«الجنوبيتان» وشد عصب التحالفات المتناقضة
توتيرٌ متصاعد وحربٌ جيوسياسية، هي الحال بين روسيا القوة الآخذة بالصعود، وأمريكا المنكفئة إلى حدود قوتها الطبيعية في العالم، بما يتضمن ذلك من تمكينٍ للتحالفات وزيادة في رصيد المواجهة الاستراتيجية لكلٍ من القوتين.
مجلس الأمن الروسي أعلن في بيان له الأربعاء 25 آذار أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بتطلعها إلى إبقاء هيمنتها في العالم، وعزل روسيا، سياسياً واقتصادياً. وأشار البيان إلى أن الاستراتيجية القومية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة في شباط الماضي تتسم بتوجهها المعادي لروسيا بشكل سافر وتبلور صورة سلبية لبلادنا، وذلك خلافا لسابقتها، في إشارة إلى استراتيجية عام 2010.
في هذا السياق، تفكر واشنطن بتوسيع نشر درعها الصاروخية في العالم، حيث كشفت وزارة الخارجية الروسية عن نقاش يجري تداوله في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، حول إمكانية نشر صواريخ بالستية أمريكية من طراز «ثاد»، إذ يدرس الجيش الأمريكي الموجود هناك المناطق التي قد تنشر فيها الدرع الصاروخية.
الخارجية الروسية، التي حذرت من الأثر المدمر للدرع الصاروخية الأمريكية على الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، ودوره في التجهيز إلى سباق تسلح في شمال شرق آسيا، أكدت أن منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية «لها طابع عالمي، لذلك لا يمكن أن تبقى روسيا غير مبالية، وهي مضطرة للرد».
في موازاة ذلك، كان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد بدأ يوم الثلاثاء 24/3/2015، جولة واسعة له في دول أمريكا الجنوبية والوسطى، شملت دول كوبا ونيكاراغوا وكولومبيا وغواتيمالا، ولقاءاتٍ مع ثمانية قادة على هامش اجتماع «منظومة التكامل لأمريكا الوسطى».
وكانت الزيارات الأربع للافروف قد حملت تعزيزاً للعلاقات التجارية والاقتصادية، خصوصاً في مجالات الطاقة والطيران المدني والطب والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والصيدلة، فضلاً عن بحث دائرة واسعة من المسائل الدولية الملحة، وتضامناً مع الضغوطات التي تتعرض لها الدول البوليفارية، لاسيما كوبا وفنزويلا.
إلى ذلك، كان لافروف قد أعرب خلال زيارته إلى غواتيمالا عن رغبة بلاده للحصول على صفة مراقب من خارج دول المنطقة في «منظمة التكامل لدول أمريكا الوسطى»، التي تضم إلى جانب غواتيمالا كلاً من نيكاراغوا وباناما وسلفادور وبيليز وهندوراس وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان.