القدس تقاوم الاحتلال..  والصهيوني يصعِّد
إعداد: سعد خطار إعداد: سعد خطار

القدس تقاوم الاحتلال.. والصهيوني يصعِّد

حمل الأسبوع الماضي تصاعداً في وتيرة المواجهات بين أبناء مدينة القدس المحتلة، وعناصر جيش الاحتلال ومستوطنيه، ولا سيما مع ازدياد العمليات الاستشهادية التي تأتي في سياق الرد على الممارسات العدوانية للمستوطنين بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض.

في إطار الخيار الشعبي الفلسطيني الرافض للاحتلال وممارساته العدوانية، والسعي الصهيوني للتصعيد وزيادة فرض الخناق على أبناء المدينة من عرب 1948، كانت القدس مسرحاً لموجة جديدة من المواجهات، لا تزال خواتيمها مفتوحة على كل الاحتمالات.

عملية القدس.. خمسة قتلى من بينهم ضابط

نفذ الشابان الفلسطينيان، عدي وغسان أبو الجمل، أبناء جبل المكبر، عمليتهما الاستشهادية داخل معهد يهودي في مستوطنة «هارنوف» الصهيونية. العملية التي خلفت خمسة قتلى صهاينة وإصابة سبعة آخرين، من بينهم حاخامات متطرفين وضابط أمني صهيوني. استخدم خلالها الاستشهاديان المسدسات والسكاكين بعد تمكنهم من دخول المعهد فجراً، وتنفيذ العملية قبل أن يشتبكوا مع قوات الاحتلال الصهيوني ما أدى إلى استشهادهما معاً.

هذا واستدعت العملية سيلاً من ردود الأفعال الداخلية والدولية. ففيما باركتها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» معتبرةً أن «عملية القدس هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال وشكل من أشكال المقاومة الشعبية» وينبغي العمل على «تطويرها وتوحيد الجهود نحو مقاومة موحدة وتصعيد المواجهات ضد المحتلين». قال الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري، في تصريح صحفي: «إن عملية الطعن تأتي بمثابة رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال في القدس والأقصى». بينما أعلن المتحدث باسم حركة «فتح» أحمد عساف إنّ «الهجوم نتيجة طبيعية للانتهاكات الإسرائيلية في القدس». وجاءت ردود الفعل المتشابهة للفصائل الفلسطينية كافة، معاكسة لموقف السلطة الفلسطينية المعبر عنه بموقف رئيسها محمود عباس، الذي قال: «نستنكر بشدة الحادثة التي وقعت في القدس، ولا نقبل بأي حال من الأحوال أن يعتدى على المدنيين والأماكن الدينية ودور العبادة».

اعتقالات وهدم منازل.. وحزمة إجراءات

على الأثر، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيدين، واعتقلت عشرة من أفراد العائلة، من بينهم والداتا الشهيدين، حيث تم اقتيادهم إلى مركز تحقيق المسكوبية. وعندها، اندلعت مواجهات واسعة بين أبناء مدينة القدس وقوات الاحتلال التي أغلقت جميع مداخل قرية المكبر وأطلقت الرصاص المطاطي والغازات، ما أسفر عن إصابة 15 مواطناً بالرصاص واختناق العشرات. لتجري بعدها حادثة طعن قام بها ثلاثة مستوطنين بحق المقدسي، فادي رضوان. ما زاد من حدة المواجهات وجعلها تنتقل إلى أجزاء من الضفة الغربية.

لتصدر بعدها حكومة الاحتلال قرارها بمنع تسليم أهالي الشهيدين جثث أبنائهم، والقيام بدفنها خارج مدينة القدس، كما تسلم أهالي الشهيدين، بالإضافة إلى أهل الشهيدين إبراهيم العكاري ومعتز حجازي، قراراتٍ بهدم منازلهم خلال 48 ساعة، في محاولة صهيونية واضحة لزيادة منسوب التصعيد، بما يفضي إلى تهجير الفلسطينيين من المدينة المحتلة.

وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات أخرى عند بوابات المسجد الأقصى، بعد منع قوات العدو الصهيوني المصلين من الدخول إليه. ما أدى إلى تصعيد المواجهات لتصل إلى باب حطة والبلدة القديمة ورأس العامود وسلوان. ومن الجدير بالذكر، قيام الكيان الصهيوني بحملات منظمة لاعتقال الشبان المقدسيين، خلال اليومين الماضيين، وهو ما زاد من حدة الاحتقان الشعبي الذي ترجم بزيادة مساحات الاشتباك في عدة مدن من القدس المحتلة.

إلى ذلك، تستمر المواجهات في باب حطة وجبل المكبر ومخيم شعفاط والبلدة القديمة وحي الطور، بما ينذر بتوسيع رقعة المواجهات خلال الأيام القادمة، ولاسيما أن حكومة العدو الصهيوني عازمة على اتخاذ ما اسمتها «حزمة إجراءات جديدة لاقتلاع الإرهاب»، وهذا ما يعني أن موجة جديدة من الممارسات العدوانية ستكون بانتظار أبناء القدس المحتلة.