الصرافات العقارية خارج الخدمة والتغطية..

الصرافات العقارية خارج الخدمة والتغطية..

نتيجة الشكاوى المتعددة لقاسيون، وفي جولة على مختلف الصرافات التابعة للمصرف العقاري السوري، ورغم قلتها وعدم كفايتها في دمشق، وندرتها في المحافظات الأخرى، فإن هناك مشاكل كبيرة يتعرض لها العاملون في الدولة والمتقاعدون ممن جرى توطين رواتبهم في المصرف العقاري، وذلك أثناء قبض رواتبهم!

فعلى الرغم من توزيع الزمن الشهري في قبض الرواتب، حيث تنزل رواتب المتقاعدين العسكريين في العاشر من كل شهر، والمتقاعدين المدنيين التابعين لمؤسسة التأمينات الاجتماعية في 15 من كل شهر، والتابعين للتأمين والمعاشات في العشرين منه، وبقية العاملين والقائمين على رأس عملهم، اعتباراً من الـ 25 من كل شهر، وذلك لتخفيف الازدحام على الصرافات، إلا أن معاناة المواطنين تزداد يوماً بعد يوم، لأسباب متعددة، ومنها:
غالبية الصرافات تكون خارج الخدمة، وإن كانت في الخدمة فهي خالية من النقود، ولا يجري تغذيتها بشكل مستمر، مما يدفع المواطن للقيام في جولة على عدد منها، وفي مناطق مختلفة، لعله يجد أحدها عاملاً وفيه نقود، كي يسحب راتبه الذي هو في الأصل لا يكفيه إلا لمدة أيام أقل من أصابع اليد الواحدة، وهذا مرهقٌ جداً، وخاصة للمتقاعدين، لأن غالبيتهم من كبار السن، ويعانون سلفاً من أمراض المهن وكبر السن. وعلى سبيل المثال: في مركز المصرف العقاري في دمشق في ساحة يوسف العظمة، والذي يحوي حوالي 20 صرافاً آلياً، كان أكثر من نصفها خارج الخدمة، وبعضها كانت تتم تغذيتها بالنقود في يوم نزول رواتب المتقاعدين المدنيين، بينما كان يمكن تغذيتها قبل يوم على الأقل لتكون جاهزة في يوم نزول الرواتب، وهذه لا تحتاج إلى جهود كبيرة، وإنما إلى تغيير آلية التغذية وتوقيتها.
صرافات المصرف العقاري، نادراً ما تجد فيها أوراق تبين الرصيد، إذا أراد صاحب الاستحقاق الاستعلام، ولا تعطي نتيجة الاستعلام إلكترونياً، بخلاف صرافات المصرف التجاري التي يمكن الاستعلام عن الرصيد إلكترونياً على شاشة الصراف دون الحاجة للأوراق.
صرافات العقاري لا يمكنك أن تسحب منها إلا نقوداً من فئة 5000 آلاف ليرة، وبالتالي، يبقى في الصراف كل ما هو أقل من هذا المبلغ، وهذا لا شك يشكل للمواطن عجزاً، وخاصة كما نوهنا أن الراتب ككل لا يكفي إلا أياماً أقل من أصابع اليد الواحدة.
صرافات العقاري تسمح للمواطنين الذين لديهم حسابات في مصرف التوفير بالسحب سواء رواتبهم أو من أرصدتهم، لكن في كل مرة لا يمكن سحب أكثر من 10 آلاف ليرة، وهذا يشكل عبئاً وإرهاقاً وعرقلة للبقية، فمن يريد سحب راتبه، وهو مئة ألف ليرة مثلاً، عليه أن يدخل البطاقة عشر مرات، وتصوروا كم من الزمن يستهلك ذلك، وما يثيره من استياء ومعاناة، وخاصة لكبار السن. وهذه ربما يمكن حلها بسهولة من خلال برمجة الصرافات.
صرافات المصرف العقاري، وكل الصرافات الأخرى، تعاني من الانقطاع المستمر والمفاجئ للكهرباء والشبكة والضغط عليها نتيجة الازدحام مما يبطئ عملية السحب وتستهلك زمناً أطول، مما يؤدي إلى ازدياد الازدحام، بالإضافة أن الانقطاع المفاجئ للكهرباء يؤدي إلى ابتلاع البطاقة في بعض الاحيان، وعلى المواطن الانتظار حتى تعود الكهرباء، وإن عادت ربما لن تخرج البطاقة، مما يضطر المواطن لتقديم طلب استعادتها، وهذا يستغرق أياماً.
وأخيراً، رغم الشكاوى العديدة والمتكررة للمواطنين للمصرف العقاري، ورغم المطالبة المستمرة بزيادة عدد الصرافات وتغذيتها باستمرار بالنقود لتسهيل الأمور على المواطنين، إلا أن ذلك لا يجد آذاناً صاغية لدى إدارة المصرف العقاري ولا وزارة المالية!
أوجه المعاناة أعلاه خاصة بالمواطنين في العاصمة دمشق، أما في بقية المحافظات فهي تزداد وتتضاعف مع كل شهر.. كدير الزور مثلاً حيث يوجد صرافان فقط لعشرات الآلاف من العاملين والمتقاعدين..
والمواطن المسكين لا حول له ولا قوّة!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1098