عين ترما تغرق في أزماتها... تزايد سكاني فوق بنية تحتية منهارة

عين ترما تغرق في أزماتها... تزايد سكاني فوق بنية تحتية منهارة

تعيش بلدة عين ترما في ريف دمشق أوضاعاً خدمية متردية وصلت إلى حدود لم يعد من الممكن السكوت عنها. فمع تزايد عدد السكان بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، تفاقمت الأزمات المزمنة التي تعاني منها البلدة منذ سنوات، لتتحول إلى واقع خانق فوق بنية تحتية مهترئة لم تعد قادرة على تحمّل الضغط الإضافي.

طرق محفّرة تتحول إلى مستنقعات

الشوارع الرئيسية والفرعية مليئة بالحفر والتشققات، ومع ازدياد الحركة المرورية الناتجة عن تزايد السكان، أصبحت هذه الطرق مصائد خطِرة. ومع قدوم الشتاء، ستتحول تلك الحفر إلى برك من الطين والماء، في مشهد يومي سيعرقل حياة الجميع ويضاعف معاناة الأطفال والطلاب في طريقهم إلى مدارسهم.

شبكات عاجزة وخدمات غائبة

شبكة الصرف الصحي المتهالكة لم تعد قادرة على استيعاب الكثافة السكانية المتزايدة، ما يجعل خطر انسدادها وفيضانها أقرب من أي وقت مضى.

أما الكهرباء فهي غائبة لفترات طويلة، والاتصالات تكاد تكون مقطوعة، فيما الإنترنت أشبه بترف مفقود. السؤال الذي يطرحه الأهالي هنا: كيف يمكن لبلدة يتزايد عدد سكانها بهذا الشكل أن تُترك من دون أي تعزيز أو تطوير في خدماتها الأساسية؟

القمامة والردميات... مشهد يتفاقم

تكدس القمامة بات سمة يومية، فعدد الحاويات قليل وفترات تفريغها متباعدة، ومع زيادة السكان تضاعفت كمية النفايات، لتتحول الشوارع إلى بيئة غير صحية. أضف إلى ذلك الردميات ومخلّفات البناء التي لا تزال مكدسة من دون ترحيل، وكأنها أصبحت جزءاً من الواقع المفروض على الأهالي.

بلدية بلا إمكانيات... ومسؤولون بلا مبادرة

من الواضح أن البلدية عاجزة وحدها عن مواجهة هذه الأزمات، فالإمكانيات ضعيفة والآليات محدودة، بينما الضغوط تتضاعف مع كل زيادة سكانية جديدة. لكن السؤال الأهم: أين محافظة ريف دمشق؟ أين الوزارات الخدمية المعنية؟ إلى متى يبقى العبء ملقىً على عاتق الأهالي وحدهم؟

مطالب الأهالي... حقوق لا تحتمل التأجيل

أهالي عين ترما يطالبون بحلول عاجلة تتناسب مع الزيادة السكانية الحاصلة، تبدأ بإعادة تأهيل الطرق، وصيانة شبكة الصرف الصحي، وضمان الكهرباء والاتصالات بشكل منتظم، وزيادة عدد الحاويات وتكثيف حملات النظافة، وترحيل الردميات فوراً.

هذه ليست مطالب كمالية، بل حقوق بديهية لأي مواطن، فكيف إذا كانت البلدة قد تضاعف عدد سكانها فوق بنية تحتية متهالكة أصلاً؟

ريف دمشق بأكمله في الصورة

ما يحدث في عين ترما ليس حالة فردية، بل صورة عامة تتكرر في معظم بلدات ريف دمشق القريبة والبعيدة، حيث البنية التحتية القديمة نفسها تقف عاجزة أمام تزايد سكاني سريع، والخدمات غائبة وكأن الأهالي يعيشون خارج خارطة الاهتمام.

لقد حان الوقت ليتحمل المسؤولون واجباتهم كاملة، فالصبر قد نفد والمعاناة تجاوزت الحدود، ولم يعد مقبولاً أن تبقى حياة الناس معلقة بوعود لا تُنفّذ.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1246