أردوغان يطلق النار على نفسه..!

أردوغان يطلق النار على نفسه..!

يبدو أن المزيد من التورط والغرق في دوامات التراجع الغربي ستكون عنواناً رئيسياً للسياسية التركية في المرحلة الحالية. ففي وقتٍ يقف فيه المحور الغربي عاجزاً إلا من محاولات الدفع بحلقة حلفائه الأضعف إلى نيران المواجهة، يبني حزب «العدالة والتنمية» الأرضية المناسبة للمزيد من التورط.

ومع خوض الحزب، ومن خلفه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هذه المغامرة التي قد تتسبب بنتائج كارثية على الاقتصاد والسياسية في تركيا، تظهر الخلافات جلية في الداخل التركي، حيث باتت أصوات المعارضة ترتفع بشكل دائم، في محاولة لإنقاذ البلاد من الورطات التي يستدعيها «العدالة والتنمية».
في هذا الصدد، تفتح الحكومة التركية أراضيها لحلف «شمال الأطلسي»، الذي أعلن مؤخراً عن استعداده لنشر القوات العسكرية في تركيا، «لحماية البلاد من التهديدات القادمة من الجنوب» في وقت يشهد فيه الإقليم انقلابات جدية في الأسس التي بني عليها الصراع العسكري فيها، حيث تدخل الحكومة الروسية في مكافحة جدية للتنظيمات الإرهابية للمرة الأولى في سنوات الصراع الطويلة.
ومن جهة أخرى، يفتح أردوغان النار على نفسه، إذ تهدد حكومته بإنهاء عقد الغاز الطبيعي الموقع مع الجانب الروسي، الذي يقدم الغاز لتركيا بأسعار منافسة وكلف أقل مما يمكن تحصيله في الأسواق الأخرى.
في الإطار الدبلوماسي، تبدي الحكومة الروسية مرونة واسعة النظر للتعامل مع سياسة أردوغان، والتي تجلت بالاعتذار عن اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي. غير أن استمرار «العدالة والتنمية» بسياساته الحالية المتعارضة مع الفهم العميق للمتغيرات في الموازين الدولية، لا شك بأنه سينقلب على الحزب ذاته، في وقت تتغير فيه معادلات الداخل التركي ذاتها.