بقعة ضوء- كوميديا قهرية مُظلمة
دارين السكري دارين السكري

بقعة ضوء- كوميديا قهرية مُظلمة

طبعاً كلما شي اندرج تحت مسمى «بقعة ضوء» كل الناس يلي ما عندا بُعد ونظرة عميقة- بتفكر أنو هل العنوان ما بيندرج تحتو إلا فقرات مضحكة...

إلا إنو الحقيقة «بقعة الضوء» الأساسية هي عبارة عن تجسيد للواقع المر يلي عم يعيشو المواطن بطريقة كوميدية... وإذا صفنا شوي بالشي يلي عم نشوفو أو نقراه تحت هل العنوان منكتشف أديش الحياة يلي عايشها يلي اسمو «سوري» بتبكي...
وعلى سيرة «سوري» يلي بتبكي، رح خبركن عن شغلة بتبكي كمان «قال حتى كلمة الاعتذار وانت عم تبكي اسمها سوري»..
بس الـ «سوري» الشخص يلي بدنا نحكي عن حياتو يلي بتبكي عنجد كانت أكتر تفاقم هل السنة.. يلي مندرجة مع بداية الربع الأول من القرن الـ21 ويلي معتبرين فيه فتوحات علمية وتطور وتكنولوجيا.. وكل هل القصص يلي السوري محروم منها بالإجبار...
وأكتر شي محروم منه من هل القصص المتطورة هي الكهربا... يلي صار عمرها أكتر من قرن عملياً.. بتتخيلو شو متطورة.. الكهربا يلي لهلق الحكومة معتبرتا من الرفاهية المُطلقة.. وبكير كتير لتوصل لشعبا ع مدار الـ24 ساعة.. بخلاف حكومات البلدان التانية يلي من زمان كتير رايح من راسا موضوع الكهربا... وصار من المنسيات..
فالكهربا إلها فوائد كتيرة متل ما منعرف.. بتمشي شغل، بتنور ع الواحد حياتو، بيصير في إنتاج محلي وعوائد للحكومة والمواطن، بتأمن أية حاجة من احتياجات المواطن ع كل الأصعدة وبأسعار رخيصة....
يعني مثلاً وع حسب ما تم نقلو ع لسان أحد أصحاب المخابز الخاصة لما سألتو هديك المواطنة «ليش كيلو الصمون بـ 3400 ليرة والله حرام».. فما كان ردو إلا «بعرف إنو غالي بس الكهربا هي السبب... لو عم تجي الكهربا كنا بعناه بأرخص من هيك بكتير بس والله عم نحط كل شهر 9 مليون حق مازوت للمولدات كرمال نشتغل»..
فشفتو كيف الكهربا مهمة؟؟؟
لما الحكومة بتتكرم ع هل الـ «سوري» وبتجبلو الكهربا ساعة زمان.. فصارت توفر ع حالا وتقطع كهربا البلدية، يعني الشوارع عم تكون معتمة تماماً.. كأنك نايم بس وأنت مفتح عيونك...
وبهل الحالة عنا حالات فظيعة عم تصير وقتا.. مثلاً: السواقين عم يضطروا يشغلوا فلاشر سياراتن كرمال يشوفو الطريق منيح.. وبهل الحالة يلي عم يقطع الشارع بالعتمة عم يعرض حياتو للخطر لأنو الفلاشر ما بيمد لمسافات بعيدة...
وبما إنو الشذوذ الأخلاقي كتران كتير بظل الإفقار المجحف يلي صاير بالبلد.. فأي شخص بكلا الجنسين معرض للخطف أو التحرش والتعرض لأشياء لا أخلاقية.. مندون ما حدا ينتبه ولو كان الشارع معبى عالم بسبب الظلمة الحالكة يلي عم تتنعم فيها شوارع البلد...
وكتير عم نشوف هل الحالات هي من الدعس والتحرش والخطف.. وأحياناً عم نسمع أصوات بالشارع من صريخ وعياط بنات.. يمكن تكون عم تتعرض للخطف أو تتعرض للتحرش ما منعرف... والأنكى إنو عبين ما تشوف قدامك وتطلع ع الشارع بيكون يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب.. حتى ولو بدك تطلع من الشباك لتشوف شو صاير ما رح تقدر تشوف أصبعتك لتشوف العالم...
إنو شو بدكن؟؟ شو وجعكن؟؟ بدكن العالم تاكل بعضا أكتر من هيك؟ بدكن تطبقوا مقولة «البقاء للأقوى وgame over لـ صاحب الحظ الأضعف»؟ ولا شو؟
بالحد الأدنى خلو عندكن شوية ضمير وشغلو إنارة الشوارع... لك البلد تحولت لغابة بكل معنى الكلمة ع ايديكم.. وهل الوحوش الفلتانين يلي فيها إذا بيضلوا هيك رح يتوحوشوا عليكن بالنهاية... وإذا ما كنتوا آكلين هم هل الـ«سوري» كلوا همكن وهم ولادكن لبعدين.. بالنهاية كلنا مندرجين تحت جنسية «سوري»... «سوري» منكم يعني!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1050