يوميات قاتل اقتصادي
يلتقي تلفزيون «روسيا اليوم» في برنامج من الذاكرة مع الخبير الاقتصادي وعميل الـ CIA السابق جون بيركنز، حيث يتحدث عن قصة تجنيده من وكالة الأمن القومي الأمريكية وعن تدريبه ليصبح قاتلاً اقتصادياً تحت غطاء شركة استشارات هندسية أمريكية ضخمة التي أدخل فيها كخبير اقتصادي. كما يدور الحديث عن مهمته الأولى في أندونيسيا التي كانت بمثابة التعميد الميداني بالنسبة له في العالم الإسلامي والتي مهدت لمهماته القادمة في منطقة الخليج العربي.. جون بيركنز، ذاع صيت جون بيركنز بعد أن اعترف بأنه كان قاتلاً من نوع خاص شارك في اغتيال اقتصادي لدول بأكملها. وبواسطة الرشوة والابتزاز كان يرغم زعماء الدول النامية على أخذ قروض من الولايات المتحدة الأمريكية ويدخلها في مستنقع الديون والتبعية الاقتصادية للولايات المتحدة.
وحسب شهادته فإذا ما حاول أحد الزعماء السياسيين رفض شروط التعاون ترسل الأجهزة الخاصة الأمريكية عناصر خاصة تسمى ب «الجاكلز» لتصفيته، مثلما حدث في بنما والاكوادور. وفي حال فشل ال»جاكلز» تدفع الولايات المتحدة بجيشها، كما حدث في العراق. ظل القاتل الاقتصادي جون بيركنز صامتاً قرابة عشرين عاماً وهو لايجرأ على نشر مذكراته خوفاً من التهديدات التي كان يتلقاها باستمرار وقد قبل رشوة كبيرة لقاء حفاظه على الصمت في مطلع الثمانينيات. لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر اتخذ قراراً حاسماً بإذاعة الحقيقة مهما كانت العواقب. فانكب على تأليف كتابه بشغف دون أن يطلع أحداً من أقربائه وذويه حتى فرغ منه فأرسل عدة نسخ منه إلى دور نشر عديدة لم تجرأ على نشره إلا واحدة. وأخيراً خرج الكتاب إلى النور عام ألفين وأربعة، وسرعان ما أصبح الكتاب الأكثر مبيعاً، إضافة إلى أنه ترجم إلى ثلاثين لغة بما فيها اللغة العربية التي صدر فيها تحت عنوان: «الاغتيال الاقتصادي للأمم». في كتابه يعترف جون بيركنز صراحة بأن ثمة الكثير من أمثاله، وأن الاغتيال الاقتصادي للأمم أضحى عملاً روتينياً بالنسبة للولايات المتحدة. كما يذكر الكاتب أسماء القادة الذين كانوا من ضحاياه والبلدان التي أثار فيها عواصف اقتصادية عاتية. فمنها أمريكية لاتينية ومنها شرق أوسطية.
للتنويه كان موقع قاسيون قد نشر في أواسط عام 2011 فيلم «القاتل الاقتصادي» تحت عنوان « ولادة القاتل الاقتصادي.. إضاءة على أحداث الشرق» يتحدث فيه بيركنز عن دوره وأمثاله في عملية تدمير اقتصادات الدول الناشئة لمصلحة الغرب والمنظمات الدولية، كما نشرت دار الطليعة الجديدة في دمشق عام 2010 كتاباً لجون بيركنز بعنوان «التاريخ السري للإمبراطورية الأمريكية».