أسواق الشام... يا عيني... بس لسا شم ولا تدوق!
يا عيني عالشام وأهلها وأسواقها... بعد ما سقطت سلطة النظام وصارت السوق مفتوحة، صار الوضع كأنه فيلم ما إلك فيه غير دور المتفرج...!
الأسواق مليانة بكل أنواع السلع والبضايع... بس الأسعار نار بتلسع الجيبة قبل ما تمد إيدك عليها!
الوضع بالأسواق اليوم صار متل بازار مفتوح... كل شي ممكن تتخيّله متوفر... من المحلّي اللي ريحته بتذكرك بتراب البلد... للأجنبي!
الحمدلله صار عنا سوق «محرّر...» يعني أي حدا معه شوية دولارات صار يتاجر باللي بده ياه... والبضايع المستوردة والمهربة صارت تدخل البلد من كل حدب وصوب...
بتلاقي الماركات الأجنبية اللي كنا نحلم فيها زمان صارت واقفة عالرفوف جنب البضاعة المحلية اللي عم تصارع لتعيش...!
المشكلة إنه هالسوق المفتوح ما فتح الخير عالناس... فتح المصايب عالجيوب الفاضية!
الناس عم تشوف كل شي متوفر... بتفوت على السوبرماركت بتلاقي الرفوف مليانة بكل النكهات والمواصفات... المعلبات الأجنبية والشوكولاتة السويسرية والكهربائيات الصينية... وحتى الأواعي اللي كنا نشوفها بالمحلات... وكأنك في رحلة سياحية بس وأنت واقف بمكانك... الألوان، التغليف، حتى طريقة العرض، كلها بتصرخ «اشتري اشتري...» بس يا حسرة ما فيك تمد إيدك على شي...
المشكلة إنه كل هالشي عبارة عن «شوف ولا تلمس...» الجيبة فاضية والراتب ما بيكفي... وبتصير تتفرج على المعروضات وكأنك بمتحف... وكل اللي ببالك «شم ولا تدوق...» بتشتري الأساسيات، والباقي بتقنع حالك إنه «مش ضروري...» لأن الأسعار بالمريخ... والراتب بيطردك من باب السوق...!
صار الواحد إذا دخل محل بس بيسأل عن السعر وبيطلع وهو يضحك من القهر!
بآخر النهار، الوضع ما تغيّر كثير بالنسبة للناس البسيطة والمعترة... صحيح صار في حرية بالسوق والبضائع بكل الأنواع... بس القدرة الشرائية راحت عالجحيم...
صارت الناس تتفرج على الأكل والشرب واللبس كأنه فيلم وثائقي... وأنت بس بتقول «لو معي، كان اشتريت»!
النتيجة انو أسواق الشام... بعد التحرير والتحرر وسقوط اللي سقطوا... حلوة ومليانة وبتفتح الشهية... بس لسا الوضع ع حالو... شم ولا تدوق...!!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1208