«الإرادة الشعبية» في ندوة أنقرة: نزيف الدم السوري يستدعي حلاً سياسياً

«الإرادة الشعبية» في ندوة أنقرة: نزيف الدم السوري يستدعي حلاً سياسياً

بدعوة من منظمة «المؤتمر الديمقراطي لشعوب تركيا» و«حزب إعادة التأسيس الاشتراكي» التركي المعارض عقدت قي أنقرة يوم الأحد 20/1/2013

ندوة سياسية جماهيرية تحت عنوان «ديناميكيات التغيير في الشرق الأوسط»، وذلك بمشاركة ممثلين عن عدد من الأحزاب اليسارية والشيوعية والكردية التركية المعارضة المنضوية تحت لواء منظمة المؤتمر وممثلين عن حزب «الإرادة الشعبية» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«الحزب الشيوعي المصري».

افتتح الندوة النائب عن منظمة المؤتمر في البرلمان التركي ارتوبرول كيركشو بكلمة استعرض فيها الانعكاسات الإقليمية الخطيرة لما يجري داخل سورية على المنطقة والعالم، مشدداً على أهمية أن تكون التغييرات في المنطقة حقيقية ولمصلحة شعوب المنطقة بما يخدم تطلعاتها وليست شكلية كما جرى في مصر وتونس مثلاً والتي اقتصرت على تغيير في وجوه الحكم وليس في بنى الأنظمة المرتبطة بالمشروع الامبريالي والصهيوني. وفي هذا الإطار استعرض المتحدث الدور الخطير والمنافق الذي تلعبه حكومة أردوغان مؤكداً أنه لم يعد ينطلي على أحد، أقله على اعتبار أنه يدعو للديمقراطية في الخارج ويمارس أبشع صنوف الديكتاتورية في الداخل سواء فيما يتعلق بالقمع والتضييق السياسي على الخصوم في الداخل وبالحريات الخاصة بحل المسألة الكردية في تركيا كذلك.

بعد ذلك انقسمت الندوة إلى جلستين، الأولى حملت عنوان «سورية بين الاقتتال الداخلي والتدخل الخارجي»، والثانية «الحراك الشعبي في الشرق الأوسط». وخلال الجلسة الأولى تحدث كل من ادريس بالوكين ممثلا لحزب السلام والديمقراطية التركي وبركات قار ممثلاً عن حزب إعادة التأسيس الاشتراكي واستعرضا وجوهاً أخرى للمشهد الإقليمي والدولي بتداخلات الأزمة السورية وانعكاساتها الداخلية والخارجية والدور التركي الأردوغاني المتآمر على السوريين تحت ذريعة التعاطف معهم، وشددا على أهمية أيجاد حل سياسي ديمقراطي لهذه الأزمة يحافظ على سورية شعباً ووطناً.

ثم قدم عبادة بوظو ممثل حزب الإرادة الشعبية مداخلته التي جاء فيها:

مرة أخرى باسم قيادة حزب الإرادة الشعبية أشكر الرفاق في منظمة المؤتمر الديمقراطي لشعوب تركيا، ويشرفني أن أكون مع جماهير هذه المنظمة للمرة الثانية للحديث عما يجري في سورية لكن مع فاصل زمني يقارب عمره السنة جرت فيه الكثير من القضايا. وإن ما يميّز هذه المرة أيضاّ أن المتحدثين هم ليسوا فقط من سورية وتركيا، وإنما يشاركنا النشاط رفاق من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن الحزب الشيوعي المصري، ما يعني إغناء هذه الندوة. ولكن مرة أخرى اسمحوا لي أن أتوجه بنقد رفاقي كما سابقاً في أنطاكيا يتعلق بمسألة التواصل وموضوع توافر الترجمة.

إذا بدأت من عنوان الندوة «ديناميات التغيير في الشرق الأوسط »، فاعتقد أنه توجد محددات أساسية تشمل أولاً أن التغيير الداخلي في المنطقة العربية هو ضرورة، وثانياً التدخل الخارجي بشقيه المباشر وغير المباشر، وإذا وضعنا الأزمة السورية في إطار المشهد الدولي فإننا نعتقد أن ميزان القوى الدولي المتشكّل حول سورية محصلته «صفرية» والسبب من وراء ذلك هو وجود هبوط أمريكي في مقابل صعود روسي مع مجموعة دول البريكس، وهذا يعني أن المتغيرات في المنطقة العربية، والانتفاضات الشعبية التي بدأت في تونس ولم تنته في العراق اليوم تجري على خلفية أزمة أمريكية رأسمالية عارمة.