لعنات الفساد والنهب تلحق بآل مبارك

تّهمت اللجنة القومية لتقصي الحقائق الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالمسؤولية سواء «بالمشاركة أو بالصمت» عن قتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظامه. وفي هذا السياق، اعتبر أمين عام اللجنة المستشار عمر مروان أنّ «وزير الداخلية السابق حبيب العادلي لا بد أن يحصل على موافقة مبارك على إطلاق الرصاص على المتظاهرين»، لافتاً إلى أن «إطلاق الرصاص استمر لأيام عدة ومع ذلك لم يقم الرئيس السابق بمحاسبة الفاعلين بما يؤكد اشتراكه معهم في المسؤولية».

واتهم تقرير اللجنة «بعض رموز الحزب الحاكم (في عهد مبارك) وأعضاء مجلسي الشعب الشورى (اللّذين تم حلّهما بعد إسقاط مبارك) وبعض رجال الشرطة لاسيما من المباحث الجنائية بتدبير المسيرات المؤيّدة للرئيس السابق حسني مبارك والتي انتهت بالاعتداء المكثف من قبل مجموعات ضمتها تلك المسيرات على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير». وأورد تقرير اللجنة، الذي تم توزيع ملخصه، أن «الاعتداءات على المتظاهرين خلال الانتفاضة أدّت إلى مقتل 846 شخصاً على الأقل فيما تخطّت الإصابات 6467 حالة حتى 16 شباط الماضي، فضلاً عن مقتل 26 ضابطاً ومجنداً من الشرطة»، مؤكداً «وجود أدلة على أن المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورة 25 كانون الثاني هم ضباط من قسم مكافحة جرائم الإرهاب التابع لجهاز مباحث أمن الدولة». كما أشار التقرير إلى أن «الكثير من الإصابات القاتلة جاءت في الرأس والصدر بما يدل على أن بعضها تمّ بالتصويب وبالقنص، وإن لم تقتل فقد شوّهت الوجه وأتلفت العيون»، موضحاً أن «الطلقات النارية للشرطة أصابت أشخاصاً كانوا يتابعون الأحداث من شرفات ونوافذ منازلهم وأن الغرض من استهداف هؤلاء المواطنين كان منعهم من تصوير ما يحدث من اعتداءات فضلاً عن قيام سيارات شرطة مصفحة بدهس وسحق بعض المتظاهرين عن عمد».

بموازاة ذلك، ذكرت الوكالات أيضاً أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري المخلوع اعترف خلال التحقيقات التي أجراها معه قضاة مصريون بامتلاكه أسهماً في شركة يقع مقرها في قبرص، كما حاول الأخير التنصل من جميع التهم المنسوبة إليه، زاعماً أنه حقق ثروته بمجهوده الشخصي دون استغلال نفوذ والده، ولكنه في الوقت نفسه حمّل مسؤولية تضخم ثروته لأصدقاء والده من الوزراء الذين كانوا يمنحونه مشاريع لفائدة شركات أجنبية مقابل الحصول على عمولات...!

أما علاء، نجل مبارك الآخر، فقد تبرأ من والده عندما لفت أمام المحققين الذين استجوبوه من داخل سجن مزرعة طرة إلى أنه لم يكن على علاقة بأبيه أو بسياسته، ناكراً في الوقت ذاته قيامه بالتدخل لصالح أي كان بهدف منحه مشاريع قائمة على استغلال منصب والده...!

أما والده فقد كشفت مصادر طبية أن التقارير الخاصة بصحة الرئيس السابق حسني مبارك التي أجريت بمستشفى شرم الشيخ الدولي، أثبتت إصابته بمرض النقرس المعروف علمياً باسم «داء الملوك»، الذي يصاب به الكثيرون من أثرياء العالم وينتج عن الإسراف في تناول اللحوم الحمراء في الطعام...

آخر تعديل على السبت, 08 تشرين1/أكتوير 2016 19:48