من ينقذ السودان من مجاعة مرتقبة؟
جرى الصراع المسلح في سبع «ولايات» سودانية، بين النظام السوداني والحركات الانفصالية المسلحة، ما جعل الأوضاع الإنسانية تصل إلى حد كارثي، تعمَّق بعد رعاية الإمبريالية لتقسيم السودان، وأدى هذا الصراع إلى حالة شديدة من الاحتقان الاقتصادي- الاجتماعي والسياسي.
سببت الاشتباكات ما بين القوات السودانية والحركات الانفصالية، إلى جانب الحصار المتبادل، المزيد من الجوع والفقر وتدهور الأحوال الصحية. في الوقت الذي بلغ عدد النازحين من «إقليم دارفور» ما يقرب 12000 مواطن، وطالت المجاعة حوالي 3،7ملايين، وتهدد 7ملايين آخرين حالياً. ما ينذر بحدوث أشد وأقسى مجاعة يشهدها السودان، حسب «تحذيرات» الأمم المتحدة.
مبادرات مزعومة
أطلق البشير مبادرته لإطلاق العملية السياسية في البلاد. تبدأ المبادرة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإطلاق الحريات السياسية وحرية الإعلام، بعد لقاءٍ مع أطراف في المعارضة. وتضمن سلسة قرارات شملت عدة محاور أهمها وقف الحرب، وإحلال السلام، مجتمع سياسي حر، مكافحة الفقر وتعزيز الهوية الوطنية.
جرى على إثر المبادرة إعلان السلطات الأمنية إطلاق سراح بعض المعتقلين. وحدث تباين في ردود الأفعال على مبادرة البشير، حتى وصفها الإعلام بانقسام المعارضة، فبعد ترحيب كل من الترابي والمهدي بمبادرة الرئيس، عارضتها عدة أحزاب المعارضة، بعضها على أرضية عدم الثقة بحكومة البشير، رغم كل الضمانات التي قدمها البشير، في حين قام الحزب الشيوعي السوداني بدعوة الأحزاب السياسية المعارضة لدراسة المبادرة.
رؤية الشيوعي للحل
وقد أعلن الحزب الشيوعي موقفه من الأحداث الجارية في البلاد، وطالب البشير بحلول جدية وسريعة لوقف تطور الأزمة، تستند إلى عدة نقاط: (1) وقف الاقتتال مباشرة، و يرى الحزب أن حكومة السودان هي السبب الرئيسي له. (2) البدء بعمليات الإغاثة في المناطق المتضررة. (3) إطلاق سراح المعتقلين، وإطلاق الحريات السياسية والإعلامية والبدء بمشروع الحوار. ويؤكد الحزب أن عدم تحقيق النقطتين، الأولى والثانية، لن يسمح بخلق أي ظرف موضوعي لإطلاق عملية سياسية حقيقية في البلاد.
وجاء في رد وزير الإعلام، ياسر يوسف، حول إمكانية إلغاء قوانين تقييد الحريات التي يقرها الدستور، أن وعود البشير هي الضمان لإطلاق الحريات والضمان للحركات المسلحة لحضور الحوار، وأن التغيير هو من صلاحيات البرلمان.
رغم جميع الاختلافات التي جرت حول مبادرة البشير، إلا أن أغلب التيارات المعارضة وغير المعارضة وافقت حول ضرورة وقف الحرب في السودان، والبدء بعمليات الإغاثة، وإطلاق مبادرة حقيقية تنقذ السودان.