بيان من الحزب الشيوعي السوداني

بيان من الحزب الشيوعي السوداني

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، الأسبوع الماضي، بياناً جماهيرياً حول الوضع في جنوب السودان جاء فيه :

إن حل الخلافات عن طريق السلاح، والاقتتال لن يؤدي إلا للرجوع مرة أخرى لدمار الجنوب، وتوقف عجلة الإنتاج وحركة الاقتصاد، وللخسائر البشرية التي لا يمكن تعويضها، بالإضافة للنزوح والتشريد وفقدان المأوى والممتلكات، وهو الثمن الفادح الذي يدفعه عشرات الآلاف ممن تدور الحرب في مناطقهم. إضافة للتداعيات التي يخلفها اتساع رقعة القتال من أحقاد قبلية وتدخلات أجنبية في الشأن الجنوبي.
نلاحظ أن الحكومة الأمريكية أرسلت جنودها، بحجة إجلاء رعاياها من مناطق الحرب، كما تدخل الجيش اليوغندي بالحجة نفسها، وإذا حذت الدول التي لها رعايا الحجج نفسها سيتحول الجنوب إلى ميدان معارك بضمه لجيوش عشرات الدول. إننا ضد التدخل العسكري من أي دولة مهما كانت الحجج. وإن وجود جيوش دول في الجنوب يعدُّ انتهاكاً للسيادة الوطنية.
إننا ندعو الفرقاء المتحاربين لوقف الحرب الفوري، والقبول بالحوار وسيلةً لحلِّ الخلافات والاتفاق على برنامج يفتح آفاق تحول ديمقراطي حقيقي، ويؤدي للتنمية المنشودة لصالح المواطن في جنوب السودان، ونضع يدنا مع مبادرة دول الإيقاد لإيجاد تسوية سلمية. كما ونرحب بتصريحات الرئيس سيلفاكير والسيد ريك مشار بشأن القبول بمبدأ التفاوض.
بالرغم من أن جلوس الطرفين للحوار قد يؤدي إلى وقف الاقتتال، إلا أنه لن يحل مشكلة الصراع السياسي بين مختلف وجهات النظر، ولن يؤدي إلى تحول ديمقراطي حقيقي، إذ لا بد للوصول لحل مستدام وديقراطية راسخة وبرنامج تنموي يصب في مصلحة المواطن الجنوبي، وأن تشارك في التفاوض كل القوى السياسية الجنوبية وكل الفصائل. وأن نأخذ في الاعتبار أن الحلول الثنائية قد جربناها في السودان ولم تؤد إلى حلول لقضايا الوطن، فكل الاتفاقات، سواء في نيفاشا وابوجا والدوحة، أعادت إنتاج الأزمة من جديد.