«الحلم الجميل»
دعاء دادو دعاء دادو

«الحلم الجميل»

«لبنة (مدعبلة- بلدية- غنم حموية «شايطة»)، جبنة (بيضا بلدية- بحبة البركة وسمسم- مشللة- حلوم)، قريشة- مكدوس «بلدي وحموي وحمصي»، مسبحة (بزيت- بسمنة- بيروتية- بلحمة وع وشها صنوبر- بلية الزهرة)، فلافل مع حباشاتا كاملة من الخضرا ودبس الرمان وطحينة، زيتون (أسود- عطون- أخضر مفقش مع ليمون وجزر وفليفلة وورق الزعتر)، زيت بلدي مع زعتر (أخضر- أحمر) حلبي ومعو فستق كمان، بيض (مسلوق- عيون- بريشت- ناشف أو مسقسق بالسمنة البلدية)»..

هدول الأصناف.. يلي بظن إذا مو الكل- فالأغلب، وخصوصي جيل تبع الـ 2005 وأنت طالع.. يعرف شو يلي انذكر.. يا حسرتي عليهم!!
هدول الأصناف من المأكولات يا عزيزي المنتوف كانوا يعتبرو جزءاً من مكونات وجبة الفطور الصباحي، أو وجبة العشا بالبيوت اللي ع قد حالها.. يعني لا فقيرة ولا غنية.. الله يرحم!!
طيب شو رأيكم ذكركم بكم طبق من الأطباق اللذيذة التانية اللي كانت وجبات الفطور والعشا ما تخلى منها كمان...

مناقيش زعتر

«تسقية (بسمنة- بزيت)، فول (مدمس بالخضرة والزيت- مدمس بلبن)، معجنات «مناقيش زعتر- برك جبنة...» بأشكال وأنواع مختلفة، بغاجا «لحمة- جبنة»، شنكليش (أحمر، أخضر)، كشكة (خضرا- يابسة- بعدس أو بزيت ونعنع)- حراء إصبعو، مربيات بأشكال وألوان «فريز- مشمش مفلق أو ممروت- بيتنجان- يقطين- ورد- نارنج- تين صحيح أو مفلق وع وشو طحينة وجوز ولوز وسمسم...»، العسل بأجود أنواعو سادة أو مع مكسرات، الحلاوة المليانة فستق حلبي أو بشوكولا، الزبدة البلدية، وما مننسى طبعاً صحون المخللات يلي بتقدر تتذوقا مندون ما تاكل من ألوانها المشكلة وروايحا يلي بتجنن...».
يمكن قلال كتير يلي عرفوا شو يلي ذكرتون فوق... وهدول أكيد شطت ريالتهم كمان..
هدول يا حبايبي يلي صار اسمون عند العالم «الحلم الجميل».. علماً أنو كانوا من موجودات مطبخ كل بيت ومونتو بأيام زمان.. وبكل رياحة عند كل العيل دون استثناء..

«الله يرحم أيام زمان»

عادي كتير ناس تقول «الله يرحم أيام زمان» لما يقروا... وعادي كمان إنو في ناس تدمع عينا لأنها نسيت كل هدول...
بس يلي مو عادي إنو يجي حدا من هل الجيل الجديد ويسأل شو هاد؟
حدا يقلي كيف فيني أقنع حدا من هل الجيل إنو هدول يلي فوق كانوا ينحطوا إذا مو تلت رباعون- نصون ع وجبة الفطور، أو متل ما كنا نسميها «كسر الصفرة»!!...
وكسر الصفرة للي ما بيعرف يا حبيباتي، يعني «breakfast»- يعني فطور... يعني هاد التنوع كلو كنا ناكلوا ع الفطور- ع أول وجبة نبدا فيها يومنا بكل قوة ونشاط...
وما رح اتدايق أو انزعج إذا طلع حدا من الجيل الجديد أو يلي ربي وكبر بالحرب والفقر والنهب والاستغلال، وقلي كذابة هل الشغلات مالا موجودة عنا وما منشوفها إلا بالتلفزيون بالمسلسلات القديمة ولناس ما بتشبهنا بالمرة...
عازرتوا... طبيعي إنو عقلو ما يتحمل هل الكم الهائل من الأصناف يلي إذا بدنا نحسبها اليوم بتطلع قد راتب عشر موظفين إذا مو أكتر.. يعني هديك الحسبة.. يلي مخو أوتوماتيكي بيطق إذا بدو يحسبا للأسف...
وكمان، لأنو فعلياً هل التنوع بالأصناف هي عم يقل شوي شوي- يوم بعد يوم- سنة بعد سنة.. هيك لبقي ينحط صنفين أو تلاتة في حال إنو العالم ما اختصرت وجبة الفطور، أو عوضتها بسندويشة لبنة، أو خبز حاف من الأساس!!!
وبالأحرى، العالم اختصرت وجباتها التلاتة لتخليها وجبة وحدة... وعم تكون الوجبة البقيانة الوحيدة هي «وجبة العشا».. يعني فيكون تقولوا متل «ختامها مسك»...
وهيك منكون عملنا ريجيم رباني.. بطلنا نفوّت الأكل غير الصحي والصحي ع جسمنا، ومنخلص من الوزن الزايد، ومنصير كلنا من ذوي الأجسام الرشيقة... طبعاً، هاد الحكي يلي منواسي فيه حالنا... كل العالم اختصروا عدد الوجبات، وانحرموا كتير من القيم الغذائية غصب عنون مو بكيفون ولا بإرادتون!!! مو متل الأجانب يا عيني.. لأ متل الجائعين الأفارقة!
يعني هل التنوع هاد كلو يلي كنا نحطو بس ع «كسر الصفرة»، العوض بسلامتكون.... بح... بقيوا ذكرى حلوة ولذيذة ليلي بيعرفهم وبس!!
ويلي حسنان اليوم يحط وجبتين... فعم تكون هل الوجبتين هنن إما فطور- غدا أو غدا- عشا... ومندون أية تنوع... الواحد يطلع بطبخة صغيرة ويكتر خيرو إنو حسن يطبخ...
حتى ع صعيد الفطور أو العشا... فبيكون هل الصحن اللبنة بحليب بودرة وزيت وزعتر يلي بيقدر، ويلي ما بيقدر، ويلي بيمثلو كتاااااااااار بسورية بيحطو مي وزعتر، وإذا واحد مبحبحة جيبتو «مرتاحة» فممكن إنو يحط صحن زيتون كتشكيلة ع أساس...
وبدكون تشوفوا انبهار الولاد لما بيلاقو صحن زيادة عن الصحون المُعتاد عليها... ابتسامتون بوقتا بتعادل ابتسامة رجال انحط بإيدو مبلغ مادي وانقلوا «والله ما بيرجعوا»، أي وهيك...
الاختصار والتوفير والحرمان صار حتى ع صعيد التحلاية... كرمال ما حدا يفهمنا غلط قصدي تحلاية الشاي يا عيوني...
يعني العالم يلي معها نقص سكريات.. وصاروا كتار صراحةً بسبب إنون صاروا يحلموا ياكلوا حلويات وما شابه- أكلتها متل ما بيقولوا من مجاميعوا..

تقنين بالأكل والشرب

لا حلو جاهز ولا حلو بالبيت.. والشاي بدل ملعقتين ملعقة إذا مو بلا سكر بالمرة، ولا حدا يفكر بخل أو جربنة لا سمح الله!!! أبداً، كل القصة وما فيها «مجبورين» إنو نختصر بأتفه الشغلات...
هو لأنو نحن منحب نقلدون- هنن بيعملو تقنين بالكهربا، ونحن منعمل تقنين بالأكل والشرب ومو بكيفنا!! بالإجبار والغصب...
علماً، إنو الاختصار والتقنين صار حتى بعدد أفراد العيلة... بمعنى، متل ما عاد شفنا هل التعداد الهائل بأصناف «كسر الصفرة».. كمان ما عاد شفنا أب وأم بيجيبوا 9 أو 10 ولاد متل أيام زمان...
أي ما عليهون لوم ولووووو... عاجنين وخابزين الحكومة هية وقراراتا «الخزعبلية والفافوشية»، وعرفانين كتير منيح شو يلي عم يفكروا فيه ولوين بدون يوصلونا كمان!!!
لذلك، ولد أو تنين مع الأب والأم وهااااا يا دوب يكفوا حالون الله وكيلكون... وكلمة «ما في مجال أو مو طالع بإيدي شي يا بابا».. كسرت كتير إن كان الأب أو الولد... لك خلوا العالم تصير عاجزة بكل معنى الكلمة.. حتى وهية بعدا بتحسن توقف ع رجليها...
سؤال بيخطر ع بالي: هدول العالم يلي بيحطوا ع صفرتون «لبنة- جبنة- زيتون- بيض».. بيكون الله فاتحا ع رب هل الأسرة؟؟
طيب هي الصفرة يلي الأغلب بيعتمد عليها، وفعلياً ما بتكون كاملة بيلي انذكر... تعتبر صفرة «ترف أو بزخ» ولا تنوع غذائي من حق جسمنا علينا إنو ندخلوا هل التنوع هاد؟؟
لأنو الغلا الكافر وجشع الكبارية وتجار الحرب يلي الكل بيتمنالون ما يشوفوا رحمة الله من كتر ما نهبوا وسرقوا منا وع حسابنا- كان أكبر من المدخول يلي بيحسن المواطن اليوم يفوتوا ع جيبتو... وبشاعة وقباحة أفعالون وفجعنتون ع المصاري وصّلت العالم لحالة من العجز حتى عن التعبير عن الواقع المزري هاد...
لك الله يلعن فيروس الجوع وساعتو والمتسببين فيه والمستفيدين منو.. وقت بتصير وجبة الفطور أو العشا حلم..

معلومات إضافية

العدد رقم:
977
آخر تعديل على الإثنين, 03 آب/أغسطس 2020 15:17