الصناعيون في حسياء يطالبون بإعادة زراعة القطن ودعم النسيج الوطني
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الصناعات النسيجية في سورية، طالب المستثمرون في المدينة الصناعية في حسياء بجملة من الإجراءات العاجلة والضرورية، خلال اجتماع موسّع جمعهم مع مدير المدينة طلال زغيب.
وقد تنوعت المطالب، حسب صحيفة الوطن بتاريخ 18 أيار 2025، بين تأمين مستلزمات الإنتاج وتسهيل الوصول إلى الأسواق، إلا أن المطلب الأبرز كان إعادة زراعة القطن، باعتباره المادة الخام الرئيسية والمحرك الأساسي لصناعة النسيج الوطني.
الكهرباء والتمويل والاتصالات... مطالب ملحة لتحسين بيئة العمل
أكد الصناعيون أن النهوض بالصناعة النسيجية يبدأ من تأمين البيئة التشغيلية المناسبة، حيث شددوا على ضرورة:
- تأمين الفيول والكهرباء بشكل مستقر ودائم، للحد من توقف خطوط الإنتاج.
- تخفيض سعر الكهرباء الصناعي بما يخفف من الأعباء المالية على المستثمرين.
- توفير قروض صناعية بلا فوائد لتجديد وتحديث الآلات وخطوط الإنتاج.
- تحسين خدمات الاتصالات والإنترنت داخل المدينة الصناعية.
- تفعيل خدمة المواصلات بين حسياء وحمص لتسهيل تنقل العاملين.
كما دعوا إلى إعادة النظر بالضرائب والتأمينات الاجتماعية والضمان الصحي، بما يحقق التوازن بين حماية حقوق العمال وتحفيز المستثمرين على التوسع.
إعادة زراعة القطن ضرورة استراتيجية
شدّد المستثمرون على أن إحياء زراعة القطن هو حجر الأساس للنهوض الفعلي بالصناعة النسيجية، التي تعاني من ارتفاع تكلفة المواد الأولية المستوردة وتذبذب توريدها. وأشاروا إلى أن زراعة القطن كانت من العلامات الفارقة في الاقتصاد السوري منذ عقود، وأن التراجع في هذه الزراعة ألقى بظلاله على كامل السلسلة الصناعية النسيجية، من المحالج إلى معامل الغزل والنسيج.
إن إعادة زراعة القطن سيسهم في:
- توفير المادة الخام بجودة عالية.
- دعم الفلاحين وتشغيل اليد العاملة في الريف.
- تخفيف الضغط على الاستيراد من الخارج.
- إعادة تشغيل المحالج المتوقفة، وتحفيز شركات الغزل والنسيج العامة والخاصة.
القطاع العام شريك أساسي... إعادة الاعتبار لشركات الغزل والمحالج
لا يمكن الحديث عن صناعة نسيج متكاملة دون دور فعّال لشركات القطاع العام، ولا سيما:
- محالج القطن التي تقوم بفصل الألياف عن البذور وتوريدها للمصانع.
- شركات الغزل والنسيج الحكومية التي تنتج الخيوط والأقمشة اللازمة للمصانع الخاصة.
وقد دعا الصناعيون إلى إعادة تأهيل هذه المنشآت وتحديث تجهيزاتها، لتواكب متطلبات السوق، ولتلعب دورها في تأمين مدخلات إنتاج محلية بدلاً من المستوردات، ما يعزز التنافسية ويوفر العملة الصعبة.
التعليم والتدريب... ربط المعهد بالجامعة وتأمين اليد العاملة المدرّبة
من المطالب الأساسية التي طرحها المستثمرون، أيضاً، تفعيل معهد التدريب والتأهيل المهني في المدينة الصناعية، وربطه بالجامعة المزمع إنشاؤها فيها، بما يساعد في:
- تأهيل كوادر فنية وتقنية مدرّبة على الآلات الحديثة.
- ملء الفجوة في اليد العاملة الماهرة، وهي من أبرز التحديات التي تواجه المستثمرين.
رؤية الإدارة... خطوات عملية واستعداد للاستماع والمشاركة
من جانبه، أكد مدير المدينة الصناعية في حسياء طلال زغيب أن مجلس الإدارة بدأ بعقد اجتماعات أسبوعية مع الصناعيين للاستماع لمطالبهم، مشيراً إلى أن العديد من القرارات التطويرية في طريقها إلى الصدور لدعم الصناعة وتحسين بيئة الاستثمار.
ونوّه زغيب إلى أن المدينة الصناعية في حسياء تمتلك مقومات تؤهلها لمنافسة المدن الصناعية العالمية، من بنى تحتية ومساحات كافية، إلى موقع جغرافي استراتيجي. وأشار إلى مشاريع واعدة لتأمين الكهرباء محلياً، ما سيساهم في خفض تكاليف الإنتاج.
كما أكد على أهمية إنتاج السلع بجودة عالية استعداداً للمرحلة المقبلة، ولا سيما مع رفع العقوبات وعودة اهتمام الشركات الأجنبية بالاستثمار في سورية.
تكامل الزراعة والصناعة أساس النهوض بالاقتصاد الوطني
أجمع المستثمرون المشاركون على أن إعادة زراعة القطن وإحياء شركات النسيج العامة لا يصب في مصلحة الصناعيين فقط، بل هو قرار اقتصادي وطني بامتياز.
فهو يدعم الزراعة، ويوفر فرص عمل، ويقوي الصناعة، ويحسن الميزان التجاري، ويعزز من مكانة المنتج السوري في الأسواق المحلية والدولية.
الرسالة كانت واضحة: النهوض يبدأ من الأرض، ومن دعم سلسلة الإنتاج من المزرعة إلى السوق.
وإذا توافرت الإرادة والدعم الحكومي، فإن قطاع النسيج السوري قادر على استعادة مجده، والمساهمة في بناء اقتصاد متوازن ومستدام.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1228