داريا.. إلى متى؟؟
مضى على عودة أهالي داريا إلى المدينة قرابة الثلاث سنوات، المدينة التي أنهكتها سنوات الحرب، كغيرها من المدن السورية على امتداد القطر، علماً أن حجم الدمار الهائل في المدينة يصل إلى نسبة كبيرة، سواء من الناحية السكنية أو من ناحية البنى التحتية والخدمات، مثل شبكات الصرف الصحي والكهرباء، وخدمات الاتصالات والإنترنت، إضافة إلى حالة الطرقات والمواصلات.. إلخ.
ويتضح هذا جلياً في حال القيام بجولة بأحياء المدينة، علماً أن حجم الركام والأنقاض والأبنية المدمرة بشكل جزئي أو شبه كلي منتشرة في غالبية حارات وأحياء المدينة تقريباً، ناهيك عن خطورة بعض الأبنية التي قد تنهار في أية لحظة من تلقاء نفسها، علماً أنه لم يمضِ أكثر من أربعة أشهر على انهيار أحد المباني في المدينة، ما أدى إلى وفاة أب وابنه أثناء عملهم سعياً إلى تأمين قوت يومهم.
إضافة إلى ذلك تشكو المدينة من مشكلات الكهرباء كماً ونوعاً، فمن الناحية الكمية تكاد تكون الكهرباء شبه معدومة نظراً للتقنين الذي تتعرض له المدينة (24 ساعة قطع– 2 ساعة وصل)، أما من الناحية النوعية فإن الكهرباء التي تنعم بها المدينة ضعيفة جداً لا تكاد تتعدى 135 بدلاً من 220، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الأجهزة الكهربائية، وإضافة أعباء مالية على عاتق الأهالي هم بغنى عنها.
أما بالنسبة لخدمة الاتصالات والإنترنت فإن المدينة تعاني من ضعف في الاتصالات الخلوية وانعدام تام لخدمة الإنترنت.
أضف إلى كل ما سبق حالة الطرقات التي يرثى لها، فهي مليئة بالحفر والمطبات، وهي غير صالحة حتى للسير على الأقدام، إضافة إلى برك المياه كبيرة الحجم التي رحبت بالأهالي في بداية فصل الشتاء مع حالة المطر الأولى لهذا العام.
إضافة إلى ذلك فإن ترحيب شبكة الصرف الصحي كان أكثر حرارة، فالروائح الكريهة وسوء الشبكة أدى إلى طوفان الطرقات الذي بات يهيمن على معظم شوارع المدينة.
أخيراً نأتي إلى وضع الموصلات والنقل في المدينة فهو كغيره في مجمل المدن السورية، حيث يعاني الأهالي من ندرة وسائط النقل والمواصلات وذلك بالرغم من عودة ثلث الأهالي فقط، فما هو الحال لو عاد البقية؟ فلا يكفي أن تكلفة المواصلات تأخذ نسبة لا يستهان بها من دخل المواطنين، إلا أنها ومع ذلك غير متوفرة!
نهاية لا بد من إلقاء الضوء على الدور الحكومي الرسمي المتمثل ببلدية داريا، فهي تؤدي دورها بنسبة ضئيلة جداً، حيث تقوم بهدم البيوت «المخالفة» التي وضع أصحابها (الحيلة والفتيلة) لإعادة بناء بيتهم الذي كان قائماً قبل الحرب، أو اضطرار صاحب البيت للأساليب الملتوية، فساداً، تجنباً لهدمه!
فإذا مضى على عودة شبه حياة إلى المدينة أكثر من ثلاث سنوات حتى الآن ومازالت الأوضاع الخدمية بهذا السوء على مستوى مساحتها التي لا تتجاوز 102.48 كم مربع، فكم ستحتاج سورية لإعادة بنائها اقتصادياً واجتماعياً وخدمياً في ظل إدارة البلاد الحالية؟
سؤال بسيط برسم المعنين من الرسميين!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1096