياء وذلك بسبب طعن من المحكمة الدستورية، ورغم أن هذه الضريبة كانت أهم محاور برنامج أولاند الانتخابي إلا أن هذا الفشل يعكس مستويات عالية من التناقض في المراكز الرأسمالية والتي تدفع بحلول توافقية إصلاحية لا أكثر.

الجماهير تنتفض واليد العاملة هي العليا

استضافت قاعات جامعة«غوتا» في مدينة فرانكفورت الألمانية مؤتمراً عالمياً شارك في أعماله 400 ناشطة وناشط، أقروا فيه خطة لاحتجاجات أوربية مشتركة ضد سياسات التقشف الرجعية. تتضمن الخطة المقرة احتلال المرافق والساحات المركزية في المدينة، وفرض الحصار على البنك المركزي الأوروبي والبنوك الأخرى.

شارك في المؤتمر مجموعات تمثل الحركة المضادة للعولمة «أتاك»، «حركات لنحتل» من بلدان مختلفة، منظمات العاطلين عن العمل، حركة الاحتجاج الطلابي، ممثلو النقابات، حزب اليسار الألماني وشبيبته، وشبيبة حزب الخضر، ونشطاء من بلدان أوربية أخرى (إسبانيا،فرنسا، بلجيكا،إيطاليا،النمسا، سلوفينيا وبولندا) وكان لهم مساهمة مميزة في المناقشات التي دارت في المؤتمر وعلى هامشه.

150 ألف في لشبونة..

انطلقت مظاهرات لشبونة العمالية التي دعا لها الاتحاد البرتغالي العام لنقابات العمال، وشارك فيها زهاء النصف مليون متظاهر، ثم بدأت اتحادات العمال فى البرتغال في مارس/آذار، إضراباً عاماً يستمر لمدة 24 ساعة احتجاجاً على إجراءات التقشف التى تتبناها الحكومة.

عاودت المظاهرات بشكل أقوى في شهر حزيران، شهدت احتجاجات واسعة لحوالي عشرات آلاف المتظاهرين، بشعارات تندد بخطط التقشف التي تبنتها الحكومة البرتغالية منذ بدايات الأزمة، وتجددت المظاهرات في شهر أيلول وبلغ عدد المشاركين فيها أكثر من 150 ألف متظاهر في البرتغال وحدها. 

القمع الجرماني

فرقت الشرطة الألمانية، في مدينة فرانكفورت في شهر آذار، تظاهرة احتجاجية كبيرة شارك فيها أكثر من ستة آلاف متظاهر في إطار مبادرة اليوم الأوروبي للاحتجاج ضد الرأسمالية.

واعتقلت الشرطة أكثر من 100 مشارك، وأصيب العديد من المتظاهرين على أثر مواجهات حدثت بينهم وبين القوة المهاجمة، وأنهت الشرطة التظاهرة مبكراً ضد رغبة المحتجين.

لم يستطع المتظاهرون الوصول إلى هدفهم المتمثل بالبناء الجديد للبنك المركزي الأوربي..

وكذلك شهدت العاصمة الإيطالية روما تظاهرات حاشدة لنقابات وأحزاب، هدفت التظاهرات التي ضمت عشرات الآلاف، إلى التنديد بسياسة الحكومة اليمينية التي لا تملك حلاً لمشكلة البطالة المتزايدة، مقابل غياب النظام الضريبي العادل، وزيادة الضرائب على العمال والمتقاعدين.

التاج الملكي يهتز

قامت قوات الشرطة البريطانية في شهر شباط، بإخلاء معسكر نشطاء حركة «لنحتل لندن» من أمام كاتدرائية سانت بول بينما اعتقلت عشرين شخصاً من المحتجين في وسط لندن. وأكد النشطاء في الميدان الكائن خارج الكاتدرائية أنهم لم ينهوا اعتصامهم، وتحدى بعضهم إجراءات الشرطة بإقامتهم نصباً خشبياً في الميدان، إلا أن قوات الشرطة قامت بتفكيكه.

ملايين العاطلين في مدريد

ضربت شرطة مكافحة الشغب الإسبانية عدداً من المتظاهرين في احتجاج طلابي ضد خفض الإنفاق في مدينة فالنسيا. واندلعت الاشتباكات بين الطلاب والشرطة أثناء احتجاج الطلاب على خفض ميزانية التعليم التي يقولون إنها حرمت الغرف الدراسية من التدفئة.

وفي شهر تموز، وصل عمال المناجم الإسبانيون إلى مدريد، بعد أن قطعوا 500 كيلومتر خلال مسيرتهم التي بدأت في الثاني والعشرين من حزيران الماضي واستمرت سبعة عشر يوماً من شمال إسبانيا حيث انطلقت حركتهم الاحتجاجية خارج مناجم الفحم وسط اشتباكات مع الشرطة.و في أيلول عاود الآلاف التظاهر في شوارع مدريد احتجاجاً على خطط التقشف.

الحلقة الأضعف، ثورية بامتياز

أظهرت الانتخابات اليونانية كما الفرنسية تقدم قوى اليسار الجذري، حيث حصل الحزب الشيوعي اليوناني عى 29 مقعداً وحصلت كتلة اليسار على 52 مقعداً في الانتخابات البرلمانية، إلا أنها لم تنجح بتشكيل حكومة، كذلك حل مرشح اليسار الجذري ميلانشون في المركز الرابع في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وشهدت عاماً من المظاهرات لم تهدأ مطلقاً ففي شهر آب دعت جبهة النضال العمالي إلى إضرابات في عموم البلاد رافضة أي حوار اجتماعي مع الحكومة، نفذ الآلاف من العمال في أواخر أيلول إضراباً واسعاً شمل 70 مدينة وبلدة في مختلف أنحاء اليونان.كما انطلقت مظاهرات واسعة في تشرين الأول احتجاجاً على زيارة ميركل لليونان، وعادت جبهة النضال العمالي إلى إجراء تجمعات جماهيرية وعدة إضرابات في أثينا وتسالونيكي وبيرياس في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني .

قطب آخر، ممكن

إن أهم ما جرى على صعيد تجمع دول البريكس في العام الفائت هو اجتماع نيودلهي في آذار الماضي، حيث تم التوجه نحو تنظيم جديد للأسواق المالية، ومحاولة تجاوز اعتماد الدولار كعملة عالمية رئيسية في المبادلات التجارية، وذلك في محاولة لتقليص الاعتماد عليه كونه يتعرض إلى تذبذبات مقلقة بشأن مستقبله.

ورأت البلدان المشاركة في القمة ضرورة تقليص الاعتماد على الدولار، الذي يعاني من تذبذب مستمر، من خلال تعزيز التبادل التجاري بالعملات الوطنية في ما بينها، وكذلك ممارسة الاستثمار بعيداً عن الدولار.

وافق ممثلو مصارف التنمية في هذه البلدان على توفير القروض بالعملة الوطنية لبعضها بعضاً. وارتفع معدل التبادل التجاري بين بلدان بريكس في السنوات العشر الأخيرة إلى 28% سنوياً.

وحسب البلاغ الختامي فإن دول المجموعة اتخذت قراراً بدراسة إمكانية تأسيس مصرفها المشترك الخاص بالتنمية لتمويل مشاريع البنية التحتية والاستثمارات فيها، وكذلك في غيرها من البلدان الأقل نمواً.

أمجاد الماضي بحاجة إلى التصنيع الستاليني

ثبّت بوتين المنتصر بولاية رئاسية جديدة في أذار، سياسة روسيا في التوازن الدولي الجديد، ظهر ذلك من خلال تكرار استخدام موسكو لحق الفيتو ثلاث مرات متتالية في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، مما فتح الباب مشرعاً حول إعادة دور قطبي للروس بتحالفاتهم ضد الغرب. تكرست هذه الإجراءات السياسية أكثر فأكثر، حيث بعث الروس بأسطولهم إلى سواحل المتوسط في طرطوس. إلا أن الواقع الموضوعي أشار إلى إشكالية ما في الوضع الاقتصادي الروسي الذي يمثل أساس أي تقدم سياسي وعسكري، فعلى الرغم من أن معدل النمو الذي بلغ 5% يعتبر معدلاً جيداً في هذه الظروف، إلا أن روسيا تعد من الدول المتوسطة من حيث متوسط الدخل الفردي الذي لايزيد عن 11ألف دولار للفرد الواحد، بينما يبلغ متوسط الدخل في الاتحاد الأوروبي 35 الف دولار، وهو ماعنى نقصاً كبيراً في تأمين احتياجات هذا الدور القطبي في الجانب الاقتصادي.

إلى الأمام عبر الحزب الشيوعي

انتخب المشاركون في المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في ختام اجتماعاتهم في بكين يوم الأربعاء 14 تشرين الثاني قيادة الحزب الجديدة الممثلة بلجنة الحزب المركزية التي ستعين قادة الحزب الجدد لخمس سنوات قابلة للتمديد. وأصبح نائب الرئيس الصيني «شي جينبينغ» أميناً عاماً للحزب خلفاً لـ«هو جينتاو». كما انتخب المندوبون في ختام المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية لفحص الانضباط. وقد ركز المؤتمر على ضرورة محاربة الفساد دون أن يجري أي تعديل في بنية النظام السياسي.

وفي الجانب الاقتصادي، سجل نمو الاقتصاد الصيني في الربع الأول من العام 2012 أضعف معدلاته في حوالي ثلاث سنوات في الربع الأول، حيث بلغ 8.1% مقارنة بـ8.9% في فترة الأشهر الثلاثة السابقة. وأوضح المكتب الوطني للإحصاء في الصين أن الإنتاج الصناعي في الصين في آذار سجل زيادة بلغت 11.9% في حين ارتفعت مبيعات التجزئة في الشهر نفسه 15.2%.

سيمون بوليفار يحرر وتشافيز ورفاقه على ذات الدرب

انضمت بلدان جديدة إلى التحالف البوليفاري اليساري لشعوب الأمريكيتين، إذ تمت الموافقة على انضمام كل «هايتي» و« سانت لوسيا» من بلدان البحر الكاريبي، وبذلك ارتفع عدد الدول الأعضاء من ثماني دول إلى إحدى عشرة دولة. شاركت في أعمال القمة، التي عقدت في العاصمة الفنزويلية كاراكاس في شباط 2012، جميع الشركاء ممثلون برؤساء الدول والحكومات بما في ذلك الرئيس البوليفي ايفو موراليس، والاكوادوري رافائيل كوريا، والرئيس الكوبي راؤول كاسترو.

 تركزت مناقشات القمة حول إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة للدول الأعضاء على أن يتم انجازها في العامين القادمين، وأُقر تشكيل أمانة خاصة لهذا الغرض أطلق عليها الأمانة العامة الاقتصادية، وتتألف من وزراء الاقتصاد والمالية في الدول الأعضاء، وفي مجال الدفاع ينوي التحالف العمل بشكل وثيق أيضاً، فقد قدم الرئيس البوليفي ايفو موراليس مقترحاً لإنشاء مجلس دفاع مشترك.

و شهد شهر تشرين الأول إعادة انتخاب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز لولاية رابعة رغم صراعه مع مرض السرطان. كما تم الإعلان رسمياً أن البرازيل باتت في موقع سادس أكبر اقتصاد في العالم متخطية بذلك بريطانيا في نسبة النمو التي تحققت خلال العام الماضي.

العثمانيون الجدد ولا نهائية المشاكل

شهدت علاقات تركيا مع دول الجوار توتراً متزايداً، وحاول الأتراك المضي قدماً بعلاقتهم مع الغرب، كتعويض عن علاقتهم مع الدول المجاورة، فشهد العام الفائت مناورات عسكرية مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة كما شهد نشر صواريخ باتريوت على الحدود السورية التركية، إضافة إلى انطلاق العديد من الاحتجاجات على سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية.

إيران في المواجهة، تقبل تحدي الكبار

لم تثن العقوبات المصرفية والنفطية على إيران، من عزيمتها في الاستمرار بالتقدم التكنولوجي والعسكري، وتعرضت إيران لهزات اقتصادية والتي تجلت في تراجع سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار، مما دفع إيران إلى قبول المدفوعات باليوان مقابل بعض صادراتها من النفط الخام إلى الصين، كما أنها استخدمت العملة في سداد ثمن وارداتها من الدولة الآسيوية.

استمر الإيرانيون بتحقيق إنجازات عسكرية هامة، حيث تمكنت إيران من تحقیق الإكتفاء الذاتي في مجال إصلاح الغواصات وبناء المدمرات، حیث تم تصنیع 100 ألف قطعة وإصلاح 200 ألف قطعة وصیانة 400 ألف قطعة أخرى داخل البلاد دون تلقي أية مساعدات أجنبیة . كما أُعلن عن الطائرة الأولى من الجيل الجديد لمقاتلات «صاعقة»، كما تم إزاحة الستار عن مدرعتي ‘هویزة’ و‘طلائیة’ التي تم صنعهما من المتخصصين الإیرانیین.

كما شهدت طهران لقاءً دولياً تشاورياً حول الوضع في سورية بحضور أكثر من 30 بلداً على مختلف المستويات، ومن أبرز هذه الدول روسيا والصين والهند وباكستان. وعُقدت فيها قمة مؤتمر عدم الانحياز حضرها 120 دولة.

الثورة مستمرة على نظام الإخوان

سيطر الإخوان المسلمون على النظام السياسي المصري عبر الفوز بانتخابات الرئاسة واستحواذهم على أغلبية مجلس الشعب، كما سيطروا على لجنة صياغة الدستور، حيث تم إقراره باستفتاء بعد موجة عارمة من الاحتجاجات على سياسة الإخوان الإقصائية، وتبلورت قوى معارضة تحت اسم جبهة الانقاذ الوطني، كما شهدت مصر أزمة اقتصادية حادة بعد تعثر المفاوضات على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 4،5 مليار دولار.

لم تشهد السياسة الخارجية المصرية أية تغيرات جدية، فالعلاقات «الإسرائيلية» المصرية استمرت بتبادل السفراء بين مصر والكيان الصهيوني، ورغم توقفها عن إمداد «إسرائيل» بالغاز بعد تعرض خطوط الغاز لعشرات من عمليات التفجير، إلا أن إجراءات مرسي بهدم الأنفاق بين غزة ورفح المصرية أسهمت بترطيب الأجواء، ومارست مصر دور الوسيط في حرب غزة الأخيرة.

خبز وماء.. والنهضة لا

استمرت سياسات الترويكا الحاكمة بعمليات الإقصاء والتهميش التي مارستها سلطات بن علي سابقاً، مما دفع أهالي سيدي بوزيد للانتفاض مرة ثانية، ورغم تعرضهم للقمع، إلا أن أهالي مناطق أخرى عاودوا التظاهر ففي سليانة تظاهر الآلاف بعد سلسلة اضرابات دعا إليها الاتحاد التونسي للشغل. إلا أن الغنوشي الذي التقى بمنظمة ايباك الصهيونية في نيويورك وحكومته، التي رفضت إدراج بند تجريم التطبيع في الدستور التونسي الجديد، أصروا على اعتبار الحراكات المالبة بتغيير الوضع المعاشي أنها حركات مفتعلة، إلى أن أذعنت السلطات أخيراً لبعض المطالب بعد تهديد اتحاد الشغل بإضراب عام وشامل في أرجاء البلاد كافة.

المقاومة/ الصراط، وعباءة الدولة البخس

ظلت سلطة أوسلو على تمسكها بسياسة المفاوضات كحل استراتيجي، كما اتسمت ساحة المقاومة بالترقب والصمت إلى أن جاءت حرب غزة الأخيرة، حيث أبرزت الحرب القدرات النوعية للمقاومة من خلال الصواريخ الجديدة «فجر5 وكورنيت وإم 75» التي دخلت الفعل المباشر. بالإضافة إلى دقة الإصابات حيث شكلت تلك الضربات، صدمة لسكان منطقة يافا وجوارها، والقدس ومستعمراتها. الرعب الذي أحدثته الصواريخ التي أصابت البارجة الحربية التي قصفت بعض مناطق القطاع، والمركبات العسكرية، طال الطائرات الحربية. فقد أسقط صاروخ أرض جو طائرتين للعدو،الأولى بدون طيار والثانية إف 16.

تبع حرب غزة جملة من التطورات كان أهمها إعلان قبول فسلطين كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة، وانفراج في قضية المصالحة بين حركتي فتح وحماس.