فشة خلق من داخل مخيم اليرموك

فشة خلق من داخل مخيم اليرموك

لا تزال مخلفات الحرب والمعارك في سورية موجودة، وتبعاتها واضحة أياً كانت، سواء على أرض الواقع من آثار دمار وغيره، أو تبعات اقتصادية، كالفقر المنتشر والمتزايد، وتعزيز طبقة الناهبين، وثراء قلة قليلة ممن استفادوا من هذه الحرب والأزمة، وما زالوا!

اليوم كانت جولتنا في منطقة مخيم اليرموك، التي تعد من المناطق المدمرة جزئياً بنسبة كبيرة.
فقد تم السماح بعودة الأهالي إلى المنطقة منذ ما يقارب السنة بعد طول انتظار، ولكن الغريب بالأمر هو بقاء هذه المنطقة على مخلفات الدمار وبقاياه، وعدم فعل شيء لمحاولة إعادتها للحياة كما يجب!
فعلى سبيل المثال ما زالت مجموعات السرقة وشبكاتها، والتي تسمى بين الأهالي بالعفيشة، تمارس أعمالها على أتم وجه لتعفيش ما تبقى من ممتلكات قابلة للبيع، من حديد وبلاط ورخام وأدوات كهربائية وغيرها الكثير، فالمنطقة ما زالت حكراً لنهبهم وسرقاتهم، وليس للأهالي أي حق بالتكلم معهم، عدا عن تشكيلهم خطراً على الأهالي بحال الاحتكاك معهم، وكل ذلك ليس بخفي عن مسؤولي المنطقة الأمنيين والرسميين، فهذه الظاهرة تبدو طبيعية جداً، وكيف لا فمردودها المادي كبير، ويصب في جيوب البعض بالنتيجة!
ومن جملة التعقيدات الإضافية التي تواجه الأهالي هي أن كل من يدخل ويخرج من الحي فلا بد من وجود البطاقة الأمنية الخاصة به لذلك، والمفارقة بهذا الصدد ضمن الضرورات والاعتبارات الأمنية أن ذلك ينطبق على الأهالي دوناً عن شبكات التعفيش على ما يبدو!
بالانتقال إلى داخل الحي تتضح لنا المشكلات التي يعاني منها الأهالي أكثر، وأبرزها مشكلة الكهرباء، فلا يوجد بوادر باتجاه حل هذه المشكلة على ما يبدو وبشكل نهائي حتى الآن، وكأنها من طبيعة الأشياء، أو كأنه لا مصلحة للجهات المعنية بأمر الحل!
فالأهالي باتوا يلجؤون إلى الحلول الفردية من تمديد كابلات الكهرباء وتأمينها لبيوتهم من أقرب عامود كهرباء، حتى من خارج الحي، دون الرجوع لأحد!
قد يعتبر هذا الحل مرضياً مؤقتاً للأهالي، برغم تكلفته المرتفعة ومخاطره، ولكن هل ستعود الحياة بهذه الطريقة للمنطقة عبر هذا الحل العشوائي وغير المنظم، وهل سيكون هؤلاء مضطرين لاعتباره حلاً دائماً مع استمرار مخاطره؟؟
تتمة للحديث لا يجب إغفال المشكلات المتعلقة بالمواصلات، فمن الملاحظ عدم وجود وسيلة نقل واحدة تخدم الحي، خاصة مع تزايد العائدين إليه والمقيمين فيه!
فهذا العدد الكبير من السكان، والذي تزايد خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن خلال سؤال الأهالي، فقد عبر الكثير منهم عن امتعاضهم واستيائهم من عدم توفير وسائل مواصلات لداخل الحي حتى الآن، وخاصة لخوفهم بالدرجة الأولى على الأطفال وذلك لاضطرارهم للذهاب إلى المدارس سيراً على الاقدام، وما يزيد الأمر سوءاً هو استمرار بعض مخلفات الردميات في الشوارع الرئيسية والفرعية!
ما ذكر من مشاكل أعلاه يعتبر غيضاً من فيض مما هو موجود من منغصات على أرض الواقع، وخاصة الوضع المادي السيئ والمتردي الذي تعاني منه الغالبية المفقرة، وأهالي الحي جزء منها.
فهؤلاء وقد اختاروا العودة للعيش في هذا الحي المفتقر إلى أدنى الخدمات هرباً من دفع الإيجارات في المناطق المخدمة، وتوفيراً لضرورات أخرى، لم يستفيدوا من هذا الوفر عملياً، فالفارق يسددونه على نقص وسوء الخدمات.
برسم محافظة دمشق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1096