«الأكلات الشعبية» رفاهية..
من المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم هناك ما تسمى بـ «الأكلات الشعبية»، وهي عبارة عن أصناف من الطعام التي يتناولها عامة الناس أكثر من غيرها، بسبب وفرة مصادرها وسهولة صنعها واحتوائها على عناصر غذائية عديدة ومفيدة، والأهم هو ثمنها الزهيد والذي يتناسب طرداً مع جيوب المفقرين والمعدمين من غالبية الناس.
والأكلات الشعبية المتعارف عليها في سورية متنوعة وكثيرة، حيث تعتبر من الأكلات المنافسة للأكلات الحديثة والسريعة بسبب العادات وما شابه، لكن بسبب الطمع والجشع والمحتكرين والمسيطرين على قطاع الغذائي «تعالت» هذه الأكلات الشعبية إلى طبقة الارستقراطية- المخملية بسبب الغلاء الفاحش الذي طالها.
بغض النظر عن «الطبخات الشعبية» التي تدخل في صناعتها «الحبوب والبقوليات وبعض النباتات والخضروات الموسمية» هنالك ما ينتج من المواشي «طبعاً التي تُعتبر من المنسيات بفعل فاعل» ومشتقاتها من الألبان.. إلخ.
فعلى سبيل المثال: وجبة أو سندويشة الفلافل «أكلة المعترين» أصبحت اليوم من أكلات الرفاهية بعدما وصل سعر قرص الفلافل إلى 100 ليرة، علماً أن سعر السندويشة المدعومة سابقاً كانت بـ 15 ليرة، بينما وصلت الآن إلى 1500 ليرة، وفي بعض المحال 2500-3000 ليرة، حسب «الحشوة»!
ومن الشق الأخر للأطعمة «صحن اللبنة» على سبيل المثال، فقد وصل سعر الكيلو الواحد بالحد الأدنى ذو الجودة العادية إلى 7000 ليرة فقط، سعر كيلو الجبنة بالحد الأدنى 11000 ليرة، كيلو المسبحة متوسطة الجودة 8000 ليرة، أما بالنسبة للبيض فبعد تخرجه من «الدراسات العليا» وصل سعر البيضة الواحدة إلى حدود الـ 400 ليرة فقط لا غير، تخيلوا!!
وما زالت الأسعار بارتفاع رغم جميع التصريحات والوعود، والحديث عن ضبط الأسعار، والنشرات السعرية، والخطوات المتلاحقة لإعادة الثقة بين المسؤولين والمواطنين- فما زال مسموحاً بالاحتكار، وما زالت الأسعار تحلق عالياً دون توقف، للأسباب ذاتها التي لم ينتهوا من دراستها حتى الآن كي يبدأوا بمعالجة الأمر ووضع حلول ترضي المواطن المعدم بفضلهم وتحت سيطرة جشعهم.
فاليوم، وفي ظل «التطور» و«الانفتاح» الحاصل لم تعد لدينا ما تسمى بـ «الأكلات الشعبية» والحمد لله، فقد باتت جميع الأكلات، وإن كانت مجرد «سندويشة لبنة بلا زيت مع كاسة شاي» من وجبات الرفاهية في ظل ارتفاع الأسعار الفاحش والمتوحش، والحاصل بفعل فاعل ومقصود.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1040