لماذا الاتحاد العام للشغل في تونس؟
اشتد الهجوم على الاتحاد العام للشغل في تونس في الآونة الأخيرة من بعض رجال الدين والأئمة في تونس، حيث دعوا مناصريهم من أعضاء الاتحاد للاستقالة من عضويته.
رد الاتحاد العام للشغل ببيان أدان فيه الهجوم الشرس الذي تعرض له، وطالب بعدم استخدام الدين للترويج لأي نشاط سياسي، كما وعد من يحاول النيل من الاتحاد بالملاحقة القانونية.
قوة جماهيرية منظمة وواعية
لقد تصدر الاتحاد عناوين الأخبار في تونس منذ بداية الثورة التي أطاحت ببن علي كأهم حركة سياسية في البلاد، رغم أنه منظمة نقابية مستقلة عن كل التيارات السياسية في تونس، ويبدو أن السبب بشكل أساسي يعود لأمرين:
الأول، هو حجم القوى الجماهيرية الواسعة التي يقودها الاتحاد، حيث يشكل أضخم تجمع نقابي عمالي، ويضم النقابيين والعمال من مختلف التيارات السياسية والشعبية، ويشكل كتلة جماهيرية، وتقول بعض التقارير أن عدد منتسبيه يبلغ حوالي 500 ألف شخص.
الثاني، هو مواقفه المستندة إلى العامل المطلبي في تحسين ظروف العمل والجماهير العاملة في تونس، والنضال من أجل تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي على مدار عقود، مما أدى إلى التفاف قوى الشارع حوله وتكرست هذه الحالة في الثورة التونسية.
مهمة إنقاذ تونس
بعد استعار الاحتقان في البلاد إثر فشل حكومة النهضة في تحقيق أهداف الثورة التونسية، وبسبب رفض الجماهير لنهج حكم الترويكا المستمر على طريقة بن علي في محاولات ربط الشارع التونسي بالغرب عبر زيادة القروض من صندوق النقد الدولي وتخفيض الإنفاق الحكومي على فقراء تونس، ناهيك عن سعي قوى الإسلام السياسي لتحويل الشارع التونسي إلى ممر للإرهاب في المنطقة، وبعد عودة الحراك الشعبي إلى الشارع مجدداً واصطدامه بقمع حكومة النهضة وانتشار الاغتيالات السياسية، جاءت مبادرة اتحاد الشغل الوطنية بهدف الوصول لحل يناسب جميع الأطراف ويعجل بتشكيل حكومة أزمة تدير مشروع مصالحة وطني شامل للخروج من الأزمة.
جاء في البيان المشترك للاتحاد مع المنظمات الراعية للحوار أنها:«تهيب بكافّة الأطراف، حاكمة كانت أو معارضة، الإسراع في التوافق عليها في أقرب الآجال لوضع حدّ لحالة الاحتقان السياسي الذي أصبح سائدا في البلاد ولأجل إعادة بناء جسور الثقة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخطيرة«.
تجذّر وطني
لم يتوقف الاتحاد عند هذا الحد بل أعلن صراحة عداءه للمشروع الأمريكي في المنطقة بإصداره بياناً حذر فيه من العدوان العسكري الأمريكي على سورية ومن تداعيته على المنطقة قائلاً:«إن الهدف من أيّ عدوان على سورية اليوم ليس كما تزعم تلك القوى مناصرة الشعب السوري في طموحه للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإنما إجهاض لهذا الطموح وإخضاع لإرادة الشعب وتدمير لوحدة الوطن وتفتيته على أسس مذهبية وطائفية خدمة للمصالح الإمبريالية الصهيونية الرجعية في المنطقة».
مثل الاتحاد دوراً هاماً في جمع جزء كبير من شغيلة تونس على مصالح وطنية عليا وهو بذلك من أهم القوى المنظمة والواعية للمصالح الوطنية العليا لتونس، كما يعد صمام الأمان لوحدة الشعب التونسي في مواجهة أعدائه لذلك يجري استهدافه اليوم كي لا يعيق مخططات الغرب في تونس.