السويد تعترف بـ(الدولة الفلسطينية).. أية دولة؟!
"المجلس وجه دعوات لـ"إسرائيل" للكف عن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس ولكن تل أبيب لم تستمع".
هذا ماقاله رياض منصور سفير فلسطين في الأمم المتحدة، كما أعلن جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أن بان كي مون دعا "إسرائيل" إلى الكف عن نشاطاتها الاستيطانية وتنفيذ التزاماتها الدولية!!.
جادت بكل ذلك أروقة السياسة الدولية حتى اللحظة على القضية الفلسطينية، يضاف إلى ذلك حديث عن اعترافات دولية محتملة من قبل الأوروبيين للدولة الفلسطينية المزمع فرضها عبر أقنية مجلس الأمن كما يتحدث الساسة الفلسطينيون.
لكن حقيقة هذا التحرك الغربي تتوضح أكثر في ماجاء بإعلان السويد حول اعترافها بـ"دولة" فلسطين، والذي عبر عنه بيان خارجيتها الموضح للدوافع السويدية وفق التالي:
1-"دعم المعتدلين بالشعب الفلسطيني" و2- الإسهام بايجاد" أمل في وقت يتصاعد فيه التوتر ولا تجري فيه محادثات سلام" 3- كل ذلك بهدف الإسهام بخلق "مستقبل تعيش فيه "إسرائيل" وفلسطين جبناً إلى جنب في سلام وأمن!!".
طبعاً يجيء هذا الإعلان مؤخراً كمكسب دبلوماسي للشعب الفلسطيني ومقاومته التي فرضت إحداثيات مختلفة عن إحداثيات المفاوضات التي ضيعت مصير الشعب لعقود، وهو وإن أتى مؤخراً فلا ينم عن صحوة ضمير مطلقاً لدى الرجل الأوروبي، إنما يعكس ميزاناً دولياً جديداً وضع مصير الكيان الصهيوني على خارطة البحث في العديد من دوائر صنع القرار الاستراتيجي في الدول العظمى، وعلى ذلك سارعت الدول الأوروبية لفرض سقف للطموحات الفلسطينية وتقديم تنازل ما يخفض خسائر الغرب.
فالمفردات التي عبر عنها بيان الخارجية السويدية "بدعم المعتدلين" تعني اتهامه لجزء ما من الشعب الفلسطيني بالتطرف في الوقت الذي يعربد فيه صهانية الكيان في باحات الأقصى. كما أن البيان ذاته يلهث لبعث الروح في المفاوضات، الإطار الذي يريد الغرب إحياءه بعد إنجازات المقاومة التاريخية مؤخراً، كما أن البيان تحدث عن "دولة" إلى جانب "دولة" في الوقت الذي يستفيض الكيان بمستوطناته ضارباً بعرض الحائط دعوات الدبلوماسيين الناعمة لوقف الاستيطان، هذا وقد تناسى البيان أي حديث عن حق عودة اللاجئين بعد أن عملت السويد لعقود بتسهيل إيواء اللاجئين الفلسطينين مقابل عدم عودتهم للأراضي المحتلة.
مازال البعض يعول على الدبلوماسية في إيجاد حل ما للقضية الفلسطينية، ولكن المقاومة باقية كما حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة، كما أن الكيان الصهيوني وحلفاءه في أزمة تاريخية يناورون للخروج منها بأقل الخسائر. فعن أي "دولة" يتحدث الغرب في ظل هذه المعطيات؟!!