وعود على الورق... وخدمات على الأرض تعاني
في سورية، يبدو أن قطاع الاتصالات يعيش دائماً في عالمين متوازيين، تصريحات تفاؤلية على الورق، وواقع مؤلم على الأرض. وزير الاتصالات، عبد السلام هيكل، أعلن أخيراً أن خدمات الخليوي ستشهد «تحولاً جذرياً» مع بداية عام 2026، مع وعد «بأفضل شبكة على الإطلاق». وعود مماثلة تتكرر منذ أشهر قليلة فقط، لكن المواطن السوري لا يرى أي أثر ملموس على أرض الواقع.
ومن هنا يعلّق السوريون بسخرية شعبية: «لو بدها تشتي كانت غيمت»، في إشارة مباشرة إلى التباين بين الكلام الكبير والنتائج التي تصل إلى المستخدم النهائي.
المكالمات... لعبة الحظ
على الأرض، المكالمات الهاتفية لا تزال مغامرة يومية. الكثير من المستخدمين يشكون من انقطاع الاتصال بشكل متكرر، وإشارة ضعيفة تجعل إجراء محادثة بسيطة أمراً صعباً. حتى في المدن الكبرى، التي من المفترض أن تكون مغطاة بشبكات مستقرة، يجد المواطن نفسه يحاول إعادة الاتصال عشرات المرات قبل أن ينجح.
الإنترنت... بطء يتحول إلى كابوس
أما الإنترنت، فهو قصة أخرى من المعاناة. سرعات بطيئة جداً تجعل أي عمل على الشبكة تجربة مرهقة، سواء كان تصفحاً للويب أو متابعة محاضرات التعليم عن بعد، وحتى مشاهدة مقطع فيديو قصير تتحول إلى اختبار للصبر. ومع ارتفاع الأسعار، يشعر المواطن أنّ ما يدفعه لا يعكس أي قيمة حقيقية مقابل الخدمة المقدمة.
البنية التحتية... على هامش التطوير
أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشاكل هو تردي البنية التحتية. شبكات الجيل الثالث والرابع لم تشهد تحديثات جذرية منذ سنوات، وهو ما يؤدي إلى انقطاعات مستمرة وتأخير وصول الإنترنت حتى للمناطق المركزية. الاستثمار في تطوير الشبكات محدود، والوعود الحكومية المتكررة لم تترجم إلى أي تحسن ملموس.
وعود متكررة... والنتائج نفسها
على الرغم من تصريحات الوزير المتفائلة، الواقع اليومي للمواطن يشهد الاستمرار في المشاكل القديمة نفسها، بطء الإنترنت، ضعف الإشارة، انقطاع المكالمات، وأسعار مرتفعة. حتى الوعود بإدخال خدمات الجيل الخامس تبدو بعيدة المنال، تاركة المواطنين في دائرة انتظار طويلة، في حين تتكرر التصريحات كل عدة أشهر وكأن شيئاً لم يتغير.
الشعب يقول كلمته
بالسخرية المحببة للسوريين، يعلق المواطنون على هذه الوعود المتكررة: «لو بدها تشتي كانت غيمت». تعليق يلخص شعورهم بالفجوة بين الوعود الكبيرة والواقع اليومي الذي يعيشونه، وكأن الوعود تبقى حية على الورق وماتت على الأرض.
اختبار 2026
مع اقتراب عام 2026، يبقى السؤال: هل هذه المرة ستتحول وعود الوزير إلى حقيقة؟ أم إن قطاع الاتصالات سيستمر في كونه مجرد شعارات ووعود متكررة دون ترجمة عملية؟
الواقع يضع الوزارة أمام امتحان حقيقي، والمواطنون السوريون مستعدون للنقد والسخرية والمقارنة بين الكلام والواقع، ولن ينسوا هذا الفارق الكبير بسهولة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1246