مسابقة التوظيف المركزية معيقات.. من المستفيد منها؟
عمار سليم عمار سليم

مسابقة التوظيف المركزية معيقات.. من المستفيد منها؟

إذا كان المواطن السوري يعلم علم اليقين أن راتب الموظف العامل لدى الدولة لن يكفيه سوى 3 أيام في الشهر في أحسن الأحوال، أمام الغلاء الفاحش والمستمر في الأسعار، حيث تكاليف الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص قد تجاوزت المليونين وثمانمئة ألف ليرة سورية، فما الذي يدفع المواطنين إلى التقدم إلى المسابقة المركزية للتوظيف؟

ربما هذا مؤشر كبير على كم البطالة المزمنة التي تتزايد يوماً بعد يوم، وانغلاق الأفق أمام الشباب في العيش الكريم، فاختاروا أحلى الأمرين، أو أخف الأمرين مرارة، وهو أن يكونوا من شريحة العاملين في الدولة، وفي مقدمتهم أصحاب الفئة الأولى والثانية من حملة الشهادات.
وكما جرت العادة في مؤسسات الدولة، بأن تعلن عن المسابقات بشكلها المعتاد من اختبارات تحريرية ومقابلات شفهية، ثم بعد ذلك تصدر نتائجها، التي غالباً ما تخضع لعوامل الفساد من وساطات ومحسوبيات ورشوة، فقد أعلنت وزارة التنمية الإدارية عن مسابقة مركزية لكل الفئات، وحددت موعد الاختبارات في شهر حزيران، ولكن ما أثار استغراب المتقدمين هو ما نشرته الوزارة عبر صفحتها عن المراجع التي يستفيد منها المتقدمون لاختباراتها.
فقد نشرت الوزارة على صفحتها ما يلي: بهدف توفير الجهد والوقت على المتقدمين للمسابقة، تعلن وزارة التنمية الإدارية عن توفر بعض المراجع التي يمكن الاستفادة منها في التقدم لاجتياز الامتحان التحريري المؤتمت للمسابقة المركزية للفئتين الأولى والثانية، وفق قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم/81/م. وتاريخ 2/12/2021 وتعديلاته. ومن أهم المراجع: دستور الجمهورية العربية السورية- قواعد اللغة العربية– د. محمد علي طه الدرة- القانون الإداري/1/ - مهند نوح- القانون الإداري/2/ - مهند نوح- أوجه النشاط الإداري– د. سعيد نحيلي- النظام الداخلي النموذجي- الوثيقة الاسترشادية لإعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية.
ستة أو سبعة مراجع تم فرضها على المتسابقين، وكأنهم سيتقدمون للدراسات العليا!
والسؤال الذي يجب أن نطرحه على المعنيين، هو: هل كفاءة الموظف العامل بالدولة تقاس بحفظه لهذه المجموعة الضخمة من المراجع التي تحتاج ربما إلى أيام وشهور حتى يستوعبها المتسابق؟ أم هي حسب مقدرته وكفاءته باختصاصه المتقدم به كون غالبيتهم، وخاصة الفئة الأولى، من حملة شهادات الاختصاص؟
وهل تكفي المهلة الزمنية المتاحة أمام هؤلاء للتمكن من الاطلاع على هذه المراجع؟
ربما الجواب هو: إن طريقة القبول لم تتغير عن سابقتها، طالما أن أساليب التعجيز قائمة على قدم وساق، بغض النظر عن كل ما يتم به من ترويج عن حسن العملية وعلميتها وضوابطها!
فإذا لم يتم تعجيز المتسابقين وفقاً لهذا السياق أو سواه، فكيف سيتم استثمار هذا الظرف بفتح النوافذ والأبواب الخلفية السرية للحصول على الوظيفة الموعودة! خاصة، وأن الفاسدين يعلمون مدى حاجة المتقدمين إلى تلك الوظائف، وخاصة إذا علمنا أن المقبولين للتقدم للاختبارات يتجاوز عددهم 200 ألف متسابق، والفرص المتاحة هي 100 ألف وظيفة!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1071
آخر تعديل على الإثنين, 23 أيار 2022 13:40