فلسطينيو سورية يحتفون بصفقة الأسرى المقاومة هي الطريق للوحدة الوطنية وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية
لم تستطع الحاجة أم طلال من سكان مخيم اليرموك أن تخفي دموعها وهي تشاهد إطلاق سراح الأسرى على الشاشة التي نصبتها اللجان الشعبية أمام جامع الوسيم في مخيم اليرموك بدمشق يوم 18/10/2011 احتفاءً بإنجاز عملية «وفاء الأحرار» وتحرير 1027 أسيراً وأسيرة من سجون الاحتلال الصهيوني وتنفيذ المرحلة الأولى منها.
أم طلال اختلطت لديها المشاعر بين الفرحة والبكاء وتلعثمت قليلاً عندما سألتها عن مشاعرها بإتمام هذه الصفقة، لكنها بجبروت المرأة الفلسطينية أجابت أنني أهنئ الشعب الفلسطيني بهذا الانتصار الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة (حماس)، كما أبارك لكل أمهات الأسرى الذين أفرج عن أبنائهم، وأقول للواتي لم يفرج عن أبنائهن أن لا تخافوا أو تيأسوا فوراءنا من ينتصر للشعب الفلسطيني ويقهر ويذل هذا العدو الغاصب.
بدوره أكد أبو أحمد جمال عضو القيادة السياسية في حركة (حماس) أن الصفقة تمثل انتصاراً لإرادة الشعب الفلسطيني على الاحتلال، وهي أيضاً انتصار للمقاومة على قوات الجيش الصهيوني كما أنها تمثل وحدة الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وبكل الأرض الفلسطينية، وشدد أبو أحمد جمال على أن المقاومة هي الطريق للوحدة الوطنية، وهذا الانتصار هو انتصار للشعب الفلسطيني الذي دفع من أجل إتمامها الكثير من الدماء والشهداء والأسرى، واعتبر أن هذا الانتصار والنجاح يمكن أن يؤسس للحوار الوطني الذي يرسم إستراتيجية وطنية فاعلة من أجل استرداد حقوق الشعب الفلسطيني، وأضاف بأننا اليوم نحتفل بتحرير جزء عزيز من أبناء الوطن ولكن ما يزال أمامنا مشروع استكمال تحرير بقية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وصولاً إلى تحرير الأرض وتحقيق العودة إلى ديارنا.
من جهته بارك أبو خلدون عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين للشعب الفلسطيني عامة وللأسرى المحررين خاصة الذين يتنسمون رائحة الحرية في هذا اليوم إتمام هذه الصفقة، وأردف أننا نقول لمن بقي منهم في السجون والمعتقلات الصهيونية إنه بعزيمة وإصرار شعبنا وفصائله المقاومة سنمضي على درب النضال من أجل تحقيق أهدافه الوطنية، ومن أجل تحرير الأسرى كل الأسرى رواد الحرية، رواد الاستقلال، رواد حق العودة للديار والممتلكات الفلسطينية.
أما بشار صغير مدير مؤسسة أحرار للدفاع عن الأسرى والمعتقلين داخل السجون «الإسرائيلية»، وهو أسير سابق، فقد رأى أن صفقة تحرير الأسرى هي انتصار عظيم للشعب الفلسطيني، وانتصار لحركة المقاومة وانتصار لعملية الوهم المتبدد التي بددت أحلام العدو الصهيوني، وأكدت أن هذا العدو لا يُعطي شيئاً بالمفاوضات وإنما يركع بالمقاومة ويخضع لشروطها، بعد أن فشلت جميع جهوده لتحرير الجندي (جلعاد شاليط) رغم كل الجهود العسكرية والسياسية والحصار والقتل والتدمير التي مارستها على المقاومة من أجل تحريره، واعتبر الصغير أن هذه الصفقة هي بمثابة عرس وطني للفلسطينيين سيكون لها انعكاسات إيجابية على المقاومة الفلسطينية، كما كان حال عملية الجليل التي أجرتها القيادة العامة عام /1985/ والتي كان من نتائجها قيام الانتفاضة الفلسطينية عام /1987/، وأضاف أن إخراج 450 قائداً وبطلاً من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية لم يكن ليتم إلا بمثل هذه الصفقات.
ويذكر أن السلطات الإسرائيلية كانت قد أفرجت ضمن الصفقة عن الأسير السوري الجولاني وئام عماشة ضمن صفقة تبادل الأسرى التي قامت بها حركة حماس وسط تعتيم إعلامي سوري باستثناء صحيفة الوطن السورية الخاصة التي نشرت خبراً يتيماً عن شمول عماشة في صفقة التبادل، فيما أشار موقع الجولان الالكتروني (المحجوب في الوطن الأم سورية) إلى استعدادات كبيرة في قرى الجولان المحتل لاستقبال الأسير (وئام محمود عماشة) عقب الإفراج عنه يوم الثلاثاء في 18/10/2011، وقد نقل موقع الجولان الالكتروني عن سوريين من لجنة استقبال الأسير وئام محمود عماشة أن «الأسير وبغض النظر عن المكان الذي سيتحرر به، فإن حفل استقباله الرسمي سيبدأ من لحظة استلامنا الأسير، وستكون مجدل شمس أول محطة يصلها الأسير، حيث سيضع أكاليل الورد على أضرحة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة، الشهيد الخالد هايل حسين أبو زيد ،والشهيد الخالد سيطان نمر الولي، ومن ثم سيتوجه مباشرة إلى قرية مسعدة في طريق العودة إلى مسقط رأسه في قرية بقعاثا، التي ستزينها الأعلام واللافتات الوطنية السورية، وستشهد عرساً وطنياً شعبياً بمناسبة انتزاع حرية الأسير وئام محمود عماشة….»
ويذكر أن عماشه قد أعلن مساندته للحراك الشعبي السلمي على امتداد الوطن، حيث وجه الأسير رسالة إلى الشعب السوري في 24 أيار الماضي عنونها بـ«إلى كل الأحرار ومناضلي الحرية العرب»، وفي الجانب المتعلق بالشعب السوري قال في رسالته «كما أن الوطن والحرية والكرامة لا تتجزأ، فإن النضال والقيم النضالية لا تتجزأ… نضالكم نضالنا، ودماؤكم دماؤنا وبتضحياتكم نحن أقرب إلى الجولان للتحرير من المحتل أكثر من أي وقت مضى، فتحرير الأوطان من حرية مواطنيها…».