مطلوب رؤية وخطاباً ضدِّيينْ السيدة هيلاري: استقواء مزعوم بل شاهد «عيان»

كتبت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السيدة هيلاري رودهام كلينتون مقالة نشرتها جريدة القدس يوم 19 حزيران 2011 بعنوان «لا عودة إلى الوضع السابق في سورية»، كررت موقف دولتها ضد سورية زاعمة أنها موجهة ضد الرئيس والنظام السوري وليس سورية كوطن وشعب. والأهم أنها وضعت نفسها ودولة بلادها في موقع من يقرر طبيعة ومآل الوضع في سورية! هذا رغم أن الولايات المتحدة نفسها اليوم كونها تغوص أعمق في الأزمة المالية الاقتصادية وفي حروب على الأمم الأخرى (العراق وأفغانستان وليبيا واليمن، على الأقل) مرهونة لديون عالمية، بل هي أضخم رهينة. وهذا بالطبع من مصلحة الأمم عموماً وأمم المحيط خاصة. هذا الحديث من جانبنا ليس لمناقشة الوضع السوري، ولا هجمتها في أكثر من موقع على إيران.

ورد في المقالة المروَّسة بصورة بالألوان للسيدة ما يلي:

«...وقد تستطيع دولة سورية أن تنعم بالوحدة والديمقراطية والتعددية وأن تلعب دوراً إيجابياً ورائنا في المنطقة»

قولها: «ورائنا في المنطقة» يعني بالمألوف اللغوي أمرين:

الأول: أن الولايات المتحدة دولة من المنطقة!

والثاني: أن الولايات المتحدة أمام الجميع وتقودهم في المنطقة، أي أننا وراء دولة السيدة كلينتون!

هل فكَّر مثقفون وساسة هنا في الأرض المحتلة والوطن العربي في ما تعنيه هذه الفقرة؟ هل تعني شيئاً غير ذلك العقل الكولونيالي «الاستعماري» الفج والمتكبِّر؟ إنه الخطاب الاستعماري الأبيض الذي يضع للشعوب المستعمَرة إطار تفكيرها عن نفسها سلفاً من جانبه لتجد نفسها وإذا هي تدور في فلك الخطاب والقرار والدور السياسي لهذه الدولة الاستعمارية. هذا التفكير يحاول أن يخلق تفكيرنا كما يريدنا أن نفكر وضمن الأطر التي يصوغها.

إن عدم الاهتمام بخطورة هذا القول هو تأكيد على أن هذا الوطن وهذا المجتمع يعيش حالة التفكير والاعتقاد بلغة ونظريات الاستعمار ويتعايش مع مصالح الاستعمار وتدخلاته على أنها الوضع العادي والطبيعي. هذا هو استدخال الهزيمة والقبول التام بالهيمنة الثالثة.

تعرف السيدة ما تقول وعمَّن تتحدث ولماذا. هي تحاول بوعي تثبيت اختراقنا بهزيمة أن أمريكا كل شيء وهي سيدة هذه الأرض العربية، وهذا الغزو النفسي. وهي بهذا تذهب أبعد وأخطر من نابليون في مصر، فهي حيث لم تلبس العمامة وتعتنق الإسلام كما فعل، وهي حقيقة ليست بحاجة لذلك، ولا للبس الخمار، لأن هناك الكثيرين ممن تضمخوا بأطروحة الغرب الرأسمالي وما رسمه للوطن العربي، وهم إنما يسبقون السيدة لترويج ما تريده دولتها.

ولكن، لإنصاف السيدة نطرح سؤالاً من شقين:

• هل تعيش السيدة بعقلية الملكة فكتوريا وسيسيل رودس أو حتى تشرشل (الذي قال حين أنشأ الجامعة العربية: إمض في الفكرة ولن يعترض أي كلب عربي على ذلك). طبعاً هؤلاء إنجليز، ولكن من قال أن الولايات المتحدة ليست ابنة بريطانيا تماماً ومطلقاً!

• أم أن السيدة تعرف تماماً ماذا وراء الباب. أي أن هناك لأميركا من المخترقين ما يسمح لها بالشعور أنها تملك المنطقة، وأن العرب هنا مثابة بدو رُحَّلً مصيرهم الموت أو الرحيل.

 

لكن العقل الكولونيالي، لا يقلقني كثيراً بزعم أنني أفهمه. ما يثير القلق وحتى الحزن قبل الغيظ، هو تلك الجيوش من المختَرَقين الذين يصطفون على الأبواب الفعلية والوهمية للمستعمِر وخاصة الأمريكي.

الأبواب الفعلية: يقف على الأبواب الفعلية للولايات المتحدة معظم الحكام العرب الذين يدينون بوجودهم وبقائهم لها، فجملة السيدة تمسهم أولاً، تمس ما تسمى السيادة، ويقف على هذه الأبواب المثقفون المتخارجون الذين يترددون على القنصلية الأمريكية، ليس كرعايا، وعلى الـ«يو أس إيد» (صندوق المعونة الأمريكي) والمجلس الثقافي البريطاني والفرنسي والألماني...الخ. ويقف على هذه الأبواب من ينتظمون صفوفاً للحصول على المنح الأكاديمية المشروطة بشرطين: موضوع البحث ومكان البحث في الوطن العربي وخاصة في سورية، أي كتابة تقارير باسم الأكاديميا. ويقف على هذه الأبواب رجال ونساء الأنجزة. وتقف بالطبع صفوف التسوية والتطبيع التي لم تعد قابلة للحصر مثل عديد الحصى. ويقف جنوداً لا نراها.

الأبواب الوهمية أخطر، لأنها تضم أعداداً غفيرة ممن أُخذوا أخذ عزيز مقتدر بـ:مزاعم القوة الأميركية، وكتابات المتخارجين والنشاط المحموم للمنهارين وطنياً كنشاط تكفيري بأي عمل أو اعتراض. هؤلاء كتل بشرية مهزومة وغير مأجورة، أو كما كتب الأبنودي وهو يرثي ناجي العلي بعد أن اغتاله التطبيع:

أنا بجري بمرتبي...ونْتَ تجري بلاش»

إن العوام والغوعاء، على بساطتهم، أخطر من المؤدلجين بالخنوع للاستعمار، وأخطر من المستعمِر لأنهم هم أداة الفوضى والاستسلام، يحركهم المخترَقون والمخترِقون فيقتلون ويذهبوا ضحايا وتكون النتيجة خراب وطن وسيطرة الاستعمار. تكون الجماهير جماهيراً بالمعنى الثوري حين يكون هناك وعي سياسي وطني طبقي. وبالطبع حين يغيب هذا يكون التقصير من القوى التي تزعم أنها ثورية، ولكن هذا لا يعني أن لا نصف الغوغاء بما هو فيها. ارجعوا إلى التاريخ، ألم يتم استخدام الغوغاء بدفعها للإصرار على إعدام الحلاج، أي ليكون القرار «شعبياً»!!!؟

وأضافت السيدة: «...فتدفق اللاجئين على تركيا ولبنان وإذكاء التوترات في الجولان هما برهان يبدد التصور بأن النظام قلعة من الاستقرار الإقليمي يجب صونها».

ما شان السيدة بالاستقرار الإقليمي سوى أنها تمثل الاحتلال والعدوان الأميركي على الوطن العربي؟ أميركا هي مصدر الخطر الداهم علينا وخاصة في العراق. هل ذبح مليون ونصف عراقي هو الاستقرار الإقليمي؟ ولماذا هي معنية بالاستقرار على الجولان؟ أليس لحماية الكيان؟ هنا تتقاطع كتابات كثيرون هاجموا الحراك الشبابي الفلسطيني والسوري على الجولان في ذكرى حزيران، تتقاطع وتخدم حديث السيدة. هذا بحجة الدم المُراق، ونحن ضد إراقة الدم مجاناً. لكنها حريصة على الاستعمار الاستيطاني الصهيوني. ولكن المهم، من التابع: هل السيدة تابعة لمن كتبوا ضد ما جرى في الجولان أم هم التابعون؟ هذا برسم معرفة الناس وعقلها.

والمفارقة التالية أقل شأناً ولكنها نادرة. ورد في مقالتها:

«...صحيح أن بعض الجنود السوريين قتلوا، ونحن نأسف لفقدان أرواحهم أيضاً، ولكن الأكثرية الساحقة من الإصابات كانت بين المدنيين العزل من السلاح»

من المؤكد أن هذه السيدة لم تقصد قول الصدق، فالصدق ليس من ثقافة المستعمِر الأبيض ولا حتى نصف الأبيض، فاعترافها بمقتل الجنود هو متطلَّب أساسي لتمرير الكذب الأكبر. وسواء كان سبب الاعتراف بمقتل الجنود هو هذا أو ذاك، لكنها رغم ذلك أرقى، وللأسف، أرقى من الفلسطينيين أولاً والعرب ثانياً الذين قرروا الإنكار التام لوجود أي مسلحين أو مندسين في سورية. وأصروا على أن جميع من زُهقت أرواحهم في سورية كانوا بيد الجيش والأمن! من الأصدق إذن، المستعمِر أم....!

إن السيدة وزيرة الخارجية، وهي تعرف ما تقول، ليست مرشحة قطعياً لموقف غير ما هي عليه. إن ما هو ضروري بل حتى وقطعي، هو إنتاج رؤية مختلفة وخطاباً مختلفاً وتحليلاً مختلفاً تبدأ جميعها من خارج نطاق الخطاب والفكر والمخططات الاستعمارية، وبغير هذا ننضم جميعاً إلى الفلسطينيين والعرب الذين رهنوا عقولهم ورؤياهم برؤية المستعمِر لنا وعنَّا، وهذا أخطر من الحضور المادي الجسدي التسليحي للاستعمار.

■ عن «كنعان» الالكترونيةعادل سمارة

 

كتبت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السيدة هيلاري رودهام كلينتون مقالة نشرتها جريدة القدس يوم 19 حزيران 2011 بعنوان «لا عودة إلى الوضع السابق في سورية»، كررت موقف دولتها ضد سورية زاعمة أنها موجهة ضد الرئيس والنظام السوري وليس سورية كوطن وشعب. والأهم أنها وضعت نفسها ودولة بلادها في موقع من يقرر طبيعة ومآل الوضع في سورية! هذا رغم أن الولايات المتحدة نفسها اليوم كونها تغوص أعمق في الأزمة المالية الاقتصادية وفي حروب على الأمم الأخرى (العراق وأفغانستان وليبيا واليمن، على الأقل) مرهونة لديون عالمية، بل هي أضخم رهينة. وهذا بالطبع من مصلحة الأمم عموماً وأمم المحيط خاصة. هذا الحديث من جانبنا ليس لمناقشة الوضع السوري، ولا هجمتها في أكثر من موقع على إيران.

 

ورد في المقالة المروَّسة بصورة بالألوان للسيدة ما يلي:

«...وقد تستطيع دولة سورية أن تنعم بالوحدة والديمقراطية والتعددية وأن تلعب دوراً إيجابياً ورائنا في المنطقة»

قولها: «ورائنا في المنطقة» يعني بالمألوف اللغوي أمرين:

الأول: أن الولايات المتحدة دولة من المنطقة!

والثاني: أن الولايات المتحدة أمام الجميع وتقودهم في المنطقة، أي أننا وراء دولة السيدة كلينتون!

هل فكَّر مثقفون وساسة هنا في الأرض المحتلة والوطن العربي في ما تعنيه هذه الفقرة؟ هل تعني شيئاً غير ذلك العقل الكولونيالي «الاستعماري» الفج والمتكبِّر؟ إنه الخطاب الاستعماري الأبيض الذي يضع للشعوب المستعمَرة إطار تفكيرها عن نفسها سلفاً من جانبه لتجد نفسها وإذا هي تدور في فلك الخطاب والقرار والدور السياسي لهذه الدولة الاستعمارية. هذا التفكير يحاول أن يخلق تفكيرنا كما يريدنا أن نفكر وضمن الأطر التي يصوغها.

إن عدم الاهتمام بخطورة هذا القول هو تأكيد على أن هذا الوطن وهذا المجتمع يعيش حالة التفكير والاعتقاد بلغة ونظريات الاستعمار ويتعايش مع مصالح الاستعمار وتدخلاته على أنها الوضع العادي والطبيعي. هذا هو استدخال الهزيمة والقبول التام بالهيمنة الثالثة.

تعرف السيدة ما تقول وعمَّن تتحدث ولماذا. هي تحاول بوعي تثبيت اختراقنا بهزيمة أن أمريكا كل شيء وهي سيدة هذه الأرض العربية، وهذا الغزو النفسي. وهي بهذا تذهب أبعد وأخطر من نابليون في مصر، فهي حيث لم تلبس العمامة وتعتنق الإسلام كما فعل، وهي حقيقة ليست بحاجة لذلك، ولا للبس الخمار، لأن هناك الكثيرين ممن تضمخوا بأطروحة الغرب الرأسمالي وما رسمه للوطن العربي، وهم إنما يسبقون السيدة لترويج ما تريده دولتها.

ولكن، لإنصاف السيدة نطرح سؤالاً من شقين:

• هل تعيش السيدة بعقلية الملكة فكتوريا وسيسيل رودس أو حتى تشرشل (الذي قال حين أنشأ الجامعة العربية: إمض في الفكرة ولن يعترض أي كلب عربي على ذلك). طبعاً هؤلاء إنجليز، ولكن من قال أن الولايات المتحدة ليست ابنة بريطانيا تماماً ومطلقاً!

• أم أن السيدة تعرف تماماً ماذا وراء الباب. أي أن هناك لأميركا من المخترقين ما يسمح لها بالشعور أنها تملك المنطقة، وأن العرب هنا مثابة بدو رُحَّلً مصيرهم الموت أو الرحيل.

 

لكن العقل الكولونيالي، لا يقلقني كثيراً بزعم أنني أفهمه. ما يثير القلق وحتى الحزن قبل الغيظ، هو تلك الجيوش من المختَرَقين الذين يصطفون على الأبواب الفعلية والوهمية للمستعمِر وخاصة الأمريكي.

الأبواب الفعلية: يقف على الأبواب الفعلية للولايات المتحدة معظم الحكام العرب الذين يدينون بوجودهم وبقائهم لها، فجملة السيدة تمسهم أولاً، تمس ما تسمى السيادة، ويقف على هذه الأبواب المثقفون المتخارجون الذين يترددون على القنصلية الأمريكية، ليس كرعايا، وعلى الـ«يو أس إيد» (صندوق المعونة الأمريكي) والمجلس الثقافي البريطاني والفرنسي والألماني...الخ. ويقف على هذه الأبواب من ينتظمون صفوفاً للحصول على المنح الأكاديمية المشروطة بشرطين: موضوع البحث ومكان البحث في الوطن العربي وخاصة في سورية، أي كتابة تقارير باسم الأكاديميا. ويقف على هذه الأبواب رجال ونساء الأنجزة. وتقف بالطبع صفوف التسوية والتطبيع التي لم تعد قابلة للحصر مثل عديد الحصى. ويقف جنوداً لا نراها.

الأبواب الوهمية أخطر، لأنها تضم أعداداً غفيرة ممن أُخذوا أخذ عزيز مقتدر بـ:مزاعم القوة الأميركية، وكتابات المتخارجين والنشاط المحموم للمنهارين وطنياً كنشاط تكفيري بأي عمل أو اعتراض. هؤلاء كتل بشرية مهزومة وغير مأجورة، أو كما كتب الأبنودي وهو يرثي ناجي العلي بعد أن اغتاله التطبيع:

أنا بجري بمرتبي...ونْتَ تجري بلاش»

إن العوام والغوعاء، على بساطتهم، أخطر من المؤدلجين بالخنوع للاستعمار، وأخطر من المستعمِر لأنهم هم أداة الفوضى والاستسلام، يحركهم المخترَقون والمخترِقون فيقتلون ويذهبوا ضحايا وتكون النتيجة خراب وطن وسيطرة الاستعمار. تكون الجماهير جماهيراً بالمعنى الثوري حين يكون هناك وعي سياسي وطني طبقي. وبالطبع حين يغيب هذا يكون التقصير من القوى التي تزعم أنها ثورية، ولكن هذا لا يعني أن لا نصف الغوغاء بما هو فيها. ارجعوا إلى التاريخ، ألم يتم استخدام الغوغاء بدفعها للإصرار على إعدام الحلاج، أي ليكون القرار «شعبياً»!!!؟

وأضافت السيدة: «...فتدفق اللاجئين على تركيا ولبنان وإذكاء التوترات في الجولان هما برهان يبدد التصور بأن النظام قلعة من الاستقرار الإقليمي يجب صونها».

ما شان السيدة بالاستقرار الإقليمي سوى أنها تمثل الاحتلال والعدوان الأميركي على الوطن العربي؟ أميركا هي مصدر الخطر الداهم علينا وخاصة في العراق. هل ذبح مليون ونصف عراقي هو الاستقرار الإقليمي؟ ولماذا هي معنية بالاستقرار على الجولان؟ أليس لحماية الكيان؟ هنا تتقاطع كتابات كثيرون هاجموا الحراك الشبابي الفلسطيني والسوري على الجولان في ذكرى حزيران، تتقاطع وتخدم حديث السيدة. هذا بحجة الدم المُراق، ونحن ضد إراقة الدم مجاناً. لكنها حريصة على الاستعمار الاستيطاني الصهيوني. ولكن المهم، من التابع: هل السيدة تابعة لمن كتبوا ضد ما جرى في الجولان أم هم التابعون؟ هذا برسم معرفة الناس وعقلها.

والمفارقة التالية أقل شأناً ولكنها نادرة. ورد في مقالتها:

«...صحيح أن بعض الجنود السوريين قتلوا، ونحن نأسف لفقدان أرواحهم أيضاً، ولكن الأكثرية الساحقة من الإصابات كانت بين المدنيين العزل من السلاح»

من المؤكد أن هذه السيدة لم تقصد قول الصدق، فالصدق ليس من ثقافة المستعمِر الأبيض ولا حتى نصف الأبيض، فاعترافها بمقتل الجنود هو متطلَّب أساسي لتمرير الكذب الأكبر. وسواء كان سبب الاعتراف بمقتل الجنود هو هذا أو ذاك، لكنها رغم ذلك أرقى، وللأسف، أرقى من الفلسطينيين أولاً والعرب ثانياً الذين قرروا الإنكار التام لوجود أي مسلحين أو مندسين في سورية. وأصروا على أن جميع من زُهقت أرواحهم في سورية كانوا بيد الجيش والأمن! من الأصدق إذن، المستعمِر أم....!

إن السيدة وزيرة الخارجية، وهي تعرف ما تقول، ليست مرشحة قطعياً لموقف غير ما هي عليه. إن ما هو ضروري بل حتى وقطعي، هو إنتاج رؤية مختلفة وخطاباً مختلفاً وتحليلاً مختلفاً تبدأ جميعها من خارج نطاق الخطاب والفكر والمخططات الاستعمارية، وبغير هذا ننضم جميعاً إلى الفلسطينيين والعرب الذين رهنوا عقولهم ورؤياهم برؤية المستعمِر لنا وعنَّا، وهذا أخطر من الحضور المادي الجسدي التسليحي للاستعمار.

■ عن «كنعان» الالكترونية