نضال عمال الكهرباء 1919 – 1962
سعت فرنسا في عام 1919 إلى تأسيس شركة مساهمة عرفت باسم مصرف سورية ولبنان بالتعاون مع المصرف الإمبراطوري العثماني الذي مكنها من السيطرة على معظم الوكالات والامتيازات العائدة للمصرف العثماني مما سهل عليها احتكار أهم الفروع الاقتصادية التي نهبت البلاد عن طريقها كالمرافئ والكهرباء ومحاصيل القطن والتبغ.
وقد كافح حزبنا ضد وجود وتغلغل الرساميل الأجنبية في الاقتصاد السوري، ودعا الحزب إلى مصادرة هذه الاحتكارات ومن بينها الجر والتنوير «شركة الكهرباء» التي كان يعمل فيها عدد محدود من العمال يتراوح بين 1200-3000 عامل، والذين يعانون من تدني الأجور ومحرومين من أية حقوق لذلك، نظم الحزب الشيوعي إضراباً لهم في عام 1933 وكان الشيوعيون في المقدمة.
في عام 1946 أضرب عمال الكهرباء في حمص وحماة حيث هبت الحكومة لمساعدة الشركات الأجنبية، واعتقلت 700 عامل وأضرب عمال شركة كهرباء حلب عام 1951 احتجاجاً على تسريح النقابي الشيوعي عمر سباعي تحت سطوة الأمن، وفي عام 1956 رفعت شركة الكهرباء تعرفة الاستهلاك في القامشلي فتظاهر عمال الكهرباء أمام سرايا الحكومة وقدموا مذكرة إلى القائم مقام.
في العام نفسه أضرب عمال الكهرباء وأعتقل أيضاً عدد من العمال وأسهم الاتحاد العام للنقابات في ذلك النضال وتوصل إلى الإفراج عن المعتقلين، وقد ساند الحزب الشيوعي هذا الإضراب ودعم مطالب العمال العادلة، وتوصل إلى رفع الحد الأنى للأجور بعد معارضة شديدة ونضال دام ثلاثة عقود، وواصل الحزب مطالبته بتأميم الفروع الاقتصادية التي كانت ماتزال تحت سيطرة الرأسمال الأجنبي ومنها قطاع الكهرباء، وقد تم في ما بعد تأميم شركة الكهرباء وأهم الفروع الاقتصادية التي انتقلت إلى أيدي الحكومة.
في عام 1957 استدعى رئيس الشعبة الثانية العقيد عبد الحميد السراج عدداً من النقابيين فقام بتهديدهم ولام دعوتهم للإضراب، مستنكراً توزيعهم مناشير تحرض على الإضراب متذرعاً بأن الجو العام لا يحتمل الإضراب، وكان جواب النقابي محمد خير بيازيد صديق الحزب الشيوعي «إن ما وزعناه ليس منشوراً بل هو بيان موقع من رئيس اتحاد عمال الكهرباء المسؤول عن كل كلمة فيه، وأنا صاحب التوقيع إننا نطالب بحقوقنا، ولسنا مشاغبين أو مخربين والاستجابة لطلبنا المحق يسهم في تعزيز الموقف الوطني لا في إضعافه» وقد تمت الاستجابة للمطلب وحل الإضراب.
في أيام الوحدة السورية المصرية قامت مخابرات المكتب الثاني باضطهاد وملاحقة قادة نقابة عمال الكهرباء الشيوعيين حيث قامت عام 1959 أثناء الحملة الكبرى على الحزب باعتقال الرفيق مصطفى خيرو رئيس نقابة عمال كهرباء حلب والرفيق عبدالله بيطار سكرتير النقابة في حلب.
وفي تموز من عام 1962 عقد مؤتمر عمالي لانتخاب قيادة الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية شاركت فيه نقابات عمال الكهرباء في جميع المحافظات المنضوية ضمن الاتحاد المهني لعمال الكهرباء في سورية.