فلسطين: نقلات نوعية للمقاومة.. والعدو متخبط
تكشف المواجهات التي باتت تشهدها معظم أراضي فلسطين المحتلة وجهاً آخر لحقيقة ما يجري فيها، فإن كانت أعداد الشهداء الفلسطينيين ترتفع يومياً، ولا سيما في قطاع غزة المحاصر، إلا أنه، ومن جهة أخرى فالأداء العام لفصائل المقاومة الفلسطينية يشي بتقدمٍ واسع أحرزته تلك الفصائل خلال السنوات القليلة الماضية.
كمياً ونوعياً: إلى ما بعد تل أبيب
سمحت الصواريخ النوعية التي امتلكتها المقاومة الفلسطينية، كصاروخ «فجر5» الإيراني الصنع وصاروخ «M75» محلي الصنع، بفتح الباب واسعاً أمام فصائل المقاومة لتطور ذاتياً إمكاناتها الصاروخية، سواءً عبر الحشوة الدافعة والكتلة المتفجرة، أم عبر تطوير منصات الإطلاق الثابتة والمتحركة. وكنتيجة لهذا التطور، لم تعد حدود الصاروخ المنطلق من القطاع محكومة بالمستوطنات القريبة من غزة، مثل «سديروت» وغيرها، بل بات بإمكانها أن تطال مدناً ومستعمرات ضمن دائرة استهداف يتجاوز مداها 180 كيلومتر.
لم يكن العدو ليستفيق من صدمته بوصول صاروخ «F85» إلى عمق مدينة حيفا، حتى انهمرت صواريخ «R160» على مستعمرة «زخرون يعقوب» وشاطئ الكرمل في المدينة، وصواريخ «M75» على تل أبيب، لتؤكد للعدو أن تهديدات المقاومة بالوصول إلى حيفا وتل أبيب لم تكن عبثية.
المحتل مرتبك... عسكرياً وإعلامياً
خوفاً من صواريخ المقاومة، أصدرت حكومة الكيان الغاصب سلسلة قرارات قضت إما بتغيير مسار العديد من رحلات الطيران، كتغيير مسار طائراته لتمر فوق الضفة الغربية بعد نجاح المقاومة الفلسطينية بإسقاط إحدى طائراته الاستطلاعية فوق قطاع غزة، وإما بإيقاف حركة الطيران في بعض المطارات بشكلٍ كامل، كمطار «دوب» الصهيوني ومطار «سدي دوف» في تل أبيب. ولعل المعادلة التي تقلق حكومة العدو، باتت تتعلق بالقلق من الفشل الذريع الذي أصيبت به منظومة «القبة الحديدية» والتي كلفت العدو مبالغ طائلة، حيث يشير أحد إحصاءات الصحافة الصهيونية إلى أن أقصى نسبة من الصواريخ التي تمكنت المنظومة من التصدي لها بلغت 9.9% فقط.
إلى ذلك، تعمد الحكومة الصهيونية إلى إخفاء فشلها الذريع بعيداً عن وسائل الإعلام، كحظرها لخبر ضرب منطقة الخضيرة بصواريخ المقاومة، يوماً كاملاً، قبل أن تؤكِّد صحيفة «هآرتس» أن صاروخاً استهدف مصنعاً بتروكيماوياً في الخضيرة على بعد أكثر من 100 كيلومتراً عن قطاع غزة. في بعض الحالات، كسرت الصحافة الصهيونية الحظر الحكومي، لتنقل حقيقة مخاوف الكيان الغاصب، مثل صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي اختارت أن تعنون عددها بـ «إسرائيل مشلولة!».