تفشي الرشوة والتغطية ع الفساد الكبير
بيقولوا إنو بالعادة بتزيد «الرشوة» بالمجتمعات يلي بتعاني من أزمات اقتصادية- خانقة.. باعتبارها أحد أوجه تفشي الفساد الكبير والصغير كنتيجة طبيعية لهي الأزمات...
فكيف وقت بتكون الأزمات أكبر من كبيرة.. و«الخرجية» اللي بياخدها الموظف تحت مسمى «راتب» ما عم تكفي يومين تلاتة؟!
فبازدياد الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة يلي عم يواجهها المواطن السوري اليوم.. صار مضطر يلجأ لوسائل كتيرة حتى يقدر يسد ولو جزء صغير من احتياجاتو اليومية.. ولو كان بالحد الأقل من الأدنى.... بس عم يسعى... إن كان عن طريق الوظيفة التانية والتالتة من دون مبالغة.. وبالنهاية ما عم يطلع بنتيجة إلا سد فجوة وحدة من الفجوات المفتوحة بوجهو...
هيييييييك لحتى الغالبية من هل المواطنين.. وخصوصاً الموظفين وأصحاب الدخل المهدود حيلو.. رفعوا الراية البيضا وأعلنوا استسلامن تجاه الإجراءات والممارسات يلي صارت تنحط عقبة بمواجهتهم وأمام لقمة عيشن...
خصوصاً إنو أية حركة أو تنفس بيعملها المواطن اليوم كرمال يعيش.. بعد ما انجبر بسبب هل الأزمات المفتعلة- الخانقة- انو يلجأ لأي وسيلة ليقدر ياكل ويشرب.. بعيداً عن مقومات الرفاهية طبعاً- وصار فوقها محاسب على التذمر قانونياً بغرامة مالية كبيرة مع حبس إذا كتب شي بوست فضفضة عن شي مصيبة من المصايب اللي عم يعيشها أو الذل اللي عم ينذلو كل يوم.. لحتى يتربى هو وغيرو إنو يقبلوا الوضع الراهن من تم ساكت.. ويكتر خيرن تاركين المواطن يتنفس من دون ما يحاسبوه...!!
ويلي عم يصير هالأيام.. وع عينك يا تاجر.. ورجانا كيف جوع العالم ما خلا أي شي يأثر عليها أو يخوفها... لك وصار البعض يدعس ع كرامتو كرمال يخفف الجوع عن أهل بيتو.. ووصلنا لانتشار الفساد ع العلن من البعض ومن دون ما الخوف يردع عن ممارسة «الرشوة العيانية»...
هالممارسة «اللا أخلاقية وغير المبررة» طبعاً.. يلي بعض الموظفين عم يمارسوها.. صارو عم يمارسوها من دون خوف ولا خجل.. لك وإذا بدكن بعين هالقد قدها...
فكل معاملة إلها حسابها ومبلغها.. حسب أهميتها ودرجة اضطرار المواطن لإنجازها.. وطبعاً مع محاصصة.. بين فوق وتحت وع جنب.. من الصغير للكبير.. وحسب نوع المعاملة متل ما قلنا..
والمحظوظ من المواطنين يلي بتمشي معاملتو من دون «الرشوة»... لهيك ما في معاملة بتمشي من دون برطلة وإكرامية... إلا ما ندر!!
ومشان ما نعمم طبعاً فينا نقول إنو المعاملات اللي بتصير بكوات النافذة الواحدة مستثناة من هيك ممارسات غالباً.. ومو كل الموظفين بالخدمات الخاصة بالمواطنين بينطبق عليهم هالحكي.. بس كل ما عدا ذلك من خدمات بيضطر إلها المواطن هي بوابة وفرصة لاستغلال حاجتو..
ع هالمنوال فينا نقول برياحة إنو الحكومة نفسها هي اللي عم تدفش الموظفين لاتباع أساليب اللف والدوران ع المواطن وخدماتو.. لأنها بتعرف تمام المعرفة إنو الراتب ما بيكفي إلا مصروف كم يوم مو أكتر..
وأكتر من هيك فينا نقول إنو تعميم هالنوع من الفساد الصغير والسكوت عليه عم يصير مشان التغطية ع الفساد الأكبر من كبير بالبلد.. وهيك القصة بكل بساطة..
لك يلي وصلونا إلو كفر بكل معنى الكلمة.... مو بس كفر... عم يدفش البعض ليتخلوا عن مبادئهم ويدعسوا ع كرامتهم غصب عنهم....
فشايفين قديش الفساد متغلغل ومعشش بالبلد وبالرعاية الرسمية؟؟
وشايفين كيف سمحوا للناس تعمل ببعضها.. ليتفششو الصغار ببعض وينسوا الكبار؟؟
فالأكيد إنو صار لازم اليوم قبل بكرا تنحط النقط ع الحروف.. ويتم قلع شروش الفساد الكبير المتغلغل بالبلد حتى يتم إنهاء شرعنة الفساد الصغير أو «الرشوة- البرطيل- الإكرامية» شو ما بدكم سموها.. مشان ترجع الناس لمبادئها وقيمها وأخلاقها.. والأهم ترجع ثقتها ببعضها وبالبلد..
وأول خطوة بهاد الطريق هي تغيير كل شي.. يعني مو بس إنو تصير الرواتب كافية.. لأ ما بيكفي.. كل شي سيئ بالبلد لازم يتغير من ساسها لراسها..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1106