أوكرانيا: من حكمها وكيف؟

أوكرانيا: من حكمها وكيف؟

كيف يصور الإعلام العالمي حكام أوكرانيا الجدد؟ يتم تسويقهم ببساطة كمجموعة من «الثوار الوطنيين» المناهضين «للاحتلال» الروسي ويريدون الديمقراطية الغربية وأنهار العسل الموعودة!

من أين قدم هؤلاء «الأبطال» الطارئون؟ الحقيقة تقول إنه حتى الوجوه لم تتغير بعد الانقلاب الفاشي الأخير- وجوه الذين يديرون مقاليد الأمور في البلاد فعلياً.
البيروسترويكا..
بوابة المتخمين جراء الانهيار
جذور المشكلة تعود إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي، عندما بدأت بوادر نشوء وتبلور طبقة من الأثرياء الجدد داخل قيادة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، وقد ساعدت الإجراءات التي قام بها نيكيتا خروشوف في تشكيل هذه الطبقة داخل الجمهوريات في الظل.
في سنوات البيروسترويكا، التي بدأت منذ عام 1985،  بدأ ظهور النشاط العلني لأبطال الفساد في أوكرانيا بقيادة الرجل الذي امتلك أكبر ثروة في البلاد وهو ليونيد كرافتشوك، رئيس الحزب الشيوعي الأوكراني، ورئيس جمهورية أوكرانيا السوفييتية بين عامي 1989-1991، وهو المبادر إلى عقد اتفاق «بيالافياجا» السري الذي أنهى وجود الاتحاد السوفييتي، وبموجبه تم توزيع الحصص على بارونات الفساد الجدد، وأصبح كرافتشوك رئيساً لأوكرانيا المستقلة بين عامي 1991-1993.
مافيات الفساد والصهيونية
خلال العقدين الأخيرين توسعت الطبقة الغنية بشكل سرطاني، ومنها الحكام الفعليون لأوكرانيا منذ ثلاثين عاماً، الذين تمتد أعمالهم حتى الاتحاد الأوروبي، ويمثلون التحالف الوثيق بين الصهيونية والفاشية الجديدة، وكل منهم يملك سجلاً إجرامياً حافلاً:
ــ بيترو بوروشينكو: بارون الشوكولا ومالك مجموعة «ROSHEN»، صديق الصهيوني الفرنسي برنارد هنري ليفي، ركيزة الديكتاتورية الليبرالية المتطرفة في أوكرانيا والتي يشرف على رعايتها محور واشنطن - بروكسل - برلين وقد وضع قوته المالية والإعلامية في خدمة قادة الانقلاب، وكان قد جمع ثروته البالغة 5 مليارات دولار في التسعينيات على أنقاض الاتحاد السوفيتي السابق، أصبح رئيساً لأوكرانيا في الانتخابات الرئاسية المزيفة التي جرت مؤخراً.
ــ فاديم رابينوفيتش: أحد أكثر الصهاينة الأوكرانيين ثراءً، يملك الكثير من الشركات في أوكرانيا وخارجها والعديد من محطات التلفزة، اعتقل عام 1980 عندما كانت أوكرانيا لا تزال جزءاً من الاتحاد السوفيتي، وحكم بـ14 سنة سجن وجرد من جنسيته آنذاك، حيث فرّ إلى «إسرائيل» للتهرب من الحكم، وأصبح نائب رئيس البرلمان الأوروبي، يملك أيضاً مصانع لتعدين المعادن ويدير منظمة «فيمين» النسائية والمعروفة بارتباطاتها الخارجية.
ــ فيكتور بانشوك: مهندس من مدينة دنيبر بيتروفيسك الصناعية، وبفضل علاقاته السياسية والعائلية جمع ثروة تقدّر بـ 10 مليارات دولار. العمود الفقري لإمبراطوريته هو شركة تصنيع أنابيب الصلب وحصة كبيرة من خط أنابيب GAZODUC»» ومصنع للسبائك الحديدية ومصرف ومحطات تلفزة.‏
ــ إيغور كولومولويسكي: أحد زعماء الطائفة اليهودية في أوكرانيا، ورئيس «الاتحاد اليهودي الأوروبي» تلك المنظمة التي أسست عام 2011. أحد أكبر المانحين للتحركات الصهيونية. أصبح حاكماً لمدينة دنيبر بيتروفيسك، ويمتلك مؤسسات مصرفية ومصانع لتعدين المعادن والصناعات الكيميائية وكذلك الطاقة والنقل الجوي.‏
ــ آرسينو ياتسينيوك: رئيس الوزراء بالوكالة ورئيس البرلمان السابق، الملياردير الصهيوني يملك شركات ومصارف داخل وخارج أوكرانيا، فقد قصد بروكسل مؤخّراً حيث دعا من هناك دول الاتحاد الأوروبي إلى مساندة الحكومة الأوكرانية «الانقلابية» الجديدة، وإلى تقديم المساعدة لأوكرانيا.