الجوازات السورية

الجوازات السورية

سبب سوء الأوضاع الاقتصادية وتردي الوضع المعيشي للمواطن السوري زيادة كبيرة في الإقبال على إصدار جوازات السفر، سواء بداعي السفر والهجرة المباشرة، أو للبقاء على أهبة الاستعداد بحال توفر الفرصة المناسبة للسفر.

وقد سبب هذا الإقبال ازدحاماً شديداً على مديريات الهجرة والجوازات، وصل في بعض الأحيان إلى تأخير لمدة أكثر من تسعين يوماً لاستلام المواطن لجوازه العادي (غير المستعجل).

تتالي الوعود

انهالت الوعود الحكومية على المواطن لتبشّره بانتهاء أزمة الانتظار، ففي تاريخ 1/8/2021 نقلت سانا عن وزير الداخلية أن مشكلة التأخر بإصدار جوازات السفر تعود إلى أسباب فنية بحتة تم التغلب عليها، وستحل المشكلة بشكل كامل اعتباراً من الـ20 من الشهر الجاري (الشهر الثامن).
تلا ذلك تصريح مشابه للوزير في تاريخ 26/9/2021 عبر سانا أيضاً، مفاده أنّ التأخير في منح وتجديد جوازات السفر يعود إلى أسباب تقنية قاهرة خارجة عن إرادة الوزارة، وقال إنه تم إيجاد حل للمشكلة، وأكد للمواطنين أن الانفراج بمنح وتجديد جوازات السفر سيبدأ اعتباراً من تاريخ 10-10-2021 على أن تنتهي المشكلة في نهاية الشهر نفسه، ولن تكون هناك أية مشكلة من هذا النوع في المستقبل بحيث تمنح جوازات السفر المستعجلة خلال 24 ساعة بينما تمنح جوازات السفر العادية خلال 10 أيام من تاريخ التقديم.

الانتظار الإلكتروني

بعد فترة زمنية، وفي ظل بقاء وتفاقم المشكلة، أطلقت وزارة الداخلية منصة إلكترونية للحجز على دور لإصدار الجواز في تشرين الثاني العام الفائت، ولكن لم يخفف ذلك من مدة الانتظار اللازمة للأسف!
وقد كثر الحديث عن بعض أوجه الفساد التي طالت العمل بالمنصة الإلكترونية أيضاً، وتم تثبيت ذلك رسمياً بالحديث عن ضبط بعض المخالفين الذين قاموا بابتزاز واستغلال بعض المواطنين بمبالغ كبيرة فقط من أجل الحصول على فرصة التسجيل عبر المنصة الإلكترونية!
ومؤخراً، صرّح مدير إدارة الهجرة والجوازات لوكالة سانا عن وصول كمية من المواد الخام المطلوبة لطباعة جوازات السفر خلال فترة قريبة، الأمر الذي سيسهم في مضاعفة أعداد الجوازات الممنوحة للمواطنين.
وحول عمل المنصة الإلكترونية للحجز أوضح مدير إدارة الهجرة والجوازات أنه تقبل خلال اليوم أعداداً محددة تصل إلى 2000 شخص للدور العادي، في حين يصل عدد الجوازات التي تصدر شهرياً إلى ما يقارب 40 ألف جواز.
وبحسب تصريح مدير إدارة الهجرة والجوازات فقد بلغ أعداد جوازات السفر الصادرة منذ بداية العام الحالي ولغاية الـ31 من آذار 140,9 ألف جواز، وبلغ عدد الجوازات الصادرة خلال عام 2021، 888 ألفاً و274 جوازاً، بمعدل 74 ألف جواز شهرياً.

لعبة الأرقام

بحسب الأرقام الرسمية أعلاه فإن تسجيل 2000 شخص للدور العادي عبر المنصة الإلكترونية يومياً، يعني شهرياً 60 ألف طلب للحصول على جواز السفر العادي، بينما بلغ أعداد الجوازات المسلمة شهرياً (عادي ومستعجل) 40 ألف، أي هناك 20 ألف مواطن بالحد الأدنى يتم تأجيل حصولهم على هذه الوثيقة شهرياً رغم تسجيلهم عبر المنصة، ناهيك عن الكثيرين ممن لم يسعفهم الحظ في التسجيل عبر المنصة الإلكترونية نظراً لضيق هامش مدة التسجيل فيها.
وبحسب أرقام العام الماضي فإن أعداد الجوازات الصادرة كانت بحدود 2460 جوازاً يومياً، أي أكثر من الأعداد المسجلة عبر المنصة بـ460 جوازاً صادراً.
بالمقابل فإن أعداد جوازات السفر الصادرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي كان بحدود 140 ألف جواز، أي بزيادة شهرية عن الرقم المصرّح به أعلاه بحدود 20 ألف جواز، أي 600 جواز يومياً، فالصادر يومياً كان بحدود 4600 جواز سفر، وهو رقم أكبر بكثير من عدد المسجلين يومياً عبر المنصة الإلكترونية للدور العادي، وأكبر من العدد المصرح به!
ومع الحديث الرسمي عن مضاعفة أعداد الجوازات الصادرة بعد وصول المواد الخام فإن الرقم المتوقع يومياً سيكون بحدود 10 آلاف جواز سفر صادر!
وبحسب تفنيد الأرقام أعلاه نتساءل: لماذا وجدت المشكلة أصلاً، ولماذا ما زال الحصول على جوازات السفر مشكلة مستمرة حتى الآن، ولمصلحة من؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1065