الإنترنت، هوائي أو فضائي... لا تغيير يلمسه المواطن
تصفح الإنترنت بجودة وكفاءة عالية، والتواصل مع أي شخص دون انقطاع فيه أو تأخير، لم يعد مجرد أحلام أو تخيلات بل حاجة ملحّة للمواطنين، ومطلب أساسي في ظل التسارع الهائل في عالم التكنولوجيا والاتصالات، يتوجب عليه خطوات حقيقية وفعالة وجادة من وزارة الاتصالات المعنية بهذا الشأن لتحسين وتطوير هذا القطاع.
فمنذ سقوط سلطة النظام السابق، بدأت آمال المواطن ترسم واقعاً متخيلاً أفضل لبنية تحتية من الكوابل النحاسية القديمة بعمرها الذي تجاوز أكثر من 20 عاماً، فجعلته يكبر كل ثانية 20 عاماً من بطء السرعات والانقطاعات المتكررة، مع أدنى استفادة من الخدمة، ووضعت الجهات المعنية بنظره أو تساؤلات أزلية كأي مشكلة تواجهه في بلده وما أكثرها: ما الحل؟ فما من بدائل؟!
فهل سيكون الإنترنت الفضائي ضمن قائمة الحلول أو البدائل؟
جاء الرد...
نشرت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، التابعة لوزارة الاتصالات، خلال شهر آذار افائت بياناً رسمياً، تحذّر فيه من انتشار إعلانات وتطبيقات على الإنترنت تدّعي تقديم خدمات الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية «الانترنت الفضائي».
وأكدت أن هذه الإعلانات تندرج ضمن وسائل احتيالية تهدف إلى اختراق الحسابات الشخصية، بما في ذلك الحسابات المصرفية وسرقة بيانات المستخدمين.
كذلك أكدت أنها تواصل رصد هذه المحاولات الاحتيالية مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من آثارها، مؤكدة على عدم انجرار المستخدمين خلف الإعلانات الزائفة.
الانترنت الفضائي «ستارلينك»
هي خدمة إنترنت فضائي تقدمها شركة Space X، تهدف إلى توفير الاتصال بالإنترنت عالي السرعة، وهي تحتاج معدات مخصصة تعرف «بـستارلينك كيت» تشمل طبق استقبال ذاتي التوجيه، وجهاز توزيع للإشارة اللاسلكية ومجموعة كوابل.
سرعة عالية، لكن مقابل تكاليف مرتفعة تصل إلى نحو 1000 دولار أمريكي كتركيب مبدئي، مع اشتراك شهري يتراوح ما بين الـ 50 إلى 140 دولاراً حسب السرعة المستخدمة. كما يعد بديلاً ناجحاً وفعالاً، وخاصة للشركات ووسائل الإعلام وغيرها ممن يتطلب عملها سرعة عالية، لكن على ميزاته قد يتسبب بتشويش على الشبكات المحلية، كما أن الخدمة غير مرخصة في سورية، ويتم اعتماد طرق خاصة وغير رسمية، وأساليب ربط غير مدرجة على الموقع الرسمي «لـستارلينك» لتعمل بشكل مؤقت، قد يؤدي إلى فقدان الخدمة لاحقاً، وهذا ما أكده أحد مهندسي الاتصالات.
بديل مرخّص ولكن...
قدمت الهيئة الناظمة للاتصالات منذ أشهر خدمة الشبكة الخارجية WIFI» Outdoor»، وهي شبكة لا سلكية مستقلة عن خطوط الهاتف الأرضي، وتعد تجربة رائدة لتوفير الإنترنت في المناطق التي يصعب وصول الإنترنت إليها عبر البنية التحتية، كما أن الخدمة تعتمد حصراً على الإنترنت المقدم عبر السورية للاتصالات، وأن استخدامها لن يتوفر في المناطق المزودة بتقنية ADSL.
وعلى الرغم من أن هذه الخدمة بديل مُرخّص ولكن ما زال الأمر مشروطاً ومحصوراً كالمعتاد!!
مساءلة وتساؤلات
مُساءلة قانونية سيتعرض لها كل من يقتني أجهزة «ستارلينك». ومخالفٌ من يقوم بشراء محطة إنترنت فضائي ويوزع الإنترنت عن طريقها.
هكذا جاءت تصريحات الهيئة الناظمة للاتصالات في الأشهر الماضية، وهذا يفتح أبواباً من الأسئلة والتساؤلات!
فمثلاً ماذا عن آلاف الإعلانات، وعشرات المجموعات، التي تروج وتقدم خدمة الإنترنت الفضائي عبر منصات التواصل الاجتماعي وبأسعار متقاربة نسبياً وفي مختلف المناطق السورية، فهل هي مغيبة عن أعين وزارة الاتصالات؟!
وهل تندرج هذه الإعلانات ضمن محاولات الهيئة ومساعيها لمراقبة ورصد احتمالية الاحتيال والنصب؟
بين WIFI outdoor وستارلينك، الأولى تُقدم بأسعار عشوائية لعدم وجود تسعيرات واضحة من الوزارة، بينما الأخرى أسعارها متقاربة نسبياً بمختلف المناطق التي اخترقتها بخدماتها!
فلماذا لا تُرخص خدمة الإنترنت الفضائي من قبل الوزارة وتصبح تحت إشرافها ورقابتها، خاصة مع انتشارها كالنار في الهشيم في الكثير من المناطق، وبالتالي تضمن الحقوق وتنجلي المساءلة القانونية، ويُترك الخيار للمواطن في اعتماد الخدمة التي تناسبه؟
وهل لشركات الخليوي دور بمنع ترخيص الإنترنت الفضائي كي تُبقي على احتكارها دون منافسة، مع استمرار تراجع جودة خدماتها وزيادة أسعارها؟
أما السؤال الأهم، إلى متى سيبقى المواطن يتأرجح لتلبية احتياجاته ويدفع الثمن في كل مرة؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1230