تحرير الأسرى خطوة نحو تحرير فلسطين
كانت قاسيون حاضرة في مطار دمشق الدولي لدى وصول الطائرة السورية التي أقلت 16 أسيراً فلسطينياً محرراً فجر الأربعاء 19/10/2011 بحكم إتمام المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين حركة «حماس» والكيان الصهيوني بوساطة عربية ودولية.
وتقدم المحررون الفلسطينيون وبينهم أسرى وأسيرات في تصريحات متفرقة فور وصولهم بالشكر إلى سورية على استضافتها لعدد من المحررين الفلسطينيين الذي رحلوا من فلسطين قسراً وقالوا إن اختيارهم لسورية جاء لكونها قريبة إلى الوطن الام «الذي سنعود إليه قريباً محرراً».
وسط الزحام ومشاعر الفخر المرتبطة بالألم لبقاء نحو ثمانية آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال يعيشون في ظل ظروف صعبة وقاسية جداً، تمكنت قاسيون من رصد الاستطلاعات التالية وكانت هذه اللقاءات:
أبو الزهر، عضو لجنة مركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
إن خروج الأسرى اليوم انتصار لكل حر عربي وفلسطيني ومن واجب كل الوطنيين الأحرار أن يفرحوا ويهنئوا كل الأسر الفلسطينية، أمهاتهم وآبائهم وأخواتهم..
• ما الأثر الإيجابي لإطلاق الأسرى على مسار المصالحة الفلسطينية؟
من المفترض أن اليوم هو درس كبير لكل القوى الوطنية الفلسطينية لأن إطلاق سراح الأسرى هو عنوان الوحدة الوطنية بشكل أساسي باعتبار أن الأسرى كانوا سباقين من كل القوى السياسية لصياغة وثيقة الأسرى التي انطلقت في 2006 والتي كانت وثيقة لكل الشعب الفلسطيني وتوافقت عليها كل القوى الفلسطينية واليوم مطلوب من كل هذه القوى أن تعود للوراء وتلتزم بهذه الورقة، لأن الورقة هي ورقة سياسية وحدوية وافق عليها كل أطراف الطيف الفلسطيني..
• هل سيكون موضوع المقاومة أحد عوائق إتمام المصالحة بين الفصائل كافة؟
إن خيار المقاومة هو من الخيارات الأساسية للجبهة تاريخياً منذ انطلاقتها في 1967 لغاية هذه اللحظة، ولا يمكن لها مستقبلاً التخلي عنه مهما شاءت الظروف إلا تحت عنوان تحرير فلسطين كل فلسطين.. لأنه وبقناعتنا ومهما كان عنوان النضالات السياسية والاقتصادية والنقابية الخ سيكون العنوان الكفاحي هو العنوان الأساسي والرئيسي لنضالنا الفلسطيني.
وطرحت الجبهة في السابق وإلى الآن عنوان تعالوا لنضع إستراتيجية وخطة للمقاومة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع النضالات الأخرى حتى يكون القرار العسكري هو قرار موحد وليس قرار فصيل ينفرد به كيفما شاء.. يعني بمعنى اختيار الوقت والظرف المناسبين لاستخدام السلاح .. أما فوضى السلاح (كما تسميه بعض الأطراف) ويخدم أجندات خاصة وليس الشعب الفلسطيني. وتحاول بعض القوى إن كان في الضفة الغربية أو بغزة ضبط هذا الأمر.
محمد قاسم عضو لجنة إقليمية في منظمة فتح:
بداية نبارك لكل الشعب الفلسطيني والعربي وقفته إلى جانب أسرانا ومعتقلينا، نبارك لمن خرجوا من المعتقلات الصهيونية ونؤكد على استمرارية التبادل وعلى استمرارية أسر جنود الصهاينة من أجل أن نبادلهم بأسرانا ومعتقلينا..
لذلك فإن هذه خطوة أساسية على أرضية توحيد الشعب الفلسطيني كما نراه متوحداً على أرض مطار دمشق الدولي في استقبال أسرانا.
يجب علينا أن نكون متوحدين على أرض المعركة لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة.. لذلك حررنا أسرانا بالقوة وليس بالمفاوضات العبثية.. والكفاح المسلح هو الحل الوحيد والأوحد ويترجم اليوم على أرض الواقع.. عشرون عاماً من المفاوضات العبثية مع هذا الكيان المحتل والغاصب لأرضنا لم نحقق شيئاً.. أكثر من عشرة آلاف معتقل فلسطيني في السجون الصهيونية.. أما اليوم مقابل صهيوني واحد حررنا 1027 أسيراً وبطلاً فلسطينياً، لذلك هذه هي اللغة الوحيدة أمام العالم وليفهمها الجميع بأنها اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا الكيان. لا تفاوض مع هذا الكيان إلا من خلال القوة.. وما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.
إن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج هو لحمة واحدة وعلينا كفصائل فلسطينية وكقيادة للشعب الفلسطيني أن نكون متوحدين في القول والفعل ونجسد طموحات أبناء شعبنا الفلسطيني في التحرير والعودة إلى دياره التي شُرّد عنها قهراً.
أبو موسى أمين فتح الانتفاضة:
إن تحرير الأسرى هو خطوة عظيمة على طريق استمرارية النضال والكفاح حتى تحرير فلسطين وهذه الخطوة العظيمة أكدت المقاومة من خلالها أن هذا العدو الصهيوني لا يمكن أن يلبي لك طلباً إلى أن يشعر أنه يدفع ثمناً غالياً.. لذلك عندما يقبل بهذا التبادل بـ1027 أسيراً وأسيرة مقابل هذا الجندي الصهيوني، فإن هذا يدلل على أن هذا العدو ممكن أن تجبره أن يدفع الثمن عندما تضعه في موقع حرج.. خمس سنوات وهو يفتش عن هذا الجندي الأسير... كل ما يمتلكه من إمكانيات تقنية وعلمية وجواسيس.. وما شابه ذلك لم يتمكن هذا الكيان من الوصول إلى موقع هذا الأسير.. ثانياً هذه الصفقة أثبتت أن الشعب الفلسطيني كله واحد من شمال فلسطين من الناقورة إلى رفح.. لذلك الأسرى الذين خرجوا هم من الجليل ومن الضفة ومن غزة ومن القدس ومن الجولان.... وليسوا من تنظيم واحد.. وهذا وحّد الشعب الفلسطيني.
وأيضاً فإن هذه الصفقة (التي على من في الضفة أن يفهمها) دللت على أن المفاوضات لا يمكن أن تأتي بأسير واحد، إنما هذا هو العمل الجاد والصحيح بالأسر والمقاومة الذي يجعل العدو الصهيوني يدفع الثمن الغالي. لأن المقاومة والكفاح المسلح هو نهجنا وأسلوبنا وبرنامجنا.
وعندما يأتي هؤلاء الرجال الأبطال إلى أرض سورية نحن نعتز بهذه الخطوة لأن سورية وما تمثله من موقع المقاومة هم يأتوان إلى موقع مقاومة وليسوا بعيدين عن أرض فلسطين.
• هل سنشهد في الأيام القريبة القادمة تشكيل حكومة موحدة؟
هذه مسألة أخرى.. ليست الأمور ناضجة... وكما أعتقد فإن التأخير بتشكيل الحكومة المؤقتة هو البرنامج الذي يعتمده أبو مازن في رام الله، ليته يتخلى عن هذا البرنامج المساوم المفاوض خلال عشرين عاماً ولم يأت بشيء.... وعندما يعود أبو مازن إلى المقاومة.. عندها تخرج حكومة موحدة ذات برنامج سياسي مقاوم.. وغير ذلك لا يمكن أن يتم شيء ... لا مصالحة ولا من يحزنون..!!