الاعتداء على الكادر الطبي... مخاطر الظاهرة ونتائجها السلبية!
تزايدت في الفترة الأخيرة حالات الاعتداء على الكوادر الطبية في المشافي، حيث يتعرض الأطباء والممرضون للضرب والإهانة من قبل بعض ذوي المرضى، وذلك في ظل غياب إجراءات صارمة لحمايتهم.
هذه الظاهرة تنعكس سلباً على القطاع الصحي، وتخلق بيئة غير آمنة للعاملين فيه، مما يستدعي تسليط الضوء على أسبابها وتداعياتها السلبية.
أسباب تفشي الظاهرة
هناك العديد من الأسباب المتشابكة لتفشي هذه الظاهرة، منها:
غياب الأمن في المنشآت الطبية، حيث تعاني المستشفيات من ضعف الإجراءات الأمنية وعدم وجود آليات لحماية الطواقم الطبية عند حدوث اعتداءات.
تدهور الوضع الصحي وتزايد الضغط النفسي، فالنقص في الموارد الطبية، ونقص المستلزمات الطبية والأدوية، بالتوازي مع زيادة الازدحام في المشافي يؤدي إلى شعور ذوي المرضى بالإحباط، مما يدفع بعضهم إلى ردود فعل عنيفة.
ضعف القوانين الرادعة، فعدم وجود عقوبات صارمة أو التساهل بتطبيق القانون بفاعلية، يشجع على تكرار الاعتداءات.
نقص التوعية المجتمعية، فبعض الأفراد يجهلون دور الكادر الطبي، ويحمّلونه مسؤولية فشل العلاج، أو تدهور حالة المريض.
التداعيات السلبية لاستمرار الاعتداءات
يمكن إيراد الكثير من السلبيات بحال استمرار هذه الظاهرة السلبية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
مزيد من التدهور في جودة الخدمات الطبية، فعندما يشعر الكادر الطبي بعدم الأمان، فإن ذلك سينعكس سلباً على أدائهم المهني ويقلل من جودة الرعاية الصحية.
تزايد هجرة الأطباء والكفاءات، فالخوف من التعرض للعنف يدفع العديد من الأطباء إلى هجرة العمل في القطاع الصحي العام، أو مغادرة البلاد بحثاً عن بيئة عمل أكثر أماناً.
تفاقم نقص الكوادر الطبية، فعزوف الأطباء عن العمل في المستشفيات التي تشهد اعتداءات متكررة سيؤدي إلى نقص عدد الكادر الطبي فيها، مما يزيد الضغط على البقية الموجودين ويؤثر على الخدمات الصحية.
خلق بيئة عمل غير مستقرة، فانتشار العنف يتسبب في زرع الخوف والتوتر بين العاملين في المجال الطبي، مما يجعلهم أقل قدرة على التركيز في أداء مهامهم.
تشوه وتفكك العلاقة بين المرضى والطواقم الطبية، فعندما تتحول المشافي إلى ساحات للعنف، ستتراجع ثقة المرضى بالأطباء والعكس صحيح، مما يضعف ويشوه التواصل ويؤثر سلباً على العلاج.
المطلوب لمواجهة الظاهرة
لا يمكن اختصار المطلوب بالتعهد بوضع مخفر في مشفى واحد، كما ورد من أنباء على ضوء تفشي الظاهرة، والحديث الرسمي عن إعادة مخفر مشفى دمشق الوطني فقط، حيث يمكن اختصار المطلوب العاجل بما يلي:
تعزيز الحماية الأمنية في كل المشافي العامة، وضرورة تعيين عناصر أمن مدربين داخلها لمنع الاعتداءات والتدخل عند حدوث أي شغب.
تشديد العقوبات وفرض قوانين صارمة بحق المعتدين، بما يضمن ردع أي محاولات اعتداء مستقبلية.
رفع مستوى التوعية المجتمعية من خلال تنظيم حملات لهذه الغاية، وخاصة حول أهمية احترام الكادر الطبي ودوره الحيوي في إنقاذ الأرواح.
تعزيز ثقافة الحوار، وتشجيع ذوي المرضى على تقديم شكاوى رسمية بدلاً من اللجوء إلى العنف عند الشعور بالتقصير الطبي.
تحسين ظروف العمل، من خلال توفير بيئة عمل مناسبة للأطباء والممرضين، بما في ذلك تقليل ضغط العمل وتحسين الإمكانيات الطبية.
خلاصة القول
لا يمكن تحقيق نظام صحي متكامل دون توفير بيئة آمنة للطواقم الطبية، فاستمرار الاعتداءات على الأطباء والممرضين سيؤدي إلى تدهور مستوى الرعاية الصحية في المشافي العامة.
على ذلك، يجب على الجهات المعنية التدخل بحزم، ووضع حد لهذه الظاهرة السلبية من خلال سنّ قوانين أكثر صرامة وتعزيز الحماية داخل المستشفيات، إضافة إلى نشر الوعي بين المواطنين حول ضرورة احترام الكوادر الطبية ودورها في خدمة المجتمع.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1213