تردي الكهرباء حلقة من الاختناق اليومي والمستمر
عمار سليم عمار سليم

تردي الكهرباء حلقة من الاختناق اليومي والمستمر

عاماً بعد عام يفقد السوريون حقهم بالحصول على ضروريات الحياة، من الماء والكهرباء والخبز والوقود وغيرها من سبل العيش، التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها.

في كل عام، نفاجأ من قبل الحكومة ووزارة الكهرباء بزيادة ساعات التقنين على حساب ساعات الوصل من الكهرباء، طبعاً وكالمعتاد الذرائع الحكومية حاضرة وجاهزة على وسائل الإعلام الرسمية، وفي الخطاب الحكومي، الذي كثيراً ما يكون عبارة عن ذرائع مستفزة للمواطنين.

مزيد من الضغوط غير المحمولة

لم يعد المواطن يطيق المزيد من الضغوط الحياتية التي تكاد تزهق روحه، فالكهرباء هي عصب الحياة المعاصرة، لا يمكن بحال من الأحوال الاستغناء عنها، لما يتوقف عليها من أعمال يومية، من تشغيل المضخات لتعبئة المياه، أو للاستعمال المنزلي الضروري من غسيل للملابس، أو الاستحمام، وصولاً إلى التدفئة، التي باتت مفقودة في المنازل، نتيجة عدم توزيع مخصصات مازوت التدفئة، وصعوبة الحصول على الغاز المنزلي.

ساعات التقنين تصل في الريف إلى خمس ساعات انقطاع بمقابل ساعة وصل، وبعض المناطق 4 ساعات مقابل ساعتي وصل، وهي طبعاً لا تكفي حتى لشحن بطارية «الليدات»، أما في المناطق التي تستمد مياهها من الآبار، فساعات الوصل لا تكفي لضخ المياه لتغذية المباني، فيضطر الأهالي إلى تعبئة المياه من الصهاريج، وبأسعار تثقل كاهل المواطن في ظل الوضع المعيشي القاتل.

البدائل وسوق الاستغلال

لا سبيل أمام المواطن إلّا إلى اللجوء إلى البدائل الكهربائية، من بطاريات ومولدات وليدات وشواحن وغيرها، فمع تردي حال الكهرباء في البلاد تزدهر سوق هذه البدائل، لتصبح عبئاً جديداً يحمله المواطن ويتكبد شراءها في ظل انفلات الأسعار الجنوني بذريعة الدولار، ليجد نفسه في دوامة شراء مستمرة، والسبب أن ساعات التقنين تسرع من استهلاكها، ونقص من عمر صلاحيتها، فربما لا تعمل هذه البطاريات أكثر من ثلاثة أشهر، فما يعرض في السوق من هذه البدائل ذو مواصفات رديئة غالباً، وكل مرة تستهلك هذه البدائل يتحتم على المواطن أن يشتري بديلها بأسعار مضاعفة.

والنتيجة، أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فمستوردو البدائل باتوا حيتاناً على حساب احتياجات المواطنين الاضطرارية من البدائل الكهربائية التي يوفرونها في الأسواق، مع المزيد من فرص الاستغلال، المرتبطة بالسعر بالإضافة إلى المواصفة طبعاً، فالكثير من البدائل مواصفاتها رديئة، وعمرها الافتراضي محدود جداً، ما يضطر المواطن لاستبدالها بين الحين والآخر.

ساعات الوصل مصيبة أخرى

قد تكون ساعات الوصل ليست بأحسن حالاً من انقطاعها، فتردي الخدمة وسوء التقنيات، وتذبذب التيار كثيراً ما يتسبب بأعطال الأجهزة الكهربائية، التي يعجز المواطن عن إصلاحها، فضلاً عن شرائها، وفي أحسن الأحوال لا تتسبب إلّا في إتلاف مصابيح الإنارة، وسعرها بالآلاف، ويضطر شهرياً إلى تبديلها.
فالصيف خانق وحارق بلا تبريد، والشتاء مظلم وبارد، ولا يجد المواطنون من الحكومة ووزارة الكهرباء إلّا المزيد من التسويف، والتبرير والذرائع التي أصبحت مضحكة تارة، ومستفزة تارة أخرى!

معلومات إضافية

العدد رقم:
996