أزمة البنزين تعصف بسورية كالعادة
ما زالت الحصارات الحكومية الخانقة- تحاصر المواطن السوري- المُتعب والمُنهك نفسياً ومعنوياً والأهم: مادياً، دون أية رحمة أو شفقة، وحتى دون أية استراحة من المصائب والأزمات المُفتعلة الواقعة على عاتقه- بين الواحدة والأُخرة.
فما زالت جميع المحافظات السورية تشهد إلى يومنا هذا أزمة عصيّة الحل في توفير مادة البنزين، دون أي سبب واضح، أو يمكننا القول: دون أي مُبرر حكومي رسمي صادق ومُقنع. في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن السوري من تدنٍّ فاجر في المستوى المعيشي الموصوف لدى الجميع بـ الأزمة «الخانقة»، إضافةً إلى الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد.
رفع السعر هو السبب..
جرت العادة، أن تقوم الحكومة السورية بخلق حجج وهمية لا صحة لها من الأساس، والكثير من الذرائع بغية رفع سعر مادة «البنزين» في وسط تفاقم أزمة شح المحروقات، وبعدها يتم حلّ تلك المشكلة جزئياً.
لكن ما جرى هذه المرة، قامت الحكومة بتخفيض مخصصات المواطنين من مادة «البنزين»، وقامت برفع الدعم عن بعض المركبات ذات المواصفات العالية، وتم رفع سعر البنزين حوالي 50%. ولكن لم يتم في هذه المرة حل المشكلة كما كنا نشهد سابقاً، وبقيت أزمة الطوابير الطويلة معقدة أمام الكازيات.
فبالمحصلة، بات من المعلوم أن بعد كل أزمة خانقة تقع على عاتق المواطن السوري نشهد ارتفاعاً بالسعر، وبعدها تأخذ تلك الأزمة بالانفراج نوعاً ما. وفي هذه الحالة بات المواطن السوري يعلم مسبقاً أن الحل الوحيد بعد أية أزمة مُفتعلة وخلق طوابيرها هو: رفع السعر لاحقاً.
أزمة تُكرَر على مآسي السوري
من الواضح، أن المشكلة معقدة، ولا يريد أحد من الحكومة والمسؤولين في هذا القطاع حلها في الوقت القريب والبعيد، بغية ترك الساحة خالية للسوق السوداء لأداء مهامها على أكمل وجه، والتي تلعب لعبتها بكل أريحية وبالدعم الحكومي أيضاً.
فهذه ليست المرة الأولى التي ترفع فيها الحكومة سعر «البنزين» تزامناً مع انهيار الليرة السورية أمام العملة الأجنبية في السوق السوداء. وليست المرة الأولى التي تحظى فيها السوق السوداء بالفوز أمام الإجراءات الحكومية، التي يصفونها بأنها تصب في مصلحة المواطن السوري، والعوائق والحقائق تُرينا عكس ذلك تماماً.
«الأزمة لناس وناس»
في الحقيقة، الأزمة لم تتوقف في محافظة واحدة، بل إنها موجودة في جميع المحافظات السورية، ولدى جميع الكازيات، ولدى جميع السوريين، عدا هؤلاء غير العاديين كما يقال «يلي على راسون ريشة»، فلا أزمات خانقة لديهم، ولا حرب قد مروا بها، ولا حصار وعقوبات وقعت على عاتقهم كباقي السوريين، بل كان المذكورون أعلاه بمثابة «رضا الوالدين» بالنسبة إليهم. فقد ساهمت تلك المصائب بزيادة ثرواتهم وأرباحهم وتعبئة جيوبهم أكثر على حساب الغالبية المعدومة للأسف.
صراعات على الطوابير
تتفاقم معاناة الشعب السوري يومياً، وتزداد نسبة ارتفاع أسعار السلع الغذائية اليومية، وتُضاف إليها معاناتهم في طوابير الانتظار للحصول على «الخبز والمواد المدعومة والبنزين المدعوم لفظاً- المنخفض كمّاً والمرتفع سعراً»، والمستفيدون كالعادة هم حيتان هذا القطاع- المدعومين حكومياً وكالعادة على حساب المُفقر المواطن السوري.
أصبحت حياة المواطن السوري عبارة عن صراعات على الطوابير للحصول على أبسط مقومات الحياة كالخبز مثلاً، نتيجة الفشل من قِبل المسؤولين الذين لا يحملون أية صفة من المسؤولية، والذي يسعون جاهدين إلى الحصول على هدفهم الوحيد، ألا وهو ملء جيوبهم بالكثير من الأموال وعلى حساب المواطن السوري فقط لا غير.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1011