مشكلة تراكم القمامة في دمشق... خطر يهدد الصحة العامة والبيئة
تعد مشكلة تراكم القمامة وعدم ترحيلها بانتظام من أبرز المشكلات البيئية التي تعاني منها العاصمة دمشق، حيث تتفاقم هذه الظاهرة بشكل خاص في أحياء الفقر بمحيط دمشق، وبداخلها مثل ركن الدين والشيخ محيي الدين، وخصوصاً في الجادات المرتفعة التي تعاني من ضعف في خدمات الترحيل الدوري.
يؤدي هذا الوضع إلى تكدّس النفايات في الأزقة والطرقات، مما يسبب أضراراً جسيمة على الصحة العامة، إلى جانب تأثيره السلبي على حركة المرور في الحارات الضيقة.
الأسباب وراء تفاقم المشكلة
تعود مشكلة تراكم القمامة إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها:
ضعف البنية التحتية للخدمات البلدية، فهذه المناطق تعاني من نقص في عدد الشاحنات والعمال المخصصين لنقل القمامة، مما يؤدي إلى تباعد الفترات بين عمليات الترحيل.
الاكتظاظ السكاني، فالازدحام السكاني الكبير يشكل في هذه الأحياء ضغطاً إضافياً على الخدمات البلدية، حيث يزداد إنتاج النفايات بمعدلات تفوق قدرة الترحيل.
نقص الإمكانيات المالية والإدارية، حيث تواجه الجهات المسؤولة تحديات مالية وإدارية تحد من قدرتها على تنفيذ خطط فعالة للتخلص من القمامة.
الآثار الصحية والبيئية لتراكم القمامة
ينطوي تراكم القمامة في الأحياء السكنية على مخاطر صحية وبيئية خطرة، منها:
انتشار الأمراض، حيث تؤدي القمامة المتراكمة إلى انتشار الحشرات والقوارض التي تنقل الأمراض المعدية مثل التيفوئيد والكوليرا، بالإضافة إلى تفشي الروائح الكريهة التي تضر بالصحة العامة.
تلوث الهواء والتربة، فالنفايات العضوية تتحلل وتنتج غازات سامة مثل الميثان، مما يسهم في تلوث الهواء، كما تؤثر المخلفات البلاستيكية والمعدنية على جودة التربة.
تشويه المنظر الحضري، فتكدس القمامة يشوه صورة المدينة ويعكس ضعف الخدمات العامة، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة اليومية.
تأثير القمامة على حركة المرور
إلى جانب تأثيرها البيئي والصحي، تعيق النفايات المتراكمة حركة المرور في الأزقة الضيقة، حيث تؤدي إلى:
إغلاق بعض الممرات الحيوية، حيث تتكدس القمامة في بعض الأزقة والشوارع الفرعية إلى درجة تجعلها غير سالكة للمشاة والسيارات.
زيادة حوادث السير، حيث يضطر السائقون إلى المناورة بين أكوام النفايات، مما يزيد من خطر وقوع الحوادث.
إعاقة حركة فرق الطوارئ، فأكوام القمامة تعيق مرور سيارات الإسعاف والإطفاء، مما قد يؤدي إلى تفاقم الكوارث في حالات الطوارئ.
الحلول المقترحة
لمعالجة هذه المشكلة، يمكن اتخاذ عدة إجراءات، منها:
تعزيز دور البلديات، وزيادة عدد الشاحنات والعمال المخصصين لجمع القمامة، بالإضافة إلى تحسين جداول الترحيل لتكون أكثر انتظاماً.
تعزيز الوعي البيئي من خلال إطلاق حملات توعية للسكان حول أهمية التخلص السليم من القمامة والالتزام بأوقات الترحيل.
تطبيق العقوبات على المخالفين وفرض غرامات على من يقومون برمي القمامة في غير الأماكن المخصصة لها.
تشجيع إعادة التدوير، بوضع حاويات مخصصة لفرز النفايات وتفعيل برامج إعادة التدوير.
المطلوب حلول مستدامة ومعممة
تعتبر مشكلة تراكم القمامة، في دمشق عامة وفي مناطق الفقر والحارات المرتفعة خاصة، قضية ملحّة تتطلب تعاوناً جاداً بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لإيجاد حلول مستدامة تضمن بيئة نظيفة وصحية للجميع.
ودمشق بهذا الصدد ليست استثناءً، فواقعها ينطبق على بقية المحافظات، وربما بشكل أسوأ، على ذلك فإن المطلوب حلول مستدامة ومعممة على مستوى جميع المحافظات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1221