التك توك سيغزو شوارع العاصمة قريباً!
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

التك توك سيغزو شوارع العاصمة قريباً!

الحديث عن الترخيص لعمل «التك توك» في دمشق لم يعد عبارة عن تكهنات فقط، فقد أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق عمار غانم أن «التك توك» مشروع لايزال قيد الدراسة.

فهل هذا المشروع، بحال الترخيص له، سيؤمن ضرورة موضوعية في دمشق كوسيلة نقل، أم عبارة عن فرصة لتحقيق الأرباح في جيب أحد المحظيين من المستوردين؟

تفصيلات

بحسب أحد المواقع الإعلامية المحلية عن لسان عضو المكتب التنفيذي، أن: «ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تبني أحد التجار هذا المشروع وإدخاله إلى البلد واستخدامه كوسيلة نقل ليس إشاعة إنما لايزال المشروع ضمن إطار الكلام ولم ينفَّذ منه شيء بعد، مضيفاً: نحن بانتظار وصول التك توك إلى دمشق لتتم تجربتها؛ وفي حال نالت الرضا والقبول سيتم الترخيص لها وتخصيصها لأماكن معينة كحارات الشام القديمة لأن هدفنا الأساسي المحافظة على التراث من أي تلوث بيئي أو غازات ومنع أية آلية بالدخول إلى هذه الأماكن، وأن التك توك صممت لتعمل ضمن الحارات الضيقة فقط وليس في الشوارع الرئيسية لمدينة دمشق».
ولفت إلى أن: «هذه الآلية يمكن أن تعمل إما على الكهرباء أو على الطاقة الشمسية وهي صديقه للبيئة».
وختم عضو المكتب التنفيذي بالقول: «مع بداية العام الجديد ستتوضح كل هذه الأمور».

الذرائع المستكملة

حديث عضو المكتب التنفيذي أعلاه مستكمل ناحية المبررات والذرائع، فالتك توك وسيلة نقل، ويعمل على الطاقة المتجددة، وبالتالي صديق للبيئة، وخاصة في أزقة وحارات دمشق القديمة الضيقة، وسوف يتم اختباره مع بداية العام.
ما يعني أن التك توك قد وصلت منه نماذج الاختبارات فعلاً، ولم يبق إلا استكمال إجراءات الترخيص من قبل المحافظة ليغزو هذا الوافد الجديد شوارع العاصمة!

ماذا عن «الباكسي»؟!

تجدر الإشارة إلى أنه سبق لمحافظة دمشق أن رخصت لوسيلة نقل خاصة بشوارع وأحياء دمشق القديمة، باسم «باكسي»، وهي عبارة عن دراجة بثلاث عجلات، مزودة بمقعد خلفي مع مظلة، بنفس المبررات والذرائع أعلاه، وهي لا تختلف عن التك توك كمشروع جديد إلا ببعض المواصفات الفنية، اللهم ربما باستثناء المحظي من استيراد هذه أو تلك من وسائل النقل!
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو مصير «الباكسي» والعاملين عليها بعد الترخيص للتيك توك؟!
وبهذا الصدد نستعيد الذاكرة بكيفية منح التراخيص للسرافيس والميني فان، كوسائل نقل تم اعتمادها سابقاً على حساب الاكتظاظ في الشوارع، ومع ذلك لم تحل مشكلة النقل والمواصلات، فالحلول الترقيعية لمشكلة النقل والمواصلات من خلال الوسائل المتخلفة تزيد المشاكل ولا تحلها!
فحل أزمة النقل وفقاً لهذا السياق المتخلف تتم من خلال خلق المزيد من أزمات المرور واختناقاتها، ناهيك عن مشكلات الشوارع نفسها (الحفر- التزفيت- المطبات..).

المحظي من الصفقة

بعيداً عن المبررات والذرائع المساقة من قبل محافظة دمشق، فمما لا شك فيه أن هناك مستورداً محظياً لوسيلة النقل الجديدة المسماة تك توك، وسوف يجني الأرباح من بيع هذه الوسيلة بعد الحصول على التراخيص اللازمة لذلك، ومن غير المستبعد أن يتم التغاضي عن خطوط سير هذه الوسيلة خارج شوارع وأحياء دمشق القديمة، ولو مؤقتاً، بغاية بيع أعداد إضافية من هذه الوسيلة، وبما يحقق المزيد من الأرباح للمستورد المحظي، أما بعد ذلك على مستوى الازدحام في شوارع دمشق القديمة، أو في الشوارع العامة الأخرى، فهو غير مهم بالنسبة للمحافظة!
فهل ستصبح شوارع العاصمة مستقبلاً شبيهة بشوارع مصر أو الهند، حيث اكتظاظ التك توك في الشوارع والحارات وعلى الأرصفة، لدرجة عدم التمكن من السير على الأقدام فيها؟
لا غرابة في ذلك طبعاً، طالما أن الغايات الربحية لها الأولوية، سواء في حسابات المحافظة، أو في حسابات أصحاب الأرباح من المحظيين!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1103
آخر تعديل على الثلاثاء, 03 كانون2/يناير 2023 16:49