يوميات سوري مطحون!
دعاء دادو دعاء دادو

يوميات سوري مطحون!

في ظل الأزمة العامة الشاملة.... حبينا نرويلكون قصة كيف «فرد واحد» من الشعب السوري- المطحون- المسحوق- الملعون فاطسو ع الأخير- بيقضي يومو من تفتيحة عيونو لوقت النوم...

طبعاً صار يفيق قبل الشحادة وبنتها ويمكن قبل طلوع الشمس.. يلي لهلق ما تم احتكارو لصالح الناهبين بالبلد..
بشكل طبيعي، كلنا منعرف أزمة المواصلات يلي لحد الآن المسائيل مو ناويين يلاقولا حل جذري... والنكتة الجديدة بهاد الصعيد.... وقت شرطي المرور بيجي ليساعد المواطنين بسبب ساعات الانتظار الطويلة ع موقف الميكرو وبيتصل بشركة النقل الداخلي إنو «بعتولنا باص نقل الداخلي يحمل هل الكم الهائل من الناس» وبيكون الرد عليه «والله الدولة ما عندا مازوت ما عطتنا والباصات بلا مازوت».!
ما علينا...
هل المواطن المشحر يمكن يحالفو الحظ وبعد شي ساعة يطاحش ويدفش ويركب الميكرو وبيوصل لشغلو بعد هالمعاركة الصباحية يلي لا بد منها يومياً...
وبعد ما بيوصل ع الشغل.. يلي راتبو منو يا دوبو يكفيه هو وعيلتو يومين تلاتة... لأنو الكل بيعرف إنو الأكل معتبرتوا الحكومة الموقرة تبعنا من الرفاهيات والكماليات يلي عم تحرمنا منو شوي شوي...
لك إنو عادي ولوووو... والله يمكن عم تحافظ ع صحتنا بهل الطريقة... فالخبز يعتبر من النشويات وبيسبب السمنة المفرطة... واللحمة والدجاج بيرفعوا الكوليسترول... والسكر والحلويات بتسبب مرض السكري كش برا وبعيد... والفواكه ما انخلقت للمعتر ليتمتع بإنتاج بلدو... والخضار والحشائش.. أي شو شايفينا معازي ولا خواريف لناكلون؟؟؟ ما هان عليهون ينزلوا من قيمة شعبون... لهيك عم ننحرم منون شوي شوي...
يعني هل المعتر رضيان بعيشتو مو غصب عنو وبالإجبار لا سمح الله!!!
أبداً... هو رضيان بعيشتو لأنو عرفان إنو الحكومة عم تعمل كل هاد منشان صحتو وعافيتو...
المهم.. خلص من دوامو ورجع للمعركة الصباحية بس بوقت ضهرية الحمرا... يعني نفس الشكل بس بغير وقت.... هيك ليفرجها الله ويركب ويوصل ع بيتو... أو ع شغلو التاني غالباً..
وأحياناً بيكون جاييه تليفون من البيت ليجيب شي معو وهو راجع...
وهون بتكون المصيبة بـ «الشي» يلي بدو يجيبو... لأن قد ما كان صغير ورخيص رح يضل حقو غالي.. وغالي كتير ع الأجور يلي عم تنعطى بسورية...
والمصيبة صفت مو بالأكل أو الشرب بس... المصيبة الأكبر صارت بفوتة الصيدلية إذا كان حدا مرضان.. عداكون عن فوتة الدكاترة.. أو إذا كان في بيبي صغير..... حفوضات- حليب- فيتامين لـ «بيبي» يلي صار لابد منو بما إنو الأم غذائها متل قلتو.. وهو عنجد من قلتو مضطرة تعطي الرضيع متممات غذائية...
ما فينا ننسى إنو أغلب العالم عم تشتغل شغلين وتلاتة ليحسنوا يسدو رمق العيلة بالحد الأدنى... وبالتأكيد ما رح يرجعوا ع بيوتون إلا بأخر الليل...
هل المعتر خلص من المصايب والمشاجرات والمعارك الشوارعية يلي لا غنى عنها وبالإجبار ووصل ع بيتو بخير وسلامة..
مفكرين إنو رح يكون متلو متل أي رجال مكتفي ومرفه بيقعد مع مرتو وولادو وبيسهروا ع شي فيلم لأنو الكهربا موجودة.. أو بيقلون بابا البسوا لنطلع مشوار أو لنتغدا أو نتعشا برا مثلاً؟؟؟
أبداً، رح يفوت ع البيت وهو عم يقاتل دبان وشو، ومو طايق حدا ولا طايق يتطلع حتى ع وشو بالمرايا من هل الذل والإهانة يلي عايشها ببلدو وبالإجبار..
دوبوا يتحمم «إن صحلوا» وكان في مي وكهربا.. ويتزهرم الموجود ع قلتو ويقعد شوي إذا ما نام طب ع وشو من تعبوا...
وبعدين يفيق باليوم التاني ليعيد النهار والليل نفسو وبنفس الأحداث بس بتغيير الأيام وأرقام الشهر أو السنة... هييييييك لحتى الله يفرجا.. لأنو فعلياً الفرج مو من عند الحكومة والعاملين تحت أيديها لأنو شغلتون الوحيدة غير النهب هي أنو ينكدو علينا عيشتنا...
وبالنهاية كلنا رح نتأكد من موضوع مهم جداً، ألا وهو أنو فعلاً الحكومة واللي وراها عم يعملو لأجلكون... بس أجلكون تأخر وهنن ما ذنبهم هل الشي.. والأعمار بايد الله...!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1034
آخر تعديل على الأربعاء, 08 أيلول/سبتمبر 2021 23:49