تعددت الحوادث والضحية ذاتها.. أطفال الرقة
الحوادث المؤسفة والخارجة عن القانون تتزايد في محافظة الرقة، والأكثر أسفاً والأشد إيلاماً، أن أطفال المحافظة هم الضحايا لبعض الحوادث ذات الطبيعة الجرمية.
في العام المنصرم خُطفت ابنتان في الثانية عشر من العمر، من قرية كسرة محمد علي، بسيارة فان يستقلها مسلحان، بحسب بعض الشهود، ولم يعرفوا لحد اللحظة، وبعد يومين وجدتا مقتولتين ومنزوعة بعض أحشائهما، ولم تلفت انتباه سلطات الأمر الواقع، ولا حتى إجراء اتهامات لأحد أو لجهة من قبلهم!
وبعد مدة ليست بالطويلة أقدمت عصابة على قتل عمال حراس، ثلاثة طاعنين في السن يعملون في جهاز الري أيضاً، ولم تلق تلك الجريمة الاهتمام أيضاً، وكأن الحادث «الجريمة» عابر سبيل!
وفي شهر أيار الماضي قُتل الطفل خليل عبد الرزاق، البالغ من العمر ٤ سنوات، طعناً بأداة حادة في منطقة القلب، بالقرب من أحد مقرات «قسد»، «سجن الأحداث»، وقد طلب أهل الفقيد من مسؤولي الأمر الواقع فتح كاميرات المراقبة الموجودة في كل شارع، وكانت الخيبة حليفتهم، حيث امتنعت تلك الجهات عن الكشف عما تخزنه تلك الكاميرات، وإلى اليوم لم يُكتشف الجناة!
في شهر تموز الماضي عُثر على الطفل ياسر الفارس، البالغ من العمر ١٠ سنوات، مقتولاً شنقاً، وإلى الآن لم يتم التعرف على الجناة أيضاً وأيضاً!
أمس الأربعاء، عُثر على جثة الطفلة فاطمة المهاوش، البالغة من العمر ٨ سنوات، مقتولةً «حرقاً»، بعد أن كبل المجرمون يديها ورموها بالقرب من بيت ذويها، في ظل غياب تام لسلطة الأمر الواقع التي تعمل جاهدة لاعتقال الشبان والمعلمين في الرقة، وزجهم في معسكرات التجنيد الإجباري!
فهل سيخرج إلينا غداً، كما جرت العادة، «أبو شجرة» خالد الموسى رئيس لجنة العدالة في «قسد» ليقول: إن صفحات خارجية أو مشبوهة تعبث بأمن البلد؟!
لسنا مع الانسياق لكيل الاتهامات على عواهنها، لكن استمرار هذه الجرائم دون معرفة الجناة، بل دون السعي الجاد لمعرفتهم، من قبل سلطات الأمر الواقع المتمثلين بـ «قسد» أصبح أكثر من شاذّ بحسب المواطنين، ولا يخلق إلّا المزيد من التوتر والنقمة في المنطقة، ولعل من أولى واجبات هذه السلطات بهذا السياق هو محاولة سحب فتيل الفتنة التي تعمل عليها سلفاً بعض القوى المتصيدة في المنطقة وخارجها، ثم العمل الجاد على وضع حد لمثل هذه الجرائم، مع كشف ملابسات ما مضى منها، وصولاً لإيجاد الجناة ومحاسبتهم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 980