منع طلاب الدراسات العليا من إعطاء الدروس الخاصة
أصدرت عمادة كلية الآداب بجامعة دمشق قراراً يمنع طلاب الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) من إعطاء دروس خاصة لمواد الكلية، أو التعامل مع مؤسسات تعليمية خاصة (مثل المكتبات والمعاهد) تحت طائلة المساءلة القانونية، وقد يصل الأمر إلى الفصل من الدراسات العليا.
هذا القرار أثار جدلاً واسعاً بين الطلاب والأكاديميين، حيث يرى البعض أنه ضروري لضبط العملية التعليمية، بينما يعتبره آخرون تقييداً لفرص الطلاب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
إيجابيات مفترضة
بالنظرة الإيجابية يبدو أن القرار يهدف إلى ما يلي:
ضبط جودة التعليم من خلال الحفاظ على مستوى أكاديمي موحد، ومنع التدريس غير المنهجي الذي قد يؤدي إلى تشويه المعلومة أو تقديم محتوى غير دقيق.
الحد من الاستغلال المادي، فانتشار الدروس الخاصة قد يؤدي إلى استغلال الطلاب مالياً، حيث تصبح بعض المواد محتكرة لدى فئة معينة من طلاب الدراسات العليا الذين يفرضون أسعاراً مرتفعة مقابل تدريسها.
حماية الطلاب من الاعتماد على الدروس الخاصة، فبعض الطلاب قد يعتمدون بشكل كامل على الدروس المدفوعة بدلاً من حضور المحاضرات الرسمية، مما قد يؤثر سلباً على تحصيلهم العلمي وجودة التعليم الجامعي.
تشجيع حضور المحاضرات الرسميةـ فبغياب الدروس الخاصة، يصبح الطلاب أكثر التزاماً بحضور المحاضرات الرسمية والتفاعل مع الأساتذة الجامعيين، مما يعزز الفهم العميق للمواد العلمية.
تقليل تدخل جهات غير أكاديمية في التعليم، فمنع التعامل مع المكتبات والمعاهد يقلل من احتمال استغلال التعليم كخدمة تجارية، ويضمن أن تبقى العملية التعليمية ضمن الأطر الأكاديمية الرسمية.
سلبيات متوقعة
للقرار سلبيات لا يمكن إغفالها، ومنها:
الضغط المالي على طلاب الدراسات العليا، فالعديد من طلاب الماجستير والدكتوراه يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، وكان التدريس الخاص وسيلة لتخفيف الأعباء المادية عنهم وعن أسرهم، ومنع هذه الفرصة سيزيد من معاناتهم، خاصة في ظل نقص فرص العمل، والوضع المعيشي الصعب.
حرمان الطلاب من مصادر تعليم إضافية، فبعض الطلاب يجدون صعوبة في استيعاب المواد خلال المحاضرات الرسمية، والدروس الخاصة كانت توفر لهم شرحاً مبسطاً وسهولة أكبر في الفهم.
عدم توفير بدائل رسمية للدعم الأكاديمي، فإذا كانت الجامعة ستمنع الدروس الخاصة، فعليها أن توفر بدائل مثل منصات تعليمية رسمية، أو دروس تقوية مجانية يشرف عليها الأساتذة لمساعدة الطلاب المحتاجين.
إمكانية التحايل على القرار، فهو قد لا يؤدي إلى إنهاء الدروس الخاصة، بل إلى تحولها للعمل السري، مما قد يجعلها أكثر تكلفة وأقل جودة، مع صعوبة مراقبة المحتوى الذي يتم تدريسه.
التأثير السلبي على البحث العلمي، فطلاب الدراسات العليا هم نخبة فكرية، ويحتاجون إلى بيئة مشجعة لممارسة التدريس كجزء من خبرتهم الأكاديمية، ومنعهم من التدريس قد يؤثر سلباً على تطورهم الأكاديمي والمهني.
حلول مقترحة
بدلاً من المنع التام، يمكن اتخاذ إجراءات أكثر توازناً، مثل:
إنشاء منصة تعليمية رسمية توفر محاضرات مسجلة ودروس تقوية مجانية يشرف عليها أساتذة ومُعيدون.
السماح لطلاب الدراسات العليا بتقديم دروس ضمن إطار الجامعة وتحت إشراف رسمي.
تقديم دعم مادي لطلاب الدراسات العليا لمساعدتهم في مواجهة الضغوط المالية والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
ضبط جودة التعليم ودعم الطلاب
قرار منع الدروس الخاصة قد يكون له بعض الفوائد، لكنه يحمل أيضاً تبعات سلبية تستدعي التفكير في حلول بديلة أكثر إنصافاً، تضمن جودة التعليم دون أن تُثقل كاهل الطلاب.
وبهذا الصدد ربما ينبغي أن تسعى الجامعات كمؤسسات أكاديمية إلى تحقيق توازن بين ضبط جودة التعليم ودعم طلابها، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1219