منَّاع: المجلس الوطني لا يمثل المعارضة السورية

باريس - اتهم ناشط حقوقي وسياسي سوري المجلس الوطني السوري الذي تم إعلانه مؤخراً في مدينة اسطنبول التركية بأنه ممول من مؤسسات أمريكية، واعتبر أنه لا يمثل المعارضة ولا تركيبة مكونات المجتمع السوري، منتقداً الحملة الإعلامية الإقليمية ضد سورية من دول ديكتاتورية تقمع شعبها وتشارك في قمع الشعوب الأخرى مثل الانتفاضة في البحرين.

وقال المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية الاثنين 04/10/2011: إن المجلس الوطني السوري يمثل مجموعة من القوى والأطراف السورية معظمها في الخارج وأنه ذو لون إيديولوجي محدد هو اللون الإسلامي، معتبراً أن ذلك لا يتناسب مع حقيقة مكونات المجتمع السوري السياسية.

وأضاف مناع أنه ليس هناك أي بعد ديمقراطي في عملية انتخاب وتكوين المجلس الوطني حيث يضم أطرافاً متناقضة تضم من يريد التدخل العسكري الأجنبي الفوري ومن يدعو للتأجيل ومن يرفض ذلك البتة.

وأشار هذا الناشط السياسي والحقوقي السوري إلى أن برهان غليون وقبل أن يتولى رئاسة المجلس الوطني في اسطنبول كان مع المعارضة في الدوحة وقدم نفسه بصفته من هيئة التنسيق الوطنية وإعلان دمشق وقد تمت دعوته لاجتماع برلين لفرع المهجر لهيئة التنسيق الوطنية وقد وافق على ذلك مع المعارض نوار عاطفة لكنه بدل أن يكون في برلين كان في اسطنبول.

وأكد مناع أن هيئة التنسيق الوطنية لا تعتبر غليون الآن عضواً فيها لأنه لم يحضر ولم يتابع، ويسلك سلوكاً مختلفاً معها، حيث تناضل هيئة التنسيق سياسياً وفق قيم ومبادئ من أجل سورية ديمقراطية مدنية واضحة المعالم، وعهد واضح فوق دستوري للكرامة والحقوق.

وتابع مناع بأن ذلك يجب أن يحدد كل معالم الدولة السورية الديمقراطية الجديدة التي تؤكد حقوق الجميع خاصة الأقليات الدينية والقومية ومفهوم المواطنة والسيادة الوطنية وأن الجمهورية السورية الثانية ستكون حريصة على وحدة أراضيها والمساواة بين مواطنيها ومشاركة كل المواطنين في بناء المستقبل السوري، معتبراً أن هذا المشروع شرط واجب الوجوب لتوقيع  أي اتفاق مع أي طرف آخر.

وحذر المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع من أن الجلوس باسم إسقاط النظام دون أي برنامج لا يمكن إلا أن يؤدي إلى حالة ضياع وتخويف أكثر للأغلبية الصامتة في المجتمع السوري.(..)

وشدد على أنه لا يمكن أن يستمر أي مجلس حتى نادي واشنطن السوري لشهر واحد بعقلية تدخل خارجي وتمويل من دول مشبوهة، معتبراً أن الشعب السوري اليوم في انتفاضته تم ضربه بضربات لم يتحملها شعب في القرن الواحد والعشرين وقد نادى البعض بما يسمى فليأت الشيطان لكنهم أقلية ويمكن أن يحملوا بمئتي دولار شعار عاش المجلس الوطني والمجلس السوري وليأت الشيطان وإسرائيل، لكن هؤلاء لا يمثلون شيئاً في الثورة السورية، معتبراً أن خيرة كوادر الانتفاضة هم في السجن الآن.

ونوه مناع إلى أن المسؤول من الناحية السياسية عن جرائم القتل (الرد فعلية) هو الخيار الأمني السلطوي، لكن لا يمكن إعفاء الأشخاص الذين يرتكبون هذه الجرائم من الناحية القانونية، مشيراً إلى أن أربع مؤسسات أمريكية مولت فكرة المجلس الانتقالي إضافة إلى بعض رجال الأعمال السوريين، حيث من المعروف أن المتحدثة باسم المجلس تعمل في هذه المؤسسات الأمريكية.

وحذر المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع مما وصفه بالهجمة على الثورة والثوار لتشويه صورتهم بتكوينات كالمجلس الانتقالي على أنها ممثلة للثوار وهي لا تمثل إلا نفسها، مشدداً على رفضه الدعوات من إعلام الدول العربية في الخليج للمشاركة في لقاءات حول سورية وذلك أن هناك آلاف المعتقلين يقبعون في سجونها، كما أنها تقمع انتفاضة البحرين، لذلك فإنهم يأتون من المعارضة السورية بمن يمجد السعودية ودول مجلس التعاون لأنها تدعمه.

وطالب مناع مؤسسة آفاز الأميركية والتي لها مكتب في بيروت بتقديم كشف عن المبلغ الذي قدمته لإنشاء المجلس الوطني وكذلك مؤسسة اندومنت فور دموكراسي ومؤسسة فورد فونديشن، مشيراً إلى أن المتحدثة باسم المجلس الوطني موظفة في هذه المؤسسة منذ عشر سنوات.

وتابع أن نادي واشنطن السوري أخذ حصة في المجلس الوطني أكثر من حصة  قوى إعلان دمشق والإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن الخارجية الفرنسية أكدت أنها لن تأخذ موقفاً من المجلس الانتقالي حيث تعلم أن القوى الأساسية لم تعد في المجلس.

واعتبر مناع أن المشكلة الأساسية هي أن مجموعة من الناس جاءت وجلست في اسطنبول وأصدرت مجلساً مسخاً وكان مهزلة، فجمع عزمي بشارة (نائب عربي سابق في الكنيست الإسرائيلي) في الدوحة المعارضة ودعاها إلى مناقشة مشاكلها، مشيراً إلى أن الجلسة مع بشارة ضمت 25 شخصاً وقف 3 منهم مع قيام مجلس وطني سوري هم احمد رمضان وعبيدة النحاس وعماد الدين الرشيد.

وأشار المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع إلى أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان كانت وراء متابعة قضايا الانتهاكات في سورية في مجلس حقوق الإنسان التابع للام المتحدة وتشكيل لجان التحقيق والمحكمة الجنائية ولم يكن في ذلك أي من أعضاء المجلس الوطني الذين يتنقلون من فندق خمس نجوم إلى آخر مماثل.

وأوضح مناع أن من يناضل فعلاً من أجل حماية الثورة والثوار والشعب هم مناضلون على الأرض من تنظيمات جديدة مثل ائتلاف شباب ثورة 14 آذار في درعا أو غيرها ومن تنسيقيات الفعل وليس الإعلام.