إيران تتفوق على الولايات المتحدة «ديمقراطياً»
كمتتبّع للانتخابات في دول مختلفة، أجد أنّ آليات الانتخاب في إيران، مشابهة جداً لتلك المعمول بها في أكثر الانتخابات ديمقراطيّة في العواصم الأوروبيّة، على سبيل المثال، فرنسا
انتخابات القطاع الخاص الأمريكي!
يصوّت الإيرانيّون عبر أوراق اقتراع، يجري تعدادها علانيّةً في كل مركز، وذلك بحضور مراقبين. ويتمّ التحقّق علناً من حصيلة الأصوات في كل مركز اقتراع، وتنشر من الحكومة بعد إجراء الانتخابات. تلك هي العناصر الأساسيّة لانتخابات شفّافة وديمقراطية، وهي تماماً العناصر المفقودة في الانتخابات الأميركيّة مع الأسف.
قد يبدو الأمر مفاجئأ، ولكن بالحقيقة، الانتخابات الإيرانيّة أكثر شفافية من تلك التي تجري في الولايات المتّحدة الأميركيّة، فعمليّة التصويت واحتساب الأصوات في إيران هي عمليّة شفّافة، في حين أنّ أغلب الأصوات في الولايات المتّحدة الأميركيّة تجمع وتحصى عبر نظام تصويت إلكتروني مدار من شركات خاصّة. وقد سمح استخدام نظام التصويت الإلكتروني في الولايات المتّحدة، فعليّاً بسرقة الانتخابات، لأنّ المواطنين قد فقدوا بهذا رقابتهم على عمليّة احتساب الصوت الحاسم كليّاً. واليوم، يكاد لا يوجد في الولايات المتّحدة احتساب علني للأصوات في مراكز الاقتراع، ذلك أن ّ كل بيانات التصويت أصبحت خاضعة لأنظمة حاسوبية، وليس لنظام الاحتساب من المواطنين.
«آل ليفيرت» يوصون بالسلام
لقد قرأت مؤخراً كتاب «الذهاب إلى طهران» (2013)، لـ«فلينت ليفيريت» و«هيلاري مان ليفيريت». وهو كتاب ممتاز وملائم من حيث التوقيت، يدعو الولايات المتّحدة لأن تتصالح مع الجمهورية الإسلاميّة في إيران، ويفترض أن يساعد الأميركيين على معرفة أهميّة تغيير المسار ووقف محاولة إسقاط الجمهورية الإسلاميّة بالعقوبات الاقتصاديّة، والعمليّات السريّة، والتهديد بالحرب. كان «آل ليفيريت» قد شغلوا مناصب استشاريّة عالية المستوى فيما يختّص بالسياسات المتعلّقة بإيران وذلك في عدّة أقسام ووكالات تابعة للحكومة في الولايات المتّحدة. يناقش الكاتبان انتخابات عام 2009 في إيران في الفصل السادس من الكتاب، وتحت عنوان «انتخابات مثيرة للجدل»، وفي الصفحة 246، وصف لكيفيّة التصويت ولاحقاً جمع الأصوات: «يمكن لكل إيراني بلغ الثامنة عشرة وما فوق التصويت، ويشمل هذا الحق أيضاً أولئك المقيمين في الخارج، في عام 2009، فعّلت الحكومة الإيرانية مراكز اقتراع للمغتربين في مئات البلدان حول العالم من ضمنهم الولايات المتّحدة الأمريكية. على الإيرانيّ حتّى يتمكّن من التصويت، إبراز هويتّه الشخصيّة مع صورة لحامل الهويّة، البصمة، ورقم خاص به.
في مركز الاقتراع، يسجّل اسم الناخب ورقم هويّته ثلاث مرّات: خطيّاً في سجلّ محدّد، في جهاز الحاسوب، ومجدداً خطيّاً على أرومة الاقتراع الخاصّة بكل ناخب. وقبل الإدلاء بورقة الاقتراع، على الناخب الضغط بإبهامه الممزوج بحبر أرجواني على أرومة الانتخاب، والتي تُفصل لاحقاً عن ورقة الاقتراع، وتُسقَط في الصندوق المخصص للأرومة (فصل الأرومة قبل الإدلاء بورقة الاقتراع يضمن سريّة التصويت). يوقّع الناخب ورقة الاقتراع ويسقطها في صندوق الاقتراع، بطاقة التعريف الخاصة بالنّاخب تختم لمنعه من التصويت مجدّداً».
مراقبة إلكترونية وشعبية
تُحصى الأصوات داخل مراكز الاقتراع، ولا تُفتح مراكز الاقتراع قبل أن يتأكّد المراقبون في كل مركز أنّ صناديق الاقتراع فارغة تماماً، ولا تحتسب أيّة أصوات لحين إقفال مراكز الاقتراع. عندها، يتولّى المراقبون مهمّة مراقبة الأرومة وأوراق الاقتراع تُحتَسب، ومن ثمّ تجري مقارنة الأعداد، بعدها، يراقبون عمليّة تسجيل حصيلة الأصوات لكل مرشّح على تصاريح حكوميّة من نموذج محدد، وفي كل مركز، توجد عدّة نسخات من النموذج ذاته، ويجري توقيعها من كلا الطرفين، المراقبين والمسؤولين الرسميين. هذه النماذج الموقّعة توضع داخل صندوق الاقتراع الذي يتّم إغلاقه ويحوّل إلى المسؤولين المحلييّن، كما تُرسل النماذج الموقّعة هذه إلى وزارة الداخلية، وتوزّع نسخات منها على المراقبين.
بالإضافة إلى ذلك، المعلومات التي تحتويها هذه النماذج، يتمّ تحويلها إلكترونيّاً لمكاتب الدوائر الانتخابيّة، حيث، وعلى مرأى من مراقبي المرشّح، يجري تجميعها وإحصاؤها على شكل نتائج على صعيد الدائرة الانتخابيّة، ليُصار لاحقاً إلى تسجيلها وفق النماذج الحكوميّة الأخرى، والتي بدورها تُرسل إلكترونياً وشخصياً إلى وزارة الداخلية، التي بدورها تحصيها كنتائج على مستوى المحافظات والوطن ككل.
عن موقع: therebel.org