بين ليبيا والجزائر..  الحلول وبؤر التوتر

بين ليبيا والجزائر.. الحلول وبؤر التوتر

رغم التسويفات الطويلة في إنجاز حل سياسي يضمن وقف إطلاق النار في ليبيا، تمكنت الأطراف المتحاورة في مدينة الصخيرات المغربية من التوافق على «حكومة وحدة وطنية»، برئاسة المهندس فائز السراج. ويأتي هذا التطور الذي أثار ترحيباً أوروبياً به، وصمتاً أمريكياً مريباً إزاءه، ليدل على حجم الهوة بين المصالح الأوروبية والأمريكية.

ففيما تعمل الأطراف الأوروبية على إبعاد خطر التنظيمات الإرهابية التي لم تزل منتشرة على الأراضي الليبية، لاسيما تنظيم «داعش» بأفرعه العديدة في البلاد، تواصل الإدارة الأمريكية نهجها الهادف إلى الإبقاء على ليبيا كنقطة توتر مركزية، مع إمكانية توظيفها في مخططات لاحقة، لاسيما أن المرحلة التي نمر فيها اليوم، تشهد تراجعاً أمريكياً في منطقتنا، بمقابل ارتفاع احتمالات التوتر في عدد من الأطر الإقليمية الأخرى، وبشكل أساسي في شرق آسيا وشمال أفريقيا. وفي هذا السياق، تبرز مصر وتونس- والجزائر بدرجة أكبر- كنقاط من الممكن إشعالها كمتنفس للإدارة الأمريكية التي تواجه اليوم انكساراً في قدرتها على فرض إرادتها في البقعة التي تختارها من العالم.
إلى ذلك، أكد القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، في اجتماع ضم ضباطاً وضباط صف وجنود بمدينة المرج، أنه «على قادة محاور القتال في بنغازي ضرورة تحرير المدينة في مدة أقصاها ثلاثة أسابيع.. يجب تحقيق النصر في المدينة من خلال عملية «حتف»»، مشيراً إلى إمكانية تحقيق ذلك بفضل «تفوق جنودنا في العدة والعتاد على الجماعات والمليشيات الإرهابية»، كاشفاً أنه «سيتم استخدام أسلحة جديدة في الفترة المقبلة».