العمال السوريون يتعرضون للضرب والإهانة في لبنان!
منذ انطلاقة الأزمة التي تعيشها سورية، تدفّق العمال السوريون إلى لبنان بوتيرة مرتفعة، بسبب إغلاق الآلاف من الورش الكبيرة والصغيرة، والتوقف شبه التام عن الحركة العمرانية باستثناء بعض المناطق العشوائية، مما سبب أزمة اقتصادية خانقة جراء التطورات الأمنية التي تعاني منها البلاد.
لقد لعبَ هذا التدفّق دوراً مهماً بتراجع أجور العمال السوريين بسبب شدة المنافسة وضيق السوق اللبنانيّ مقارنة بسورية، ورغم ذلك احتضنت بيروت على مدى السنوات الأربع من الأزمة، العمال السوريين باعتبارها مدينة تكثر فيها مشاريع البناء وورش الإعمار، لكن مع ذلك فإن العديد من السوريين يكافحون للحصول على فرصة للعمل، في ظل وجود فيض من مواطنيهم العمال الذين تدفقوا إلى البلاد في الأسابيع الأخيرة في ظل غياب أرقام رسمية حول عددهم.
اهتزاز الدعامة
في الأيام الأخيرة تعرّض العمال السوريون للضرب والإهانة من بعض اللبنانيين، سواء في الورش أو البيوت أو في شوارع المدن وأمام المارّة، فاهتزت الدعامة اللبنانية فوق رؤوسهم وتحت أقدامهم بعد أن كانت تشكّل جسراً لهم طوال عقود. وهم على استعداد للعمل بأي شيء، كأعمال البناء وحمل الأشياء الثقيلة أو أعمال طلاء الجدران والأسقف، إلا أن الضغوط من بعض اللبنانيين والإساءة إليهم صعّبت من قدرتهم في العثور على عمل يليق بإنسانيتهم، رغم قبولهم العيش بالأزقة المتهالكة في المناطق الأكثر فقراً في بيروت، حيث تكتظُّ بالعشرات في غرفة واحدة للتخفيف عن دفع آجار الغرف، كي يستطيع توفير جزء من راتبه لأطفاله.
يؤكد جميع العمال أنهم في السابق كانوا يعيشون ويتجولون بحرية، أما الآن فلا شعور بالطمأنينة، ويمنع على العديد منهم التجوَّل بعد الساعة الثامنة مساء مهما كانت الأسباب تفادياً للاستهداف والضرب، ورغم غياب الإحصاءات الدقيقة فإن الأخبار الواردة سواء من العمال أنفسهم أو عبر الفضائيات اللبنانية تؤكد تعرّض عدد من العمال السوريين في لبنان لأعمال عنف، أصيب خلالها بعضهم بطعنات في أنحاء مختلفة من جسمهم، وتعرض بعضهم الآخر للضرب كما تم إحراق بعض الخيم التي يقيم فيها اللاجئون.
المغامرة بالبقاء
على الرغم من كل هذه التعديات على حقوقهم، يقبل العديد منهم العمل لمدة 14 ساعة متواصلة دون أن يكون واثقاً من أنه سيتلقى أجرهُ في النهاية أم لا!!.. والمصيبة بعدم وجود أيّة مرجعية في لبنان بإمكانه اللجوء إليها عندما يواجه مشاكل من هذا القبيل.
لسان حال جميع العمال ينطق أنهم ضحايا ظروفهم الاجتماعية الاقتصادية في آنٍ معاً، لذلك مهما كانت المخاطر والصعوبات، فلابد من المغامرة في البقاء، لأنهم بحاجة لكل قرش، ورواتبهم ماتزال أعلى من بلدهم، ولن ينجرَّوا لبعض الهمجيين الذين يلاحقونهم من حينٍ لآخر، لأن عائلاتهم بانتظار رواتبهم، ولا خيار أمامهم غير ذلك.
فهل تتحرك النقابات اللبنانية والحكومة للدفاع عن هؤلاء العمال الذين يقبلون بأي شيء في سبيل الحفاظ على كرامتهم؟!!.