الضرائب الرومانية وديمقراطية الجوع في سورية!
ما هو الفرق بين الضرائب أيام روما الإمبراطورية، والضرائب السورية اليوم؟ مقارنة بسيطة تعطينا جواباً شافياً لصورة ديمقراطية الجوع.
في أيام روما الإمبراطورية، أي قبل عشرات القرون، كان جهاز الدولة الإمبراطوري والعبودي يفرض الضرائب على الناس، ومن هم في القاع بالطريقة التالية:
يدخل جباة الضرائب ومعهم الخيالة والفرسان الرومان إلى بيت ما، ويفرضون ضريبة الرأس «على الإنسان والحيوان»، وضريبة الميت والقبر، وضريبة الأثاث، وضريبة البناء، وضريبة الحصاد، وضريبة الحرب، وضريبة الوالي أو الحاكم الروماني .... إلخ. أية ضريبة على كل شيء موجود في ذلك الوقت، ولم يستثنوا الإنسان والحيوان، والحي والميت.
وفي سورية اليوم، يتشاطر القائمون على السياسات بفرض الضرائب والرسوم على كل ما يمكن فرض ضريبة عليه، للحصول على مزيد من الاستنزاف لجيب المواطن السوري المفقر، وبالتالي، المزيد من النهب في طريقة أشبه بطريقة الضرائب الرومانية قبل عشرات القرون.
لذلك أصبحنا اليوم نرى ضرائب عجيبة غريبة: جمركة الموبايل أو تفعيل الشريحة، التي تتقاضى شركات اتصالات خاصة العمولات عليها، وليس «لسواد عيون الاقتصاد الوطني».
وهناك ضرائب أخرى يتحملها المواطن دون أن تسمى ضريبة، وليس لها سجل رسمي بين الضرائب، ولكنها ضرائب يجري دفعها. ومنها: ضريبة فقدان الموظفين لحقوق التأمين الصحي، وضريبة اللجوء إلى السوق السوداء على المشتقات النفطية والخبز و.. وحتى الدخان.
ونضيف إليها، ضريبة الرشاوى ومسارب الفساد شبه المقوننة، وضرائب ارتفاعات الأسعار الدورية على المواد الضرورية، كالغذاء والخدمات العامة كالصحة. وكذلك الضرائب الرسمية الأخرى، ومنها: الانترنت والتعليم والقضاء والاتصالات و.. ومختلف الإتاوات (عثمانية الأصل والمصدر) المفروضة على الناس ظلماً وفساداً ... إلخ.
إنها ديمقراطية الجوع المفروضة على الناس، ديمقراطية الأغنياء، ديمقراطية الفساد الكبير.
إذا ما تحدثنا عن مدينة، مثل: دمشق على سبيل المثال، فقد تحولت هذه المدينة إلى سجن استهلاكي كبير. حيث لا يوجد خيار أمام المواطن سوى اختيار شكل ديمقراطية الجوع التي ستطحنه أكثر. ولا يوجد خيار سوى الخضوع للاستهلاك المروج والمسوق له، كالخضوع لنمط «شارع الأكل وأخواته».
وشارع الأكل وأخواته، هو نمط عام للهيمنة على الطريقة الاستهلاكية الأمريكية، ليست بعيدة عن النمط الروماني ذي الطابع العبودي، وإذا ما أراد إنسان أن يكسر روتينه في هذه المدينة: لا خيار لديه سوى الاستهلاك. والاستهلاك محدود، لأن ديمقراطية الجوع تشفط كل الدخل على طريقة روما القديمة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1028