العقوبات لناس.. والبهنكة والبروظة لناس..
دعاء دادو دعاء دادو

العقوبات لناس.. والبهنكة والبروظة لناس..

هاد يا سادة يا كرام صارلتكون معنا شغلة رهيبة... هيك لا ع البال ولا حتى ع الخاطر... لك من دون مبالغة ومن دون يمين ومن دون ما حط راس ولادي بصلب الموضوع كرمال تسدقوني «انبسطنا» لأنو كانت سورية وبدمشق خص نص- أول بلد بتوفر جهاز الـ«آيفون 12» رسمياً وحصرياً بالشرق الأوسط يا أعزائي....

وهذ الخبر المُذهل والفريد من نوعو- أذهل وأذهب معه عقول الشعب السوري كلياً... مما جعل الناس يقفون ع شكل طابور... ولكن هذا الطابور غير كل الطوابير السورية المألوفة... نعم إنه طابور الـ« آيفون12» يا أحبائي...

دعاية وإعلان

طبعاً بعد عشرة أيام من إعلان شركة «آبل» لطرحا لهل الجهاز الحارق والخارق والمتفجر... إلنا الفخر تكون شركة سورية وفرت هذا الجهاز رسمياً بالشرق الأوسط... ويا خوفنا بكرا ما عاد يلحقوا ع إنتاج آيفونات 12 يا جماعة..

لأنو يلي بيسمع هيك خبر ما رح يقول غير... «وين مجاعة سورية يلي بتحكوا عنها؟؟».

صحيح، نحن كشعب سوري عم نسأل حالنا هل السؤال الفظيع...

هل الدعاية لمين يا ترى، ومين بدو يشتري؟؟

يوووووه.... حدا معو لياكل حتى يكون معو يجيب هيك جهاز؟؟

لك أمي أكيد مو نحن الموظفين- المشحرين- المشحتفين- الملعونة أفطاسنا ع الأخير يلي راتبنا يا دوب عم يوصل لـ 50 ألف بالشهر..

الجهاز انعرض بصالة هل الشركة السورية الرهيبة بأسعار بين الـ 4 و5 ملايين...

هلق إذا بدنا نحسبها ونقرشها ع سعر هداك المقوّص يلي نحن كمواطنين ما فينا نجيب سيرتو... بيطلع حقو تقريباً 1800 لـ 2500 دوررررراااااارررر أمريكي...

وراتبنا بحدود الـ 22 دورار... يعني بدنا 8 سنين تحويش من دون ما نصرف ليرة وحدة لنفكر نشتريه... أي والله 

لهيك هاد مو إلنا يا حبيباتي... وهل الدعاية كلها مو إلنا والله... نحن المعترين بيكفينا نتطلع ع منظر اللحوم والفواكه الملونة، ونقول: يا سبحان الخالق وبسسسسس...

اختلاف ثقافات مو أكتر!!!

بسورية، بتلاقي عالم راكضة عم تشتغل شغلين وتلاتة وعشرة إذا صحلها من دون ما تاخد «بريك» لساعة وحدة كرمال إنها بحاجة أجرة هل الساعة لتأمن حق ربطة خبز، وأي شي معها كرمال تاكل وتطعمي ولادها...

وعالم بتركض.. عفواً ما بتركض... بتقعد بتشربلا فنجان قهوة مع سيجار وبتمخمخ كيف بدها تمص دم العالم وتنهب وتسرق ليزيدوا ثروة فوق ثروتون الأساسية، المعمرة من كد وعرق جبين الفئة السابقة كرمال يعملو تسابق بين بعضون بالمجتمع المُخملي «بدكون ما تلعي منافسكون» كرمال مين بدو يحصل إن كان ع جهاز الآيفون أو غيرو من الفزلكات والضحك ع عقول هيك فئة حرامية مو تعبانة بمصرياتها...

يلي جايب المصاري من عرق جبينو... ما بيروحون هيك!!! لأنو يا حبيباتي العالم التعيبة بتعرف شو يعني قيمة الليرة... لهيك رح تعرف وين لازم تصرفا!!!!

أما يلي نازل شفط طالع شفط بهل المصاري.... أي ما رح يهموا لأنو عرفان حالو بنهبة بسيطة رح يرجع يعوض هل المصاري بسرعة...

ويلي بيضحك عنجد وقت بيقولوا «أي ما في شي طالع من جيبتي...»

«الحقُّ يُقال»

بعيداً إذا كانت سورية أول دولة ولا أخر دولة، ولا العفاريت الزرق يلي إنشاءالله بتطلعلون وبتاخدون وبتريحنا منون... هدول الدورارات يلي عم تنكب يمين- شمال، بطعمة وبلا طعمة... لك منين؟؟؟ 

الكل مقاطعنا... عقوبات هلكتنا ع أساس.. والتضييق علينا جوّعنا.. وواقعنا عم يورجينا أنو كل اللي شفناه لسا يمكن في أفظع منو بالأيام الجاية.... ع ايدين اللي ما بيرحمو..

لك وقت الحزة واللزة ووقت منجيب سيرة ربطة الخبز... فوراً بيقلولنا دورار.. يعني دورار ما في.... وبهل الحالة مالنا غيرك يا هل المواطن المغلوب ع أمرو كرمال نطعميك هوا...

لك في واحد قال «يا أخي إذا خبز ومازوت وبنزبن وغاز ما في.. كيف في آيفون لسا ما نزل غير بأمريكا.. يا بشر ببلد العجايب نحنا؟!».

لك صح كيف؟؟؟ يتساءل المراقبون..

فروقات وشو هي هيك...

طيب وين المقاطعات والعقوبات يا جماعة؟؟؟

ع قولة هداك المواطن «العقوبات الأمريكية عم تبكي بالزاوية» 

أيعقل إنو العقوبات الأمريكية مالها دخل بالآيفونات؟؟؟ ولا بتعرف أنو عنا نخبة كبيرة من الحرامية والفاسدين، وهنن أكتر العالم يلي رح تتسارع لتشتريه؟؟

الله أعلم....

المهم، لازم تعرفوا إنو قانون قيصر بيشمل فقط الطعام- المواد التموينية- الشراب- المحروقات- أما الرفاهية فنحن بلد معطاء....

بالمناسبة، الشريحة يلي مو تعبانة بمصرياتها كمان انتصب عليهون بحق الآيفون يا حرام... يعني نحن عايشين ببلد ما فيو حدا مو منهوب...

حسب ما تم تداولوا بين الناس إنو في فرق مليون و188 ألف ريرة سورية بين سعر برا وجوا... بقصد سعر السوق المحلي والسوق الخارجي..

أكيد هنن مو هاممون لأنو عندون إمكانية التعويض بفترة وجيزة متل ما بتعرفوا بالنسبة للنصب فيبقوا «أُمها وأهلها».. 

العترة علينا نحنا الشريحة المعدومة... يلي وقت ينتصب علينا حتى ولو بـ1000ليرة بتصيبنا حالة إحباط لأنو ضمنياً منعرف ما عنا إيرادات لنغطي حتى ولو هل الفرق من هل الفروقات..

شو بيمنعك لتشتري؟

هاد السؤال يلي بينسأل نابع عن احتقان كبير وحرقة قلب... شو بيمنع تشتري؟؟ 

يلي بيمنعنا كتير... عنا الأولويات... خبز- مازوت- غاز- أكل- شرب- أطفال- كسوة- مرض- علاج- مستقبل... إلخ...

بيمنعنا عن يلي مانعنا عن الشغلات يلي فوق... الحرامية- تجار الحرب- السمسرية- مصاصين دماء البشرية- يلي ما عم يرحمونا ولا عم يخلو رحمة الله تنزل علينا...

وكمان متل ما قال هداك المواطن.... يلي عم يمنعني مالي من فصيلة الحيتان- الحرامية...

مين في هون؟؟

للتذكرة، تعتبر سورية بلد بيعاني من أزمات خانقة- مميتة- مُفتعلة إن كان ع صعيد محروقات أو ع صعيد الأزمات المعيشية...

وبهل الوقت المسؤولين الحكوميين بيحطوا حجة العقوبات الغربية، إنها هي أساس الاحتكار على المستوردات...

بالتزامن مع هل الحكي، تم الإعلان على جهاز الآيفون 12 بسورية وافهموها متل ما هي شارحة حالا....

بالنهاية، متل هل النمط الدعائي المُبهرج لشريحة محددة ببلد جوعان وعم يقاتل كرمال لقمة عيشوا، وكرمال يحصل ع رغيف الخبز بكرامة- هل الشريحة يلي مو هاممها شي ولا هاممها مين جوعان ولا مين بردان ولا ولا....

عايشة ع حسابنا وحساب المعتر الأكتر مننا وع حساب تعبوا ما رح يهموا شو صاير ولا شو عم يصير ولا شو بدو يصير... المهم عندون اكتفاء الذات وهاد إذا اكتفوا أصحاب البطون المليانة...

لك حتى كمان هاد الحكي كلو ما رح يهمون.. ويمكن قليل عليهم عبارة الله لا يوفقهم... وكل المسبات اللي بتصيبهم.. أي وهيك..

معلومات إضافية

العدد رقم:
989