مخلب «14 آذار» في ظهر المقاومة
وفق معظم وسائل الإعلام المتاحة عموماً والتقارير المنشورة فإن التيار السلفي في لبنان بدأ بالانتعاش منذ مقتل رئيس الوزراء الأسبق «رفيق الحريري» في 2005 وتسلم قوى 14 آذار السلطة، علماً أن تأسيس التيار يعود لعام 1946
برعاية «آل الحريري»
تجسد هذا الانتعاش بدور متعاظم في التأثير بالانتخابات وظهور قياداته على وسائل الإعلام بشكل متواتر وإعطاء أهمية لرأي التيار السلفي والسلفيين في لبنان إعلامياً من منطلق أن من حق الجميع التعبير عن رأيه، وفق المعادلة المريضة للإعلام اللبناني في إظهار كل شيء وأي شيء، مهما كان قميئاً، تحت تلك الذريعة الممجوجة .هذا الانتعاش المرتبط بوصول «تيار المستقبل»- التجمع السياسي لآل الحريري وحلفائهم- إلى السلطة تم ترجيعه إلى كون التيار السلفي و«تيار المستقبل» يعودان لمرجعية «مذهبية» واحدة، حسب التركيبة اللبنانية المريضة.
تربط تقارير إعلامية نشرت في عام 2007 مباشرة بين انتشار السلاح والعسكرة في الأوساط السلفية في الشمال اللبناني- الممتد من عكّار مروراً بطرابلس وحتى بيروت في الضنيّة، من جهة، وبين خطط «الناتو» لتأسيس قواعد عسكرية جوّية في الشمال اللبناني، من جهة أخرى، وذلك اعتماداً على تصريحات لقيادات من «الناتو» حول أهمية وجود قاعدة عسكرية في منطقة «القليعات» على الحدود اللبنانية السورية لتكون مركزاً لقوات التدخل العسكري السريع. في حينه قام وفد عسكري أمريكي- ألماني- تركي بجولة في قضاء عكّار. وذكر الوفد في تقريره لمركز قيادة «الناتو» في بروكسل أن القواعد العسكرية ستلعب دوراً هاماً في الانتعاش الاقتصادي للمنطقة، مع وجود نصائح للحكومة اللبنانية بالتركيز على الأثر الاقتصادي «الإيجابي» للقواعد العسكرية على حياة سكان المنطقة، واقترح التقرير اسم للقاعدة «مركز تدريب الجيش والأمن اللبناني».
من «نهر البارد» إلى الداخل السوري
وبالربط مع أحداث «نهر البارد» في 2007 أيضاً عندما برز تنظيم «فتح الإسلام» الجهادي ذكرت تقارير عديدة أن هذا التنظيم هو من تأسيس المخابرات الأردنية بالتعاون مع «تيار المستقبل» ممثلة بشخص «سعد الحريري» رئيس الوزراء آنذاك، والهدف المراد في وقته من هذا التنظيم وأحداث «نهر البارد» كان ضرب «حزب الله» عبر رفع التوتر لحد الاشتباك المباشر بينه وبين «فتح الإسلام». يظهر اليوم دور القوى السلفية جلياً كأداة بيد «آل الحريري» ومن خلفهم أصحاب المشروع الأمريكي، فما تمارسه هذه القوى من تدخل بالأراضي السورية وماتبعه ذلك من «إجراءات» لحزب الله بالتدخل المضاد، القابل للتأويل والأخذ والرد، يندرج أيضاً في سياق السعي لجر لبنان للاشتعال من البوابة السورية ووضع المقاومة في موقف محرج وملغوم ومتناقض مع دورها الاستراتيجي الإقليمي.
