أزمة مستمرة بسبب الأسعار
يومياً، تزداد معاناة المواطنين السوريين بسبب الارتفاع الفاجر بأسعار السلع الغذائية الأساسية، حيث ارتفعت هذه الأسعار حوالي 30% عن العام السابق 2020، ولم يتوقف هذا الارتفاع عند هذا الحد، بل ما زلنا نشهد ارتفاعاً بالأسعار كل يوم في الصباح والمساء، مما جعل الحياة أصعب بكثير بالنسبة للمواطنين من أي وقت مضى.
تشهد الأسواق ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع والسلل الغذائية بشكل يومي، بل إن صح القول: تشهد الأسواق ارتفاعاً في الصباح والمساء.
فاللعب على سعر صرف العملة الأجنبية قد أثر سلباً بزيادة الفرص أمام التجار لزيادة أرباحهم من السلع الغذائية والأساسية.
مصائب معيشية
هناك مصائبٌ كبيرةٌ تلقي بظلالها على الأوضاع المعيشية للمواطن السوري وقد تحولت هذه الأوضاع إلى كارثة حقيقية كبيرة. فارتفاع الأسعار التي تشهدها الأسواق السورية بشكل يومي، وصلت إلى مرحلة لم يعد فيها المواطن السوري قادراً على أن يلبي احتياجاته الأساسية.
حيث سجلت أسعار الغذائيات ارتفاعاً جنونياً في الآونة الأخيرة، فيما اضطر الكثير من السوريين إلى التقشف بالغذاء أكثر من التقشف المعتاد عليه بالأساس، وزاد الاقتصار الشرائي على الأساسيات والأولويات المحدودة جداً، إن بقي هناك أولويات بأية حال.
فيما يلي نشرة مصغرة لبعض الأسعار المرتفعة من أسبوع تقريباً:
حدود الدنيا
اعتبر غالبية الشعب السوري، أن تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية أصبح عبئاً ثقيلاً أكثر مما سبق، في حين أن حاجياتهم شهدت انكماشاً بشكل يومي، تزامناً مع انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية.
وأصبحت متطلباتهم الغذائية بالحدود الدنيا أيضاً، فقد تصدرت مشكلة الأسعار المرتفعة وغلاء المعيشة بأعلى قائمة مشاكل السوريين، والارتفاع الذي نشهده يخلق فجوة شاسعة بين الدخل وتحقيق جزء بسيط من متطلبات
الحياتية الأساسية، والعبء دائماً يكون على جيب المواطن الأقل دخلاً والذي يمثل الشريحة الأكبر من الشعب السوري.
ورقة وقلم!!
الكثيرون من الموظفين مما يأخذون الورقة والقلم ويقومون بتسجيل مصاريف الشهر وأساسياته من فواتير وبعض الأعطال بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء... إلخ، ولكن في ظل هذا الغلاء وهذا الارتفاع لم تعد الورقة والقلم تفي بالغرض، وتبقى الورقة فارغة دون أي تدوين، لأن راتب الموظف في كلا القطاعين لم ولا يتناسب أبداً مع هذا الارتفاع الفاحش للسلع وللتكاليف الأخرى التي ستحتاجها العائلة.
هذه الحالة ليست خاصة، بل هي حالة معممة على غالبية الشعب السوري وتشمل الاستثناءات في هذه الحالة من النخبة الناهبة وأسر تجار الحرب والحيتان، وممن يعملون تحت رعاية الدولة وحمايتها.
من المسؤول الحقيقي؟
تتصدر مشكلة ارتفاع الأسعار المستمرة دون توقف وغلاء المعيشة قائمة المشاكل للسوريين، ناهيك عن بقية الأعباء الاقتصادية والخدمية التي باتت تثقل كاهل المواطن.
فارتفاع الأسعار المتزايد في الآونة الأخيرة عزز الفجوة الشاسعة بين دخل الفرد وتحقيق متطلباته الحياتية الأساسية، والعجز حيالها، وصولاً إلى تهديد حقيقي لهذه الحياة واستمرارها، فالأمر تجاوز حدود الأمن الغذائي إلى ما دونه عند الغالبية العظمى من السوريين، في حين أن الحكومة ما زالت تعتمد على جيب المواطن لسد عجزها، والذي وصل ليكون على حساب بقائه على قيد الحياة نفسها، في معزل عن جيوب كبار الحيتان والفاسدين واللصوص!
فمن هو المسؤول الحقيقي والمسبب الرئيس لهذا الارتفاع، ولهذا التردي المستمر في مستوى معيشة الغالبية؟؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1005