«المعترين والحرامية...» السوريون بين الجوع والنهب المستمر

«المعترين والحرامية...» السوريون بين الجوع والنهب المستمر

لقد تحول الواقع السوري إلى مسرح للجريمة الاقتصادية المنظمة، حيث يعيش المواطنون يومياً تحت وطأة سياسات تجردهم من أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة. فجوة هائلة تفصل بين الأجور المتدنية والأسعار الفلكية، فجوة تجعل من الراتب مجرد وهم، ومن الشراء اليومي للغذاء والدواء والمياه عبئاً كابوسياً.

ويزداد الأمر سوءاً حين تتباين الشعارات الحكومية البراقة عن «السوق الحر التنافسي» مع الواقع القاسي الذي يترجمه إنهاء الدعم، والاستمرار في الاستغلال والإفقار الممنهج.
فقد أصبح المواطن السوري عاجزاً عن مواجهة طوفان الأسعار التي تتصاعد بلا توقف، بينما تزداد يد الاستغلال والنهب امتداداً إلى كل شيء، من الخبز إلى المشتقات النفطية، من الكهرباء إلى الاتصالات الخلوية والإنترنت، ومن الأدوية الأساسية إلى وسائل النقل والخدمات اليومية.
في كل زاوية من زوايا الحياة، يتكرر النهب بطرق مباشرة وغير مباشرة، فلا أحد بمنأى عن استنزافه. الفقير يفتقد قوت يومه، والموظف يناضل ليجمع ما يسد رمق أسرته، فيما يزداد أثر السياسات الاقتصادية القاسية التي تُلزم المواطن بدفع ثمن شعار الحرية الاقتصادية الذي يرفعه الآخرون على حساب معيشته.
إنها حرب صامتة تخوضها الحكومة والمحتكرون والمستغلون ضد الشعب المقهور، حربٌ لا تُعلن إلا بارتفاع الأسعار، بانقطاع الخدمات، وبتمدد النهب والاستغلال في كل قطاع وسوق. السوريون اليوم يقفون بين المعترين، الذين يطالبون بحقوقهم، والحرمية، الذين ينهبون قوتهم ويستثمرون معاناتهم في الربح. كل يوم جديد يحمل معه المزيد من الإفقار، المزيد من الحرمان، والمزيد من الإذلال، حتى أصبحت الحياة اليومية معركة بقاء لا مفر منها.
لكن الغضب يتصاعد، والصبر له حدوده. لن يبقى السوريون صامتين أمام هذه السياسات التي تحوّل الحياة إلى كابوس مستمر. لن يسكت شعب يئن تحت وطأة الجوع والغلاء والنهب المنظم، شعبٌ يعرف أن معركته ليست بين بعضه البعض، بل مع «الحرامية» الذين اختاروا أن يحولوا الحياة اليومية إلى مسرح للفساد والنهب والربح بلا رحمة.
لقد حان وقت الغضب المدرك، ووقت المطالبة بالحقوق المسلوبة، ووقت أن يعرف الجميع أن الشعب السوري لم يُخلق ليكون لقمة سائغة لجشع القلة، بل ليعيش بكرامة وعدالة، بعيداً عن الجوع والنهب والفقر القسري الذي لا يرحم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1258