الضمان الصحي للمعلمين المتقاعدين «المُر والأمَر»

الضمان الصحي للمعلمين المتقاعدين «المُر والأمَر»

فوجئ أحد المعلمين المتقاعدين المشتركين بالضمان الصحي، والذي يعاني من أحد الأمراض المزمنة، بعدم صرف وصفته الطبية الشهرية كما جرت العادة، بل طُلب منه مراجعة الطبيب لإعادة تقييم مرضه المزمن!

فبعد مراجعة الصيدلية التي يصرف منها أدويته، كما جرت عليه العادة شهرياً، فوجئ أحد المعلمين المتقاعدين بعدم تسليمه أدويته الخاصة بمرضه المزمن، وكان المطلوب الانتظار إلى حين وصول رسالة من قبل الشركة التأمين الصحي المتعاقدة تتضمن الأدوية التي يجب تسليمها له من قبل الصيدلية، لكن الرسالة لم تصل، وبالتالي لم تصرف له أدويته!

تجديد عقد الضمان

كما جرت العادة فقد تم الاتفاق بين المؤسسة العامة السورية للتأمين والمكتب التنفيذي لنقابة المعلمين على تجديد عقد التأمين الصحي للمعلمين المتقاعدين، والذي يبدأ سريانه اعتباراً من 1/4/2021 ولمدة عام من تاريخه.
على أن يصار إلى تجديد الاشتراك من قبل المعلمين الذين سبق لهم ذلك، أو الراغبين في الاشتراك مجدداً، من خلال استمارة يتم ملؤها من قبلهم، مع تسديد مبلغ وقدره 90 ألف ليرة دفعة واحدة عن كامل العقد.
المعلم المتقاعد كان قد تقدم بالاستمارة المطلوبة لتجديد اشتراكه في الضمان الصحي، وكذلك كان قد سدد ما عليه من التزام مالي، حيث سدد مبلغ 90 ألف ليرة دفعة واحدة، كما هو مطلوب عن كامل مدة العقد.

تذرعٌ في غير مكانه

بعد مراجعة الصيدلية والحديث عن انتظار الرسالة، وتجاوز تاريخ 10 الشهر، حيث يتم وقف صرف الأدوية بعد هذا التاريخ من كل شهر، راجع المتقاعد الصيدلية مرة أخرى، وقد تم الاتصال بشركة الرعاية الطبية التي تذرعت أنها أرسلت رسائل إلى جميع المشتركين بالضمان الصحي، سواء كانوا مشتركين مستجدين أو مجددين لعقدهم، لكن ذلك بالواقع العملي لم يتم، حيث لم تصل الرسالة للمذكور!
وعند إعلامه الشركة أن الرسالة لم تصله، تذرعت الشركة بأن بعض المشتركين قد غيروا أرقامهم، لكن ذلك المبرر كان أكثر ذرائعية من سابقه، حيث لم يغير المعلم رقمه، وربما كذلك هي حال غالبية العلمين المتقاعدين أصحاب الأمراض المزمنة الذين لم تصلهم الرسالة!

جدال وبدعة حل

بعد أخذ ورد مع الشركة، والكثير من الجدال، تم الطلب من المعلم مراجعة الشركة، واستلام استمارة لمراجعة أي طبيب- بغاية إعادة تقييم الوضع الصحي له، مختص أو غير مختص، من باب التسهيل، كي يسجل هذا الطبيب الأدوية اللازمة للمريض صاحب المرض المزمن!
وهنا كانت الطامة الكبرى بالنسبة للمعلم، فكيف يتم الحديث عن مثل هذا الطلب «البدعة»؟
فالمرض سُمي بالمزمن لعدم إمكانية الشفاء منه، وإعادة التقييم المرضي على هذا الأساس ما هي إلّا إضاعة وهدر للوقت، وربما لحق المريض بالأدوية الضرورية له لحين إعادة البت بالتقييم «البدعة»!
وعند الحديث بهذا المضمون مع الشركة، مع التنويه أن الاشتراك بالضمان الصحي، وتسديد المبلغ المرقوم أعلاه دفعة واحدة، لم يكن إلّا بغاية تسهيل الحصول على الأدوية المطلوبة للمرض المزمن، وهذا حال غالبية المتقاعدين المنتسبين والمشتركين بالضمان الصحي.
وبعد الكثير من الجدل تم إبلاغ صاحب العلاقة بمنحه فرصة زمنية حتى نهاية الشهر الحالي لإنجاز تلك المهمة، كي لا يفقد حقه بأدوية هذا الشهر، وكأنها منَّة من الشركة لصاحب الاستحقاق!
تجدر الإشارة إلى أن تجديد الاشتراك بالضمان الصحي للمتقاعدين كان قد تمت زيادته من مبلغ 50 ألف ليرة إلى مبلغ 90 الف ليرة هذا العام، أي: ما يقارب 100%، والدفع مسبقاً ولكامل المبلغ، وهو ما يعتبر مرهقاً بالنسبة للمتقاعدين، لكن بحسب المعلم صاحب المشكلة: «شو جابرك ع المر إلّا الأمر»!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1015