أزمة الكانتونات الرجعية.. الخليج إلى تفكك؟!
تقول المادة 2- من الإتفاقية الأمنية الخليجية المشتركة الموقع عليها في الرياض: «قيام كل دولة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع مواطنيها أو المقيمين بها من التدخل في الشؤون الخليجية الداخلية أي من الدول الأعضاء»
وبسبب عدم التزام قطر بهذا البند من الاتفاقية، سحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر، ليكون هذا الإجراء تطوراً نوعياً جديداً في الخلافات بين دول الخليج العربي.
بالطبع لا يعد التباين الخليجي حول «مشروع الإخوان» الخلاف الوحيد بين هذه الدول، فمؤخراً ظهر العديد من الخلافات التي تؤشر إلى احتمال تفتت الكيانات الخليجية وصولاً إلى إعادة تكوينها وفقاً للموازين الدولية الجديدة.
عقدة كبير المشايخ!
تعود المشكلة إلى إتفاقية جدة عام 1974 التي رسمت الحدود السعودية مع الدول الثلاث وقتها كانت السعودية الوكيل الرئيسي للأمريكيين والممول الرئيسي للرجعية العربية. فُصِّلت حدودها بناءً على وزنها النفطي والديمغرافي والتاريخي من قبل الأمريكيين والبريطانيين إبان موازين القوى الدولية في النصف الثاني من القرن الماضي. حينها جُعلت السعودية مركز الخليج ووُضعت الإمارات و قطر والبحرين تحت سيطرتها، فسمحت اتفاقية جدة للسعودية بالحصول على خور «العيديد» الذي ينتج 600 ألف برميل نفط يومياً وسمحت لها بالحق في كل النفط المستخرج من الحدود المشتركة حينها.
التوترات المستجدة
مع التراجع الأمريكي في العالم وتراجع وزن وكيلتها السعودية ومع التقدم المرحلي للمشروع الأمريكي عبر الإخوان وازدياد وزن قطر كرافعة رئيسية لهذا المشروع في المنطقه تصاعدت ملفات الخلاف بين قطر والسعودية من جهة فبعد التحالف المؤقت حول سورية، بانت تباينات كبرى حول الملف المصري، فالسعودية تخشى من ظاهرة الإخوان كحكم بديل معتمد أمريكياً. كما طفت إلى السطح خلافات الإمارات مع السعودية بعد ترحيب الأولى باتفاقية جينيف الخاصة بالنووي والإيراني وفجر موقع وكيليكس، عشية الاتفاق مفاجأة مدوية بنشره وثيقة يسخر فيها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من ولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز ويشبهه فيها بالقرد. وفيما يخص تطوير صيغة «مجلس التعاون الخليجي» إلى «اتحاد خليجي» التي عملت عليها قمة 2013 لمجلس التعاون، أعلنت سلطنة عمان رفضها المطلق، كما تحفظت الإمارات وقطر.
تمر دويلات التعاون الخليجي على ما يبدو بمرحلة خطر على شكل تكوينها لا على وظيفة تكوينها ككانتونات رجعية تخدم المراكز الإمبريالية، و يعود ذلك بسبب الأزمة التي تضرب المراكز الغربية، خاصة بعد فشل هذه الكانتونات في تنفيذ المهام المطلوبة منها، مما يستدعي تغيرات شكلية الطابع أعلى مرونة للمركز الإمبريالي في استخدام أدوات مختلفة تساعده على تقليل خسائر التراجع العالمي.